عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-07-2022, 06:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,901
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الأضحى

خطبة عيد الأضحى
وضاح سيف الجبزي

الحمد لله، الحمد لله على عطائه الجزيل، والله أكبر على ستره الجميل، والحمد لله يجزي كلَّ نفس بما تسعى، والله أكبر إليه المآب والرُّجْعى، والحمد لله نخضع لعز كبريائه بالذل والصَّغَار، والله أكبر نطمع بكريم عطائه بالعجز والافتقار، وسبحانك ربي نمدُّ إليكَ أيدينا باحتياجنا، ونتضرع إليك بتسديد اعوجاجنا، ونجأر إليك بالابتهال، رغبًا في التوفيق وإصلاح الحال، فلا مَهْدِيَّ إلا مَنْ هديتَ سواءَ السبيل، ولا ضالَّ إلَّا مَنْ أضللتَه عن الدليل.

وأشهد أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، تحبَّب لعباده بنعمه وآلائه، وابتدأهم بإحسانه وعطائه، فله الحمد والشكر، والنعمة والفضل، وله الثناء الحسن.

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمَّدًا عبد الله ورسوله، نال أعلى المراتب، وبلَغ غايةَ المآرب، وهو الأرتع مرعاه، والأرفع مسعاه، ملأ العيون نورًا، والقلوب سرورًا، وهو الغُنْم الأكبر، والحظ الأوفر، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، السادة الكرام، صدور الأنام، وبدور التمام، لهم الذِّكْرُ البهي، والشرف السَّنِي، على مرور الساعات والأيام، وكرِّ الشهور والأعوام، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا مزيدًا على الدوام.
اللهُ أكبرُ هذا العيدُ قد عادا
فكبّروا وانشروا في الأَرْضِ أعيادا
واستبشروا إن في الطاعات مجدَكمُ
فثابروا واسألوا الرحمنَ أمجادا

الله أكبر ما هلَّ هلالُ عيدٍ وأقْمَرْ، الله أكبرُ ما طلع فجر وأسْفَرْ، الله أكبر ما أينع غصن وأثمر، الله أكبر ما هلّل مهلل وكبّر، الله أكبر ما صام صائم وأفطر.

الله أكبر ما صحت الأنواء، وأشرق الضياء، وصنعت دكاء، وعلَتْ على الأرض السماء..
العيد ما العيد ما أدراك ما العيد
شكرٌ وحمدٌ وتكبيرٌ وتمجيدُ
فافرحْ أُخَيَّ بِذكرِ اللهِ تحظَ بهِ
فصاحبُ الذِّكرِ عند الله محمودُ

الله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كلما هَمَعَ سحاب، ولَمَعَ سراب وأُنجِحَ طِلاب، وقُرئ كتاب، وسُرَّ قادمٌ بإياب.. الله أكبر كلما خطَّ قلمْ، وزال ألمْ، ودامت نِعم، وزالتْ نِقَمْ..

الله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ما أشرقت شمس هذا اليوم الأغر.. والله أكبر ما تعاقب العيدان؛ عيد الفطر ويومُ الحج الأكبر.
العيد عاد أعاد الله فرحتَكم
لا يُشبه العيدَ إذ تبدو بشاشته
وبلّغ اللهُ من يسعى مساعيهِ
على الوجوهِ.. سوى لقياكُمُ فيهِ

يأتيالعيدُ -أيها الأحباب- فنراه يومًا ليس كالأيام، ونرى نهاره أجمل، ونُحِسُّ المتعة به أطول، ونُبْصِر شمسه أضوأ، ونجد ليله أهنأ. وما اختلفت في الحقيقة الأيام في ذاتها، ولكن اختلف نظرنا إليها؛ نسينا في العيد متاعبنا فاسترحنا، وأبعدنا عنا آلامنا فهنِئنا، وابتسمنا للناس وللحياة فابتسمتْ لنا الحياةُ والناس.
حلاوةُ العيد ليست ما نُقدمه
من كلِّ ما ذاب في أفواهنا عسلا
لكنها لحظةُ اللقيا نطيرُ بها
فيبسُمُ الكون من أفراحنا جذلا

أيها المسلمون:
هذا يومُ العيد، يومٌ عظَّم الله قدرَه، وأفاضَ علينا من النِّعم ما يُوجِبُ شُكرَهْ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

إنه يومُ البِشْرِ والسُّرور، والفرحٍ والحُبُور، والتجمُّلِ والزينة، والسعادة والبهجة، والتزاور والمحبة، والتهادي والمودة، فاستَديمُوا نِعَم الله بدوام شُكرها، واقدروها قدرها باستشعارها وذكرها.

فالله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله:
وخيرُ ثوبٍ بيومِ العيدِ نَلبَسُهُ
ثوبُ التسامحِ والغفرانِ للناسِ
أمَّا الحقودُ، فلا ثوبٌ يُجَمِّلُهُ
وإنْ تَطَرَّزَ ذاكَ الثوبُ بالماسِ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]