
25-07-2022, 09:55 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,448
الدولة :
|
|
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
تراجم رجال إسناد حديث: (ما يزال الرجل يسأل حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة من لحم)
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ].هو محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[ عن شعيب ].
هو ابن الليث بن سعد، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم وأبو داود والنسائي.
[ عن الليث بن سعد ].
هو الليث بن سعد المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن عبيد الله بن أبي جعفر ].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ سمعت حمزة بن عبد الله ].
هو حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو أخو سالم.
[ سمعت عبد الله بن عمر ].
صحابي ابن صحابي، هو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
شرح حديث: (... لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة عن بسطام بن مسلم عن عبد الله بن خليفة عن عائذ بن عمرو رضي الله عنه: ( أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله فأعطاه، فلما وضع رجله على أسكفة الباب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً ) ].أورد النسائي حديث عائذ بن عمرو رضي الله تعالى عنه: أن رجلاً جاء وسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه، ولما كان في أسكفة الباب، يعني: في عتبة الباب، يعني: يريد أن يخرج، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً )، يعني: لو تعلمون ما فيها من الذلة ومن العقوبة، ومن المعلوم أن ذلك حيث لا يكون هناك ضرورة تدفع إلى ذلك، ما مشى أحد إلى أحد، وأما بالنسبة للذلة والمهانة فهي موجودة، يعني: في الدنيا، يعني: لكن المضطر إليها معذور، وغير المضطر ليس بمعذور.
( لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً )، يعني: هذا فيه تحذير وتنفير من المسألة، وأن الإنسان لا يستهين بها، ويقول: إن كونه يمد يده ويعطى شيئاً تكون غنيمة باردة بدون تعب وبدون مشقة، بل هي في الحقيقة فيها مشقة، وهي مشقة ذل السؤال، وإذهاب ماء الحياء من الوجه، لكن بعض الناس لا يكترث بذلك، فلهذا نجد أن بعض المحترفين لمهنة السؤال يصعب عليه أن يتركها، بل سمعنا أن بعض هؤلاء السائلين يوجد عنده من الأموال الطائلة الشيء الكثير؛ لأنه اعتاد ذلك، وماء الحياء ذهب عن وجهه فصار لا يحصل تعباً، وإنما يمد يده بدون حياء، فيعطى ما يعطى، ثم يكدس الأموال الطائلة، ثم يذهب عنها ويأخذها غيره من الورثة، فيكون هو حصلها من هذا الطريق الغير المشروع، وغيره هو الذي استفاد منها.
تراجم رجال إسناد حديث: (... لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً)
قوله: [ أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ].ثقة، أخرج له أبو داود والنسائي.
[ حدثنا أمية بن خالد ].
صدوق، أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وهو: أخو هدبة بن خالد شيخ البخاري ومسلم، والذي يقال له: هداب ، يعني: يأتي ذكره هدبة ، وأحياناً هداب ، فهذا هدبة بن خالد وهذا أمية بن خالد.
[ حدثنا شعبة عن بسطام بن مسلم ].
شعبة، قد مر ذكره.
وبسطام بن مسلم، ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود في المسائل، والنسائي، وابن ماجه.
[ عبد الله بن خليفة ].
مجهول، أخرج حديثه النسائي وحده.
[ عن عائذ بن عمرو ].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرج حديثه البخاري ومسلم والنسائي.
سؤال الصالحين
شرح حديث: (... وإن كنت سائلاً لابد فاسأل الصالحين)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ سؤال الصالحين.أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن ابن الفراسي أن الفراسي رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أسأل يا رسول الله؟! قال: ( لا، وإن كنت سائلاً لا بد فاسأل الصالحين ) ].
أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: سؤال الصالحين، المقصود من هذه الترجمة هو: أن السائل إذا احتاج الإنسان إلى أن يسأل فليسأل أهل الصلاح وأهل الاستقامة الذين هم مظنة أن يجيبوا وأن يحققوا الرغبة، وأيضاً إذا صار الإحسان منهم فهو أولى وأفضل من الإحسان من غيرهم، وكون الإنسان يمد يده لرجل صالح غير كونه يمد يده لرجل فاسق، فهذا أولى، فهو أولى من هذه الناحية، وأيضاً من أجل تحقيق المراد أنه مظنة أن يحصل ما يريد عندما يسأل رجلاً صالحاً يقدر على تحقيق رغبته، فهذا هو المقصود من هذه الترجمة.
وقد أورد النسائي حديث الفراسي.
[ قال الفراسي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أسأل يا رسول الله؟! قال: ( لا، وإن كنت سائلاً لا بد فاسأل الصالحين )].
جاء الفراسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أسأل يا رسول الله؟، يعني: يستأذنه أو يسأله هل يسأل؟ يعني: الناس، فقال: لا، يعني: لا تسأل، وإن كنت سائلاً ولا بد، أي: إن كنت سائلاً لا بد من السؤال وأنت مضطر إلى ذلك، وأنت محتاج إلى ذلك، فاسأل الصالحين.
الحديث يدل على ما ترجم له النسائي من حيث أن الإنسان يسأل الصالحين، وهو من حيث المعنى مستقيم؛ لأن سؤال الصالحين كما أشرت أولى من سؤال الفساق، وكون الإنسان يمد يده لرجل صالح يسأله قضاء حاجة خير من أن يمد يده لفاسق من أجل يقضي له حاجة.
ثم أيضاً: المقصود من السؤال هو: الحصول على المراد، وسؤال من يكون صالحاً ومن يكون مستقيماً فيه مظنة تحقيق المراد، لكن الحديث فيه من هو مقبول ولم يتابع، فليس بصحيح، وقد ذكره الألباني في ضعيف سنن النسائي، لكن من حيث المعنى -يعني: كما أشرت- لا شك أنه مستقيم من جهة أن الإنسان يسأل صالحاً خيراً من كونه يسأل فاسقاً.
تراجم رجال إسناد حديث: (... وإن كنت سائلاً لا بد فاسأل الصالحين)
قوله: [أخبرنا قتيبة ].هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة ].
وقد مر ذكره.
وجعفر بن ربيعة المصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن بكر بن سوادة ].
هو بكر بن سوادة المصري أيضاً، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[ عن مسلم بن مخشي ].
مقبول، أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
[ عن ابن الفراسي ].
وابن الفراسي قال الحافظ ابن حجر: إنه ابن الفراسي عن رسول الله، وقيل: ابن الفراسي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف اسمه، ومن المعلوم أن الذي جاء يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم صحابي، لكن ابنه هذا الذي أخبر عن أبيه أنه جاء يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعرف، وفي بعض الأسانيد أن الحديث عن ابن الفراسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان ابن الفراسي هو الذي سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون مثل أبيه، يعني: إما هذا وإما هذا، إما أبوه وإما هو، فمن سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو صحابي؛ لأنه تشرف بلقي الرسول صلى الله عليه وسلم وبصحبته، لكن الإسناد فيه مسلم بن مخشي وهو مقبول، فالحديث من الإسناد غير مستقيم، ولكنه من حيث المعنى لا شك أنه مستقيم؛ لأن سؤال من هو صالح وأهل الاستقامة وأهل الصلاح أولى من سؤال أهل الفسق.
الاستعفاف عن المسألة
شرح حديث: (... ومن يستعفف يعفه الله...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ الاستعفاف عن المسألة.أخبرنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ( أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفد ما عنده قال: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله عز وجل، ومن يصبر يصبره الله، وما أعطى أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر ) ].
