عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 04-07-2022, 10:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,050
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )


{ وَظ±ضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً } 32 { كِلْتَا ظ±لْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً } 33 { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } 34 { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـظ°ذِهِ أَبَداً } 35 { وَمَآ أَظُنُّ ظ±لسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىظ° رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً } 36 { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِظ±لَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } 37 { لَّظ°كِنَّاْ هُوَ ظ±للَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً }38

شرح الكلمات:

واضرب لهم مثلاً: أي اجعل لهم مثلاً هو رجلين... الخ.

جنتين: أي بستانين.

وحففناهما بنخل: أي أحطناهما بنخل.

آتت أكلها: أي أعطت ثمارها وهو ما يؤكل.

ولم تظلم منهم شيئاً: أي وَلَمْ تنقص منه شيئاً بل أتت به كاملاً ووافياً.

خلالهما نهراً: أي خلال الأشجار والنخيل نهراً جارياً.

وهو يحاوره: أي يحادثه ويتكلم معه.

وأعز نفراً: أي عشيرة ورهطاً.

تبيد: أي تفنى وتذهب.

خيراً منها منقلباً: أي مرجعاً في الآخرة.

أكفرت بالذي خلقك من تراب؟!: الاستفهام للتوبيخ والخلق من تراب باعتبار الأصل هو آدم.

من نطفة: أي مني.

ثم سواك: أي عدلك وصيرك رجلاً.

لكنا: أي لكن أنا، حذفت الألف وأدغمت النون في النون فصارت لكنا.

هو الله ربي: أي أنا أقول الله ربي.

معنى الآيات:

يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم واضرب لأولئك المشركين المتكبرين الذين اقترحوا عليك أن تطرد الفقراء المؤمنين من حولك حتى يجلسوا إليك ويسمعوا منك { وَظ±ضْرِبْ1 لهُمْ } أي اجعل لهم مثلاً: { رَّجُلَيْنِ } مؤمناً وكافراً { جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا } وهو الكافر { جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ } أي أحطناهما بنخل، { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا } أي بين الكروم والنخيل { زَرْعاً } { كِلْتَا ظ±لْجَنَّتَيْنِ2 آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً } أي لم تنقص منه شيئاً { وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً } ليسقيهما. { وَكَانَ 3لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } أي في الكلام يراجعه، ويُفاخره: { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً 4} أي عشيرة ورهطاً، قال هذا فخراً وتعاظماً. { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } والحال أنه { ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } بالكفر والكبر وقال: { مَآ أَظُنُّ أَن5 تَبِيدَ هَـظ°ذِهِ } يشير إلى جنته { أَبَداً } أي لا تفنى. { وَمَآ أَظُنُّ ظ±لسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىظ° رَبِّي } كما تقول أنت { لأَجِدَنَّ6 خَيْراً مِّنْهَا } أي من جنتي { مُنْقَلَباً } أي مرجعاً إن قامت الساعة وبعث الناس وبعثت معهم. هذا القول من هذا الرجل هو ما يسمى بالغرور النفسي الذي يصاب به أهل الشرك والكبر. وهنا قال له صاحبه المسلم { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِظ±لَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ } وهو الله عز وجل حيث خلق أباك آدم من { تُرَابٍ ثُمَّ مِن7 نُّطْفَةٍ } أي ثم خلقك أنت من نطفة أي من مني { ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } وهذا توبيخ من المؤمن للكافر المغرور ثم قال له: { لَّظ°كِنَّاْ هُوَ ظ±للَّهُ رَبِّي } أي لكن أنا أقول هو الله ربي، { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } من خلقه في عبادته.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:


1- استحسان ضرب الأمثال للوصول بالمعاني الخفية إلى الأذهان.

2- بيان صورة مثالية لغرس بساتين النخل والكروم.

3- تقرير عقيدة التوحيد والبعث والجزاء.

4- التنديد بالكبر والغرور حيث يفضيان بصاحبهما إلى الشرك والكفر.
___________________________

1 اختلف في تحديد الفريقين الذين ضرب لهما المثل، وفي الرجلين اللّذين ضرب بهما المثل، والظاهر أنّ الفريقين الذين ضرب لهما المثل هم المؤمنون والكافرون المستنكفون عن مجالسة المؤمنين، وأما الرجلان فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنهما من بنى إسرائيل وهو الظاهر والله أعلم.
2 قال سيبويه: أصل كلا كِّلْوَ وأصل كلتا كلوا فحذفت لام الفعل من كلتا وعوضت التاء عن اللام المحذوفة لتدل التاء على التأنيث.
3 {وكان له ثمر..} الجملة في محل نصب على الحال، والثمر بضم الثاء والميم المال الكثير المختلف من النقدين والأنعام والجنات والمزارع مأخوذ من: ثمر ماله: إذا كثر، وقرأ الجمهور بضم الثاء والميم وقرأ حفص بفتحهما.
4 أعزّ أي أشد عزّة، والنفر: عشيرة الرجل الذين ينفرون معه للدفاع أو القتال والمراد بالنفر هنا أولاده.
5 الظنّ هنا بمعنى الاعتقاد ومعنى تبيد: تفنى وتهلك.
6 قرأ الجمهور (منهما) بالتثنية وقرأ عاصم (منها) بالإفراد.
7 النطفة: ماء الرجال مشتقة من النطف الذي هو السيلان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.59 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]