عرض مشاركة واحدة
  #328  
قديم 29-06-2022, 10:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,386
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير البغوى****متجدد إن شاء الله


الحلقة (313)
الجزء السادس
- تفسير البغوى

سُورَةُ الشُّعَرَاءِ
مَكِّيَّةٌ إِلَّا أَرْبَعَ آيَاتٍ

الاية31 إلى الاية 85

( قال فأت به إن كنت من الصادقين ( 31 ) فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ( 32 ) ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين ( 33 ) قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم ( 34 ) يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون ( 35 ) قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين ( 36 ) يأتوك بكل سحار عليم ( 37 ) فجمع السحرة لميقات يوم معلوم ( 38 ) وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ( 39 ) ( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ( 40 ) فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين ( 41 ) قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ( 42 ) قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون ( 43 ) )

( قال ) له فرعون ، ) ( فأت به ) فإنا لن نسجنك حينئذ ، ( إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ) فقال : وهل غيرها ؟ . ) ( ونزع ) موسى ، ( يده فإذا هي بيضاء للناظرين ) ( قال ) فرعون ( للملأ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون ) ؟ ( قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين ) . ( يأتوك بكل سحار عليم ) . ( فجمع السحرة لميقات يوم معلوم ) وهو يوم الزينة . وروي عن ابن عباس قال : وافق ذلك اليوم يوم السبت ، في أول يوم من السنة ، وهو يوم النيروز . ( وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ) لتنظروا إلى ما يفعل الفريقان ولمن تكون الغلبة ؟ ) ( لعلنا ) لكي ، ( نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ) لموسى ، وقيل : إنما قالوا ذلك على طريق الاستهزاء ، وأرادوا بالسحرة موسى وهارون وقومهما . ) ( فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين ) . ( قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ) . ( قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون ) .
[ ص: 113 ] ( فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ( 44 ) فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون ( 45 ) فألقي السحرة ساجدين ( 46 ) قالوا آمنا برب العالمين ( 47 ) رب موسى وهارون ( 48 ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين ( 49 ) قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون ( 50 ) إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ( 51 ) وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ( 52 ) )

( فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ) . ( فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون ) . ( فألقي السحرة ساجدين ) . ( قالوا آمنا برب العالمين ) . ( رب موسى وهارون ) . ( قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين ) . ( قالوا لا ضير ) لا ضرر ، ( إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ) من أهل زماننا . ( وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ) يتبعكم فرعون وقومه ليحولوا بينكم وبين الخروج من مصر .

وروي عن ابن جريج قال : أوحى الله تعالى إلى موسى : أن اجمع بني إسرائيل كل أربعة أهل أبيات في بيت ، ثم اذبحوا أولاد الضأن ، فاضربوا بدمائها على أبوابكم ، فإني سآمر الملائكة فلا يدخلوا بيتا على بابه دم ، وسآمرها فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأموالهم ، ثم اخبزوا خبزا فطيرا فإنه أسرع لكم ثم أسر بعبادي حتى تنتهي إلى البحر ، فيأتيك أمري ، ففعل ذلك ، فلما أصبحوا قال فرعون : هذا عمل موسى وقومه ، قتلوا أبكارنا من أنفسنا ، وأخذوا أموالنا . فأرسل في أثره ألف ألف وخمسمائة ألف ملك مسور مع كل ملك ألف ، وخرج فرعون في الكرسي العظيم .
[ ص: 114 ] ( فأرسل فرعون في المدائن حاشرين ( 53 ) إن هؤلاء لشرذمة قليلون ( 54 ) وإنهم لنا لغائظون ( 55 ) وإنا لجميع حاذرون ( 56 ) فأخرجناهم من جنات وعيون ( 57 ) وكنوز ومقام كريم ( 58 ) )