أورد النسائي الاستعفاف عن المسألة، يعني: بعد أن ذكر المسألة، وذكر ذم المسألة، ذكر هذه الترجمة وهي الاستعفاف عن المسألة، كون الإنسان يستعف ولا يذل نفسه للسؤال، وإذا كان عنده قدرة على تحصيل ما يقيته بدون سؤال صار إلى ذلك، ولا شك أن هذا هو المطلوب، وهذا هو الذي ينبغي، وهذا هو الذي فيه غنى النفس؛ لأن من استغنى أغناه الله، ومن استعفف أعفه الله، ومن يصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاءً خير من الصبر، فكون الإنسان يصبر على الفقر، ويصبر على الشدة، ويجتهد في تحصيل ما يريد عن طريق غير السؤال، فهذا هو الذي ينبغي، لكنه إذا اضطر إلى السؤال، فقد عرفنا أن ذلك سائغ، كما مر وكما سيأتي.
وقد أورد النسائي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه: أن ناساً من الأنصار جاءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم جاءوا إليه فأعطاهم، يعني: كرروا المسألة حتى نفذ ما عنده، فقال عليه الصلاة والسلام: ما يكون عندي شيء فأدخره عنكم، يعني: ما يكون عندي شيء فأدخره وأبقيه لنفسي، واستأثر به عنكم، بل أعطيه لكم، وأعطيه من يستحقه، ولا يبقى عندي شيء، وقد سبق أن مر بنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما صلى بأصحابه مرة، ولما فرغ من الصلاة، انصرف عنهم وقام بسرعة مسرعاً، وذهب إلى بيته، فالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم خشوا أن يكون هناك أمر يخشى منه، فخرج عليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فسألوه، يعني: ما الذي جعله يفعل أمراً ما كان يفعله من قبل، فقال: إنه شيء من ذهب، كان عنده وكان نسيه، فأراد أن يبادر -لما ذكر- إلى إخراجه وتوزيعه، فهو كما قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: ما يكون عندي شيء فأدخره عنكم، يعني: فإنما هو لكم، وأعطيه من يستحقه، ثم أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستعفاف والاستغناء، وقال: ومن يستعفف يعفه الله، يعني: يعطيه الله عز وجل ما يكفيه، ويجعله عفيفاً، ويجعله غني النفس، وإذا وجد غنى النفس وجد الغنى الحقيقي؛ لأنه كما جاء في الحديث: (ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس)، يعني: ليس الغنى كثرة المال؛ لأنه قد يكون المال كثيراً والنفس غير غنية، فتجده ما يشعر بأن عنده مال، بل يبحث عن الاستزادة والتكثير من المال، فإذا وجد غنى النفس سواء صار اليد فيها شيء، أو لم يكن فيها شيء فهذا هو الغنى الحقيقي، الغنى غنى النفس، سواء إن وجد معه غنى اليد أو ما وجد معه غنى اليد، ( من يستعفف يعفه الله ).
( ومن يصبر يصبره الله ) من يصبر على الفاقة، وعلى الحاجة وعلى قلة ذات اليد ولا يقدم على سؤال الناس يصبره الله، يعني: يرزقه الله الصبر، ومن المعلوم أن العلماء اختلفوا في أيهما أفضل: الغني الشاكر أم الفقير الصابر، فهذا له فضل وهذا له فضل، وكلام العلماء أيهما أفضل؟ هذا أو هذا؟ فإذا صبر على فقره ولم يذل نفسه بالسؤال، وسعى لتحصيل الرزق بالطرق المشروعة على حسب ما يستطيع، وعف نفسه، فهذا خير له، ثم قال: ( وما أعطي أحد عطاءً هو خير وأوسع من الصبر )، لأن الإنسان إذا كان صابراً محتسباً فسواء كان بيده شيء أو ما بيده شيء هو على خير؛ لأن نفسه غنية، وهو صبور، وهو على صبره مأجور.
تراجم رجال إسناد حديث: (... ومن يستعفف يعفه الله ...)
قوله: [أخبرنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد ].قتيبة عن مالك عن ابن شهاب، وقد مر ذكرهم.
و عطاء بن يزيد، هو الليثي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبي سعيد ].
أبو سعيد الخدري هو سعد بن مالك بن سنان، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مشهور بكنيته، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
شرح حديث: (لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أ، يأتي رجلاً ... فيسأله أعطاه أو منعه) من طريق أخرى
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا علي بن شعيب أخبرنا معن أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره، خير له من أن يأتي رجلاً أعطاه الله عز وجل من فضله فيسأله أعطاه أو منعه ) ].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى المتعلق بكون الإنسان يأخذ حبله ويأتي بحزمة من حطب فيبيعها ويستفيد منها، خير من أن يسأل أحداً أعطاه الله من فضله، فيعطيه أو يمنعه، يعني: هذا يدل على أن الإنسان يستعف ويستغني ويبذل ما يستطيع لتحصيل الرزق بالطرق المشروعة، ولا يصير إلى السؤال وإلى ذل السؤال؛ لأن في ذلك استعفاف، يعني: يستعف عن الناس وعن ما في أيدي الناس، ويفعل ما يستطيع في سبيل الحصول على الرزق من الوجه المشروع.
تراجم رجال إسناد حديث: (لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً ... فيسأله أعطاه أو منعه) من طريق أخرى
قوله: [أخبرنا علي بن شعيب ].ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[ أخبرنا معن ].
هو معن بن عيسى، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو أثبت أصحاب مالك.
[ أخبرنا مالك عن أبي الزناد ].
هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، المشهور، الإمام، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة.
وأبو الزناد هو عبد الله بن ذكوان ، لقبه أبو الزناد، لقب على صفة الكنية، وكنيته أبو عبد الرحمن، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ عن الأعرج ].
هو عبد الرحمن بن هرمز ، مشهور بلقبه، ويأتي بلقبه أحياناً وباسمه أحياناً، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبي هريرة ].
وقد مر ذكره.
فضل من لا يسأل الناس شيئاً
شرح حديث: (من يضمن لي واحدة وله الجنة... أن لا يسأل الناس شيئاً)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ فضل من لا يسأل الناس شيئاً.أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا ابن أبي ذئب حدثني محمد بن قيس عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية عن ثوبان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( من يضمن لي واحدة وله الجنة )، قال يحيى : ها هنا كلمة معناها: أن لا يسأل الناس شيئاً ].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: فضل من لا يسأل الناس شيئاً، يعني: كما أن عدم السؤال فيه عزة النفس، وفيه غنى النفس، وفيه الابتعاد عن ذل النفس، فأيضاً فيه فضل وفيه أجر، وأن له الجنة كما جاء في الحديث الذي أورده النسائي هنا، وهو حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من يضمن لي واحدة وله الجنة) ثم قال يحيى كلمة معناها: أن لا يسأل الناس شيئاً، يعني: أن اللفظ الحقيقي أو اللفظ الصيغة التي جاءت في الرواية ما كان يحيى يضبطها بلفظها، ولكنه ذكرها بالمعنى، قال يحيى كلمة معناها: كذا، يعني معناه: أنه رواية بالمعنى لهذا اللفظ، أما الأول فهو باللفظ فليس فيه إشكال، وإنما الجملة الأخيرة التي هي الواحدة أو تفسير الواحدة، هي كونه لا يسأل الناس شيئاً، يعني: هذا هو المعنى، وليس هو اللفظ تماماً.
وقوله: لا يسأل الناس شيئاً بعد قوله: (من يضمن لي واحدة وله الجنة)، كونه يذكر الشيء ويذكر ثوابه دون أن يسميه فيه تطلع، أو يجعل السامع يتطلع إلى معرفة هذا الشيء الذي هذا شأنه، وأنها واحدة يكون بها ضمان الجنة، فقال: لا يسأل الناس شيئاً، أو كلمة معناها هذه الكلمة.
تراجم رجال إسناد حديث: (من يضمن لي واحدة وله الجنة... أن لا يسأل الناس شيئاً)
قوله: [ أخبرنا عمرو بن علي ].هو عمرو بن علي الفلاس، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى ].
هو يحيى بن سعيد القطان، وهو ثقة، ناقد، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا ابن أبي ذئب ].
هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثني محمد بن قيس ].
هو محمد بن قيس المدني، وهو ثقة، أخرج له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
[ عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية ].
هو عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وابن ماجه.
[عن ثوبان ].
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
شرح حديث: (لا تصلح المسألة إلا لثلاثة ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا هشام بن عمار حدثنا يحيى وهو ابن حمزة حدثني الأوزاعي عن هارون بن رئاب أنه حدثه عن أبي بكر عن قبيصة بن مخارق رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( لا تصلح المسألة إلا لثلاثة: رجل أصابت ماله جائحة، فيسأل حتى يصيب سداداً من عيش ثم يمسك، ورجل تحمل حمالة فيسأل حتى يؤدى إليهم حمالتهم ثم يمسك عن المسألة، ورجل يحلف ثلاثة نفر من قومه من ذوي الحجا بالله: لقد حلت المسألة لفلان، فيسأل حتى يصيب قواماً من معيشة ثم يمسك عن المسألة، فما سوى ذلك سحت ) ].أورد النسائي حديث قبيصة بن مخارق رضي الله تعالى عنه، [ فضل من لا يسأل الناس شيئاً ].
فضل من لا يسأل الناس شيئاً، الحديث ليس واضحاً في الترجمة؛ لأن الحديث في الفضل، وهذا ليس فيه شيء يدل على الفضل، وإنما فيه بيان أن المسألة تحل لهؤلاء الثلاثة، لكن ما فيه تصريح وشيء يدل على الفضل، يعني: فضل من لا يسأل الناس شيئاً، الحديث السابق واضح الدلالة على المقصود؛ لأن من يضمن لي واحدة أضمن له الجنة أن لا يسأل الناس شيئاً، فهذا يدل على الفضل، لكن هذا الحديث الذي معنا حديث قبيصة ليس فيه دلالة على الفضل، ولكن فيه دليل على حل المسألة لهؤلاء الثلاثة الذين هم من اجتاحت ماله جائحة فذهب ماله، ويسأل حتى يحصل سداداً أو قواماً من عيش، يعني: يفيده، أو تحمل حمالة لإصلاح بين الناس حتى يؤدي هذا الذي تحمله إلى من تحمله لهم، أو إنسان ذو فاقة فيحلف ثلاثة من ذوي الحجا من قومه ومن أهله ومن العارفين به أنه حلت به فاقة فيسأل حتى يحصل سداداً من عيش أو قواماً من عيش، ثم قال: (وما سوى ذلك سحت)، (وما سوى ذلك)، يعني: ما سوى هذه الأمور الثلاثة، أو السؤال في هذه الأحوال الثلاثة فهو سحت، وهذا يدلنا على أن المسألة المذمومة التي فيها الوعيد هي التي لم يرخص فيها، أو التي ما حصل الترخيص فيها من أجل الضرورة، أما إذا كان من أجل ضرورة والإنسان يقتصر على ما يدفع به تلك الضرورة فإن هذا ليس معذباً أو ليس مذموماً ذلك الذم الذي ورد في الأحاديث المتقدمة.
وحديث قبيصة بن مخارق هذا سبق أن مر ذكره من طرق متعددة في من تحمل حمالة.
تراجم رجال إسناد حديث: (لا تصلح المسألة إلا لثلاثة: ...)
قوله: [ أخبرنا هشام بن عمار ].صدوق، أخرج حديثه البخاري وأصحاب السنن الأربعة.
[ حدثنا يحيى وهو ابن حمزة ].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ حدثني الأوزاعي ].
هو عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الأوزاعي ، ثقة فقيه، فقيه الشام ومحدثها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ عن هارون بن رئاب ].
ثقة، أخرج حديثه مسلم وأبو داود والنسائي.
[ عن أبي بكر ].
هو كنانة بن نعيم الذي سبق أن مر ذكره في الأسانيد السابقة باسمه، وكنيته أبو بكر، فجاء هنا بالكنية وفي أحاديث الروايات السابقة باسمه كنانة بن نعيم، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم وأبو داود والنسائي.
[ عن قبيصة ].
قبيصة، وحديثه أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|