عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-07-2022, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )






تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الكهف - (8)
الحلقة (567)
تفسير سورة الكهف مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 274الى صــــ 277)

{ قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً } 70 { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } 71 { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } 72 { قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } 73 { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً }74


شرح الكلمات:

ذكراً: أي بياناً وتفصيلاً لما خفي عليك.

لقد جئت شيئاً إمراً: أي فعلت شيئاً منكراً.

لا ترهقني: أي لا تغشني بما يعسر علي ولا أطيق حمله فتضيق علي صحبتي إياك.

نفساً زكية: أي طاهرة لم تتلوث روحها بالذنوب.

بغير نفس: أي بغير قصاص.

نكراً: الأمر الذي تنكره الشرائع والعقول من سائر المناكر! وهو المنكر الشديد النكارة.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في الحوار الذي بين موسى عليه السلام والعالم الذي أراد أن يصحبه لطلب العلم منه وهو خضر. قوله تعالى: { قَالَ } أي خضر { فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي } مصاحباً لي لطلب العلم { فَلاَ تَسْأَلْني 1عَن شَيءٍ } أفعله مما لا تعرف له وجهاً شرعياً { حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً } أي حتى أكون أنا الذي يبين لك حقيقته وما جهلت منه. وقوله تعالى: { فَٱنْطَلَقَا } أي بعد رضا موسى بطلب خضر انطلقا يسيران في2 الأرض فوصلا ميناء من المواني البحرية، فركبا سفينة كان خضر يعرف أصحابها فلم يأخذوا منهما أجر الإِركاب فلما أقلعت السفينة، وتوغلت في البحر أخذ خضر فأساً فخرق السفينة، فجعل موسى يحشو بثوب له الخرق ويقول: { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا } على انهما حملانا بدون نَوْل { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } أي أتيت يا عالم منكراً فظيعاً فأجابه خضر بما قص تعالى: { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } فأجاب موسى بما ذكر تعالى عنه: { قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } أي لا تعاقبني بالنسيان فإن الناسي لا حرج عليه. وكانت هذه من3 موسى نسياناً حقاً ولا تغشني بما يعسر علي ولا أطيقه فاتضايق من صحبتي إياك.

قال تعالى: { فَٱنْطَلَقَا } بعد نزولهما من البحر إلى البر فوجدا غلاماً جميلاً وسيماً يلعب مع الغلمان فأخذه خضر جانباً وأضجعه 4وذبحه فقال له موسى بما أخبر تعالى عنه: { أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ } زاكية طاهرة لم يذنب صاحبها ذنباً تتلوث به روحه ولم يقتل نفساً يستوجب بها القصاص { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } أي أتيت منكراً عظيماً بقتلك نفساً طاهرة ولم تذنب ولم تكن هذه نسياناً من موسى بل كان عمداً أنه لم يطق فعل منكر كهذا لم يعرف له وجهاً 5ولا سبباً.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:


1- جواز الاشتراط في الصحبة وطلب العلم وغيرهما للمصلحة الراجحة.

2- جواز ركوب السفن في البحر.

3- مشروعية إنكار المنكر على من علم أنه منكر.

4- رفع الحرج عن الناس.

5- مشروعية القصاص وهو النفس بالنفس.
____________________________

1 في قول موسى: {هل أتبعك} من حسن الأدب والتلطف في السؤال وتواضع الطالب للشيخ الشيء الكثير، وفي الآية دليل على أن المتعلم تابع للعالم وإن تفاوتت مرتبتهما، وما كان موسى إلاّ أفضل من خضر ولكنه بحكم أنه تابع للخضر العالم تواضع في لطف.
2 في البخاري: "فانطلقا يسيران على ساحل البحر فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول أي (أجرة) ".
3 في البخاري: "قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانت الأولى من موسى نسياناً قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة في البحر فقال له الخضر ما علمي وعلمك من علم الله إلاّ مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر" حرف السفينة: طرفها، وحرف كل شيء طرفه.
4 في الترمذي: "أنه أخذ رأسه بيده فاقتلعه فقتله" وفي بعض الروايات "أنه أخذ حجراً فضرب بها رأس الغلام فقتله" وما في التفسير أصح وأوضح.
5 سيأتي بيان علّة القتل وأنها حق والقتل كان بإذن الله تعالى وما مات أحد ولا قتل إلاّ بإذن الله تعالى.


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.97%)]