( فأرسل فرعون في المدائن حاشرين ) يحشرون الناس يعني : الشرط ليجمعوا السحرة . وقيل : حتى يجمعوا له الجيش ، وذكر بعضهم : أنه كان له ألف مدينة واثنا عشرة ألف قرية . وقال لهم : ( إن هؤلاء لشرذمة ) عصابة ) ( قليلون ) والشرذمة القطعة من الناس غير الكثير ، وجمعها شراذم . قال أهل التفسير : كانت الشرذمة الذين قللهم فرعون ستمائة ألف . وعن ابن مسعود قال : كانوا ستمائة وسبعين ألفا ولا يحصى عدد أصحاب فرعون . ( وإنهم لنا لغائظون ) يقال : غاظه وأغاظه وغيظه إذا أغضبه ، والغيظ والغضب واحد ، يقول : أغضبونا بمخالفتهم ديننا وقتلهم أبكارنا وذهابهم بأموالنا التي استعاروها ، وخروجهم من أرضنا بغير إذن منا . ( وإنا لجميع حاذرون ) قرأ أهل الحجاز والبصرة : " حذرون " و " فرهين " بغير ألف ، وقرأ الآخرون " حاذرون " و " فارهين " بالألف فيهما ، وهما لغتان . وقال أهل التفسير : حاذرون ، أي : مؤدون ومقوون ، أي : ذوو أداة وقوة مستعدون شاكون في السلاح ومعنى " حاذرون " أي : خائفون شرهم . وقال الزجاج : " الحاذر " : المستعد ، و " الحذر " : المتيقظ . وقال الفراء : " الحاذر " : الذي يحذرك الآن ، و " الحذر " : المخوف . وكذلك لا تلقاه إلا حذرا ، والحذر : اجتناب الشيء خوفا منه . ( فأخرجناهم من جنات ) وفي القصة : البساتين كانت ممتدة على حافتي النيل ، ( وعيون ) أنهار جارية . ( وكنوز ) يعني الأموال الظاهرة من الذهب والفضة . قال مجاهد : سماها كنوزا لأنه لم يعط حق الله منها ، وما لم يعط حق الله منه فهو كنز وإن كان ظاهرا ، قيل : كان لفرعون ثمانمائة ألف غلام ، كل غلام على فرس عتيق ، في عنق كل فرس طوق من ذهب ، ) ( ومقام كريم ) أي : مجلس حسن ، قال المفسرون : أراد مجالس الأمراء والرؤساء التي كانت تحفها الأتباع . وقال مجاهد ، وسعيد [ ص: 115 ] بن جبير : هي المنابر . وذكر بعضهم : أنه كان إذا قعد على سريره وضع بين يديه ثلاثمائة كرسي من ذهب يجلس عليها الأشراف عليهم الأقبية من الديباج مخوصة بالذهب .
( كذلك وأورثناها بني إسرائيل ( 59 ) فأتبعوهم مشرقين ( 60 ) ( فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ( 61 ) قال كلا إن معي ربي سيهدين ( 62 ) فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ( 63 )

( كذلك ) كما وصفنا ، ( وأورثناها ) بهلاكهم ، ( بني إسرائيل ) وذلك أن الله تعالى رد بني إسرائيل إلى مصر بعد ما أغرق فرعون وقومه ، فأعطاهم جميع ما كان لفرعون وقومه من الأموال والمساكن . ( فأتبعوهم مشرقين ) أي : لحقوهم في وقت إشراق الشمس ، وهو إضاءتها ، أي : أدرك قوم فرعون موسى وأصحابه وقت شروق الشمس . ( فلما تراءى الجمعان ) أي : تقابلا بحيث يرى كل فريق صاحبه ، وكسر حمزة الراء من " تراءى " وفتحها الآخرون . ( قال أصحاب موسى إنا لمدركون ) أي : سيدركنا قوم فرعون ولا طاقة لنا بهم . ) ( قال ) موسى ثقة بوعد الله إياه : ) ( كلا ) لن يدركونا ، ( إن معي ربي سيهدين ) يدلني على طريق النجاة . ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق ) أي : فضربه " فانفلق " فانشق ، ) ( فكان كل فرق ) قطعة من الماء ، ( كالطود العظيم ) كالجبل الضخم ، قال ابن جريج وغيره : لما انتهى موسى إلى البحر هاجت الريح ، والبحر يرمي بموج مثل الجبال ، فقال يوشع : يا مكلم الله أين أمرت فقد غشينا فرعون والبحر أمامنا ؟ قال موسى : هاهنا ، فخاض يوشع الماء وجاز البحر ، ما يواري حافر دابته الماء . وقال الذي يكتم إيمانه : يا مكلم الله أين أمرت ؟ قال : هاهنا ، فكبح فرسه بلجامه حتى طار الزبد من شدقيه ، ثم أقحمه البحر ، فارتسب في الماء ، وذهب القوم يصنعون مثل ذلك ، فلم يقدروا ، فجعل موسى لا يدري كيف يصنع ، فأوحى الله إليه : أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه فانفلق ، فإذا الرجل واقف على فرسه لم يبتل سرجه ولا لبده .
[ ص: 116 ] ( وأزلفنا ثم الآخرين ( 64 ) وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ( 65 ) ثم أغرقنا الآخرين ( 66 ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ( 67 ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( 68 ) واتل عليهم نبأ إبراهيم ( 69 ) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ( 70 ) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ( 71 ) قال هل يسمعونكم إذ تدعون ( 72 ) أو ينفعونكم أو يضرون ( 73 )

