عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-07-2022, 10:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,047
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الكهف - (4)
الحلقة (563)
تفسير سورة الكهف مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 252الى صــــ 257)


{
وَظ±تْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } 27 { وَظ±صْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ظ±لَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِظ±لْغَدَاةِ وَظ±لْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ظ±لْحَيَاةِ ظ±لدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَظ±تَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } 28 { وَقُلِ ظ±لْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَظ±لْمُهْلِ يَشْوِي ظ±لْوجُوهَ بِئْسَ ظ±لشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } 29 { إِنَّ ظ±لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ظ±لصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } 30 { أُوْلَـظ°ئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ظ±لأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ظ±لأَرَآئِكِ نِعْمَ ظ±لثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً }31


شرح الكلمات:

واتل ما أوحي إليك من الكتاب: أي اقرأ القرآن تعبداً ودعوة وتعليماً.

لا مبدل لكلماته: أي لا مغير لكلمات الله في ألفاظها ولا معانيها وأحكامها.

ملتحداً: أي ملجأ تميل إليه إحتماءاً به.

واصبر نفسك: أي إحبسها.

يريدون وجهه: أي طاعته ورضاه، لا عرضاً من عرض الدنيا.

ولا تعد عيناك عنهم: أي لا تتجاوزهم بنظرك إلى غيرهم من أبناء الدنيا.

تريد زينة الحياة الدنيا: أي بمجالستك الأغنياء تريد الشرف والفخر.

من أغفلنا قلبه: أي جعلناه غافلاً عما يجب عليه من ذكرنا وعبادتنا.

وكان أمره فرطاً: أي ضياعاً وهلاكاً.

أحاط بهم سرادقها: حائط من نار أحيط بهؤلاء المعذبين في النار.

بماء كالمهل: أي كعكر الزيت أي الدردي وهو ما يبقى في أسفل الإِناء ثخناً رديئاً.

من سندس واستبرق: أي مَارَقَّ من الديباج، والاستبرق ما غلظ منه أي من الديباج.

معنى الآيات:

بعد نهاية الحديث عن أصحاب الكهف أمر تعالى رسوله بتلاوة كتابه فقال: { وَظ±تْلُ 1} أي وقرأ { مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ } تعبداً ودعوة للناس إلى ربهم به وتعليماً للمؤمنين بما جاء فيه من الهدى.

وقوله: { لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } أي لا تتركن تلاوته والعمل به والدعوة إليه فتكون من الهالكين فإن ما وعد ربك به المعرضين عنه المكذبين به كائن حقاً وواقع صدقاً فإن ربك { لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } المشتملة على وعده لأوليائه ووعيده لأعدائه ممن كفروا به وكذبوا بكتابه فلم يحلوا حلاله ولم يحرموا حرامه.

وقوله تعالى: { وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } أي إنك إن لم تتل كتابه الذي أوحاه إليك وتعمل بما فيه فَنَالَكَ ما أوعد به الكافرين المعرضين عن ذكره. { وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } أي موئلاً تميل إليه وملجأ تحتمي به وإذا كان مثل هذا الوعيد الشديد يوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم فغيره ممن تركوا تلاوة القرآن والعمل به فلا أقاموا حدوده ولا أحلوا حلاله ولا حرموا حرامه أولى بهذا الوعيد وهو حائق بهم لا محالة إن لم يتوبوا قبل موتهم وقوله تعالى: { وَظ±صْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ظ±لَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِظ±لْغَدَاةِ وَظ±لْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } نزل هذا التوجيه للرسول صلى الله عليه وسلم عندما عرض عليه المشركون إبعاد أصحابه الفقراء كبلال وصهيب وغيرهما ليجلسوا إليه ويسمعوا منه فنهاه ربه عن ذلك وأمره أن يحبس نفسه مع أولئك الفقراء المؤمنين { ظ±لَّذِينَ يَدْعُونَ } ربهم في صلاتهم في الصباح والمساء لا يريدون بصلاتهم وتسبيحهم ودعائهم عرضاً من أعراض الدنيا وإنما يريدون رضا الله ومحبته بطاعته في ليلهم ونهارهم.

وقوله تعالى: { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ 2} أي لا تتجاوز ببصرك هؤلاء المؤمنين الفقراء إلى أولئك الأغنياء تريد مجالستهم للشرف والفخر وقوله { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا3 } فجعلناه غافلاً عن ذكرنا وذكر وعدنا ووعيدنا ليكون من الهالكين لعناده وكبريائه وظلمه.
{ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً 4} أي ضياعاً وهلاكاً، وقوله تعالى في الآية الثالثة من هذا السياق { وَقُلِ ظ±لْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن5 وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } أي هذا الذي جئت به وأدعوا إليه من الايمان والتوحيد والطاعة لله بالعمل الصالح هو { ظ±لْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ } أيها الناس. { فَمَن شَآءَ } الله هدايته فآمن وعمل صالحاً فقد نجاه ومن لم يشأ الله هدايته فَبَقِي على كفره فلم يؤمن فقد خاب وخسر.

وقوله: { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } أي جدرانها النارية، { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ } من شدة العطش { يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَظ±لْمُهْلِ } رديئاً ثخِناً { يَشْوِي ظ±لْوجُوهَ } إذا أدناه الشارب من وجهه ليشرب شوى جلده ووجهه ولذا قيل فيه ذم له. { بِئْسَ ظ±لشَّرَابُ وَسَآءَتْ } أي جهنم { مُرْتَفَقاً } في منزلها وطعامها وشرابها إذ كله سوء وعذاب هذا وعيد من اختار الكفر على الإيمان وأما وعد من آمن وعمل صالحاً وقد تضمنته الآيتان [31-32] إذ قال تعالى: { إِنَّ ظ±لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ظ±لصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } هذا حكمنا الذي لا تبديل له وبين تعالى أجرهم على إيمانهم وإحسان أعمالهم فقال: { أُوْلَـظ°ئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } أي إقامة دائمة { تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ظ±لأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ظ±لأَرَآئِكِ } وهي الأسرة بالحجلة. ثم أثنى الله تعالى على نعيمهم الذي أعده لهم بقوله: { نِعْمَ ظ±لثَّوَابُ } الذي أثيبوا 6به { وَحَسُنَتْ } الجنة في حليها وثيابها وفرشها وأسرتها وطعامها وشرابها وحورها ورضوان الله فيها { وَحَسُنَتْ 7مُرْتَفَقاً } يرتفقون فيه وبه، جعلنا الله من أهلها.

هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- بيان خيبة وخسران المعرضين عن كتاب الله فلم يتلوه ولم يعملوا بما جاء فيه من شرائع وأحكام.

2- الترغيب في مجالسة أبناء الآخرة وهم الفقراء الصابرون وترك أبناء الدنيا والإِعراض عما هم فيه.

3- على الداعي إلى الله تعالى أن يبين الحق، والناس بعد بحسب ما كتب لهم أو عليهم.

4- الترغيب والترهيب بذكر جزاء الفريقين المؤمنين والكافرين.

5- عذاب النار شر عذاب، ونعيم الجنة، نعم النعيم ولا يهلك على الله إلا هالك.
_______________________

1 تضمنت هذه الآية: {واتل} الخ الرد على المشركين إذ المعنى: لا تعبأ بهم إن كرهوا تلاوة بعض القرآن لأن فيها التعريض بآلهتهم والتنديد بها حتى طالبوك بأن تجعل بعض القرآن للثناء عليها أو عليهم.
2 لا تصرف بصرك عنهم إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة.
3 روي أنها نزلت في أمية بن خلف الجمحي لأنه دعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أمر كرهه وهو إبعاد الفقراء وتقريب صناديد قريش.
5 الفرط: الظلم والاعتداء وهو مشتق من الفروط وهو السبق لأنّ الظلم سبق في الشر والظلم يؤدي إلى الهلاك والضياع والخسران.
5 الأمر في قوله {فليؤمن} و {فليكفر} للتسوية بينهما وليس في هذا إذن لهما بالكفر وإنما الخطاب للتهديد والوعيد لمن اختار الكفر على الإيمان بدليل الجملة التعليلية: {إنا أعتدنا للظالمين ناراً} الخ، والمراد بالظالمين المشركون لقوله تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} .
6 {الأرائك} : جمع أريكة وهي مجموع سرير وحجلة، والحجلة: قبة من ثياب تكون في البيت تجلس فيها المرأة أو تنام فيها ولذلك يقال للنساء ربات الحجال فإذا وضع فيها سرير فهي أريكة يجلس فيها وينام.
7(المرتفق) : محل الارتفاق، وإطلاق المرتفق على النار تهكّم، إذ النار لن تكون محل راحة وارتفاق أبداً بل هي دار شقاء وعذاب.

********************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.11 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.81%)]