عرض مشاركة واحدة
  #209  
قديم 26-07-2022, 07:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,552
الدولة : Egypt
افتراضي رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

«عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم





تفسير قوله تعالى:﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ... ﴾


قوله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾[البقرة: 142]
قوله: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ﴾ السين للاستقبال، وتحقيق صدور هذه المقالة من هؤلاء السفهاء، واستمرارهم عليها، وفيه معجزة له صلى الله عليه وسلم، وتقوية لقلبه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، للاستعداد لتحمل ذلك، ومدافعته، والصبر عليه، كما قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: "إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب"[1]؛ ليستعد لمجادلتهم ومحاجتهم.

والسفهاء: جمع سفيه، والسفه: خفة وطيش، ينشأ عنه سوء تصرف في الأقوال والأعمال والأموال. والسفيه: من لا يحسن التصرف، ولا يهتدي إلى طرق الخير، لقصور في عقله كالمجنون، والصغير، وغير الرشيد.

والسفه يكون في الدين، ويكون في الولاية، ويكون في المال.

فالسفه في الدين: بالكفر وارتكاب المعاصي، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾ [البقرة: 130]، وقال تعالى: ﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام: 140]، وقال تعالى حكاية عن الجن أنهم قالوا: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ﴾ [الجن: 4].

والسفه في الولاية: أن يكون الشخص لا يحسن التصرف في الولاية، فتنقل إلى غيره، كما إذا كان لا يعرف الكفء في ولاية النكاح، فتنقل الولاية إلى غيره، ونحو ذلك.
والسفه في المال: أن يكون الشخص لا يحسن التصرف في المال، ولا يعرف وجوه المصالح والمفاسد فيه، فهذا يحجر عليه، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا ﴾ [النساء: 5].

والمراد بالسفه في قوله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ ﴾ السفه في الدين وهو أشد أنواع السفه.

والمراد بـ"السفهاء من الناس" اليهود، فهم أسفه الناس، قد بلغوا من السفه غايته، ولهذا قال "السفهاء" بالتعريف، وذلك؛ لأنهم كذبوا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الوحي من عند الله- عز وجل- وخالفوه، واعترضوا على حكمه، وتركوا الحق بعدما عرفوه، حسداً منهم وبغياً، فجمعوا بين تكذيبه صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق، وتكذيب ما جاء في كتبهم وعلى ألسنة رسلهم من البشارة به صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [البقرة: 146، 147].

وقال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 20].

و"من" في قوله: ﴿ مِنَ النَّاسِ ﴾بيانية، والمعنى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ﴾ وهم اليهود، ومن مالأهم من المنافقين والمشركين- تكذيباً للحق وتشكيكاً للناس فيه.

والناس: أصله "أناس" كما قال الشاعر:
إن المنايا يطلع
ن على الأناس الآمنينا[2]




وهو مشتق من النوس، وهو الحركة، أو من الأنس؛ لأنهم يأنس بعضهم ببعض، أو من الإيناس، وهو الرؤية والمشاهدة؛ لأنهم يُرون ويُشاهدون، بخلاف الجن فهم مستترون.

﴿ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ الجملة في محل نصب مقول القول.

﴿ مَا ﴾ اسم استفهام، أي: أيُّ شيء صرفهم، ﴿ عَنْ قِبْلَتِهِمُ ﴾ بيت المقدس، ﴿ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ أي: التي كانوا يستقبلونها- يعني- قبل الأمر بالتحول إلى الكعبة.

وقبلة كل شيء ما قابل وجهه. والقبلة في الشرع: ما يستقبله الناس في صلاتهم، كما قال تعالى لموسى وهارون- عليهما السلام: ﴿ وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 87].

والمعنى: أن هؤلاء السفهاء سيقولون اعتراضاً على حكم الله وشرعه وتكذيباً له وإنكاراً: ما الذي جعلهم يتولون وينصرفون ﴿ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ وهي بيت المقدس إلى المسجد الحرام، ولم يقولوا: "عن قبلتنا التي كنا عليها"، بل قالوا: ﴿ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ لقصد الإثارة والإلزام للمسلمين، أي: أنه إن كانت القبلة الأولى حقًّا فقد تركوا الحق، وإن كانت باطلاً، فقد كانوا على باطل، حيث صلوا إليها.

وقالوا أيضاً: اشتاق محمد إلى بلده ومولده.

كما قال المنافقون: ما بال محمد مرة يحولنا إلى هـٰهنا، ومرة يحولنا إلى هـٰهنا.

وقال المشركون: قد رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم.

وفي وصف هؤلاء القائلين بالسفهاء تخفيف لوقع هذه المقالة على الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، حيث صدرت ممن لا يحسن النظر لنفسه، فلا يلقى لها بال، ولا قيمة لها.

وفي قوله: ﴿ مِنَ النَّاسِ ﴾ ما يفيد أن كل من صدرت منه هذه المقالة من اليهود أو المنافقين أو غيرهم فهو سفيه، وكذا كل من اعترض على حكم الله فهو سفيه.

﴿ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ تولى عز وجل تعليم نبيه صلى الله عليه وسلم هذا الرد المفحم لهم، أي: قل يا محمد لهؤلاء اليهود السفهاء ردًّا عليهم: ﴿ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾.