( وأزلفنا ) يعني : وقربنا ( ثم الآخرين ) يعني : قوم فرعون ، يقول : قدمناهم إلى البحر ، وقربناهم إلى الهلاك ، وقال أبو عبيدة : " وأزلفنا " : جمعنا ، ومنه ليلة المزدلفة أي : ليلة الجمع . وفي القصة أن جبريل كان بين بني إسرائيل وقوم فرعون وكان يسوق بني إسرائيل ، ويقولون : ما رأينا أحسن سياقة من هذا الرجل ، وكان يزع قوم فرعون ، وكانوا يقولون : ما رأينا أحسن زعة من هذا . ( وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ) . ( ثم أغرقنا الآخرين ) فرعون وقومه . وقال سعيد بن جبير : كان البحر ساكنا قبل ذلك ، فلما ضربه موسى بالعصا اضطرب فجعل يمد ويجزر . ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) أي : من أهل مصر ، قيل : لم يكن آمن من أهل مصر إلا آسية امرأة فرعون وحزبيل المؤمن ، ومريم بنت ناقوسا التي دلت على عظام يوسف عليه السلام . ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) العزيز في الانتقام من أعدائه ، الرحيم بالمؤمنين حين أنجاهم . قوله : ( واتل عليهم نبأ إبراهيم ) . قوله : ( إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ) أي شيء تعبدون ؟ . ( قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ) أي : نقيم على عبادتها . قال بعض أهل العلم : إنما قال : ) ( فنظل ) لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار ، دون الليل ، يقال : ظل يفعل كذا إذا فعل بالنهار . ) ( قال هل يسمعونكم ) أي : هل يسمعون دعاءكم ) ( إذ تدعون ) قال ابن عباس يسمعون لكم . ) ( أو ينفعونكم ) قيل بالرزق ، ) ( أو يضرون ) إن تركتم عبادتها .
[ ص: 117 ] ( قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ( 74 ) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون ( 75 ) أنتم وآباؤكم الأقدمون ( 76 ) فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ( 77 ) الذي خلقني فهو يهدين ( 78 ) والذي هو يطعمني ويسقين ( 79 ) )

( قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ) معناه : إنها لا تسمع قولا ولا تجلب نفعا ، ولا تدفع ضرا ، لكن اقتدينا بآبائنا . فيه إبطال التقليد في الدين . ) ( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون ) الأولون . ( فإنهم عدو لي ) أي : أعداء لي ، ووحده على معنى أن كل معبود لكم عدو لي . فإن قيل : كيف وصف الأصنام بالعداوة وهي جمادات ؟ قيل : معناه فإنهم عدو لي لو عبدتهم يوم القيامة كما قال تعالى : " سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا " ( مريم - 82 ) . وقال الفراء هو من المقلوب ، أراد : فإني عدو لهم ، لأن من عاديته فقد عاداك . وقيل : " فإنهم عدو لي " على معنى إني لا أتولاهم ولا أطلب من جهتهم نفعا ، كما لا يتولى العدو ، ولا يطلب من جهته النفع .

قوله : ( إلا رب العالمين ) اختلفوا في هذا الاستثناء ، قيل : هو استثناء منقطع ، كأنه قال : فإنهم عدو لي لكن رب العالمين وليي . وقيل : إنهم كانوا يعبدون الأصنام مع الله ، فقال إبراهيم : كل من تعبدون أعدائي إلا رب العالمين . وقيل : إنهم غير معبود لي إلا رب العالمين ، فإني أعبده . وقال الحسين بن الفضل : معناه إلا من عبد رب العالمين . ثم وصف معبوده فقال : ( الذي خلقني فهو يهدين ) أي : يرشدني إلى طريق النجاة . ( والذي هو يطعمني ويسقين ) أي : يرزقني ويغذوني بالطعام والشراب ، فهو رازقي ومن عنده رزقي .
[ ص: 118 ] ( وإذا مرضت فهو يشفين ( 80 ) والذي يميتني ثم يحيين ( 81 ) والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ( 82 ) رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ( 83 ) ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ( 84 ) واجعلني من ورثة جنة النعيم ( 85 ) )

( وإذا مرضت ) أضاف المرض إلى نفسه وإن كان المرض والشفاء كله من الله ، استعمالا لحسن الأدب كما قال الخضر : " فأردت أن أعيبها " ( