عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29-07-2022, 01:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,755
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التفكر في الدنيا

عجبتُ لمن خلَّفتَ كيف قرارُهُ

وإنَّ بقائي بعد موتِكَ أعجبُ



فيا ابن الهُبَيْريِّ الَّذي ليس دونهُ

أرى اليومَ خِلاً في البَرِيَّة يُصْحَبُ



لئن غبتَ عن عينيَّ في التُّربِ قسوةً

وكلُّ نفيسٍ في التُّرابِ يُغيَّبُ



فها كبِدي حَرَّى تذوبُ ومُهجتي

تبيتُ على جَمْرِ الأَسى تتقلَّبُ



فلا لذَّ لي مِنْ بعدِ موتِكَ مطْعَمٌ

ولا طابَ لي مِنْ بعدِ فقدِكَ مَشْرَبُ[8]



***




وقال ابنُ الفُوَطي البغدادي (المتوفى سنة 723هـ) في كتابه "تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب" في ترجمة فصيح الدين أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن عبدالكريم الرومي الواعظ:

"كان من الزُّهاد، والوعاظ الحفاظ، له فضلٌ غزيرٌ، وعلمٌ كثيرٌ، وكان يؤثرُ الخلوات، ويكرهُ الاجتماعَ في المحافل، وإذا وعظَ ينزلُ ويدخلُ بيتَه، ويغلقُ بابه عليه، ولا يُدْخِلُ إليه إلا مَنْ يختاره، وكان مع ذلك يُنشِدُ دائماً:



تفكَّرتُ في الدنيا وفي شهواتِها

ولذاتِها حتى أطلتُ التفكُّرا



فلا خيرَ في الدنيا ولا في نعيمِها

لحيٍّ مُقلاً كان أو كان مُكْثِرا



وكيف يلذُّ العيشَ مَنْ هو سالكٌ

سبيلَ المنايا رائِحاً أو مُبكِّرا؟"[9]




***




وقد شطرتُ الأبيات السابقة فقلتُ مُتفكِّراً مُتذكِّراً:



(تفكَّرتُ في الدنيا وفي شهواتِها)

وذكَّرتُ نفسي أنْ تُديمَ التذكُّرا



تفكرتُ في أحوالِها وغرورِها

(ولذاتِها حتى أطلتُ التفكُّرا)



(فلا خيرَ في الدنيا ولا في نعيمِها)

لعبدٍ عصى فيها الإلهَ وأدبرا



ولا خيرَ فيها إنْ أضلَّتْ وأشغلَتْ

(لحيٍّ مُقلاً كانَ أو كانَ مُكْثرا)

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]