وإنما أجيبوا بهذا الجواب المسكت المبكت؛ لأن إنكارهم للقبلة اعتراض على حكم الله وعناد وتكذيب، وحسد، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنهم- يعني اليهود- لا يحسدوننا على شيء، كما يحسدونا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين"[3].

ولم يكن قولهم: ﴿ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ لطلب الحق والحكمة في ذلك، ولو كان هدفهم ذلك لبيّن لهم السبب، بأن الله أمر بذلك، وأن الكعبة قبلة إبراهيم عليه السلام والأنبياء بعده، وأول بيوت الله في الأرض، وأعظمها وأفضلها.

وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم- كما في حديث قتيلة- مقالة ذلك اليهودي: إنكم تشركون، تقولون: "ما شاء الله، وشئت"، وتقولون: "والكعبة" فأمر صلى الله عليه وسلم أصحابه إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: "ورب الكعبة" وأن يقولوا: "ما شاء الله ثم شئت"[4]؛ وذلك لأن هذه المقالة حق، وإن كان اليهودي إنما أراد بهذه المقالة عيب الإسلام، وتنقص المسلمين.

وقُدِّم الخبر في قوله: ﴿ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ﴾ لإفادة الحصر، أي: لله وحده المشرق والمغرب، أي: جنس المشرق والمغرب للشمس والقمر وسائر الكواكب.

والمراد أن له- عز وجل- جميع الجهات والأرض كلها؛ لأن الناس يقسِّمون الأرض إلى نصفين شرقية وغربية بحسب مطلع الشمس ومغربها.

وإذا كان عز وجل له جميع الجهات، وله الأرض كلها، فله- عز وجل- أن يوجِّه عباده للصلاة لأي جهة أراد، فالخلق خلقه، والملك ملكه، والأمر أمره، ولهذا قال بعد ذلك: ﴿ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾.

وهداية الله- عز وجل- تنقسم إلى قسمين:
هداية الدلالة والإرشاد والبيان، وهذه عامة، فالله- عز وجل- هاد، والرسل والدعاة إلى الله هُداة بهذا المعنى، كما قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

وهي أيضاً عامة من وجه آخر، وهو شمولها لكل من بلغته الرسالة؛ لأن الله- عز وجل- أنزل لأجلها الكتب وأرسل الرسل، قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [إبراهيم: 1].

والقسم الثاني: هداية التوفيق، وهذه خاصة بالله- عز وجل- كما قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56].

والمراد بالهداية في الآية هنا ما يشمل الهدايتين: هداية الدلالة والإرشاد والبيان، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3] أي: دللناه وأرشدناه للسبيل وبيناه له، وقال تعالى: ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ [البلد: 10] أي: بيّنا له طريق الخير وطريق الشر.

وهداية التوفيق، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الحج: 54].

وحيثما جاءت الهداية مسندة إلى الله فإنها تشمل القسمين: هداية الدلالة والإرشاد، وهداية التوفيق.

وحيثما أسندت إلى غير الله، فالمراد بها هداية الدلالة والإرشاد فقط.

﴿ يَ مَنْ يَشَاءُ ﴾ "من" اسم موصول بمعنى "الذي" في محل نصب مفعول "يهدي"، أي: يدل ويوفق الذي يشاء، والمشيئة هي الإرادة الكونية، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

﴿ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ الصراط: الطريق المسلوك والسبيل الواضح.

و"المستقيم" في الأصل: أقرب خط يصل بين نقطتين، أي: العدل الذي لا اعوجاج فيه، أي: إلى طريق مسلوك وسبيل واضح، عدل، لا اعوجاج فيه، وهو صراط الله عز وجل، ونكَّره للتعظيم، كما قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213، النور: 46]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الأنعام: 39]، وقال تعالى: ﴿ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس: 25]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الحج: 54].

ومعنى الآية: ﴿ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ أي: يدل، ويوفق الذي يريد من عباده إلى طريق مسلوك، وسبيل واضح، عدل، لا اعوجاج فيه، بهدايته لهم، لأعظم قبلة، وتوفيقهم لمعرفة الحق، والعمل به، للعلم النافع، والعمل الصالح، وفي هذا تنويه بقبلتهم، وإشارة إلى أن الشأن كل الشأن في الإيمان بالله- عز وجل- كما قال تعالى: ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 115]، وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ﴾ الآية [البقرة: 177].

[1] أخرجه البخاري في الزكاة (1496)، ومسلم في الإيمان (19)، وأبوداود في الزكاة (1584)، والنسائي في الزكاة (2435)، والترمذي في الزكاة (625)، وابن ماجه في الزكاة (1783)، من حديث ابن عباس- رضي الله عنهما.

[2] البيت لذي جرن الحميري. انظر: "اشتقاق أسماء الله الحسنى" ص32، "لسان العرب"، مادة "نوس".

[3] أخرجه أحمد (6/ 134، 135) من حديث عائشة- رضي الله عنها.

[4] أخرجه النسائي في الأيمان والنذور (3773)، وأحمد (6/ 371-372). وأخرجه ابن سعد والطبراني وابن منده. انظر: "تيسير العزيز الحميد" ص (598).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.10%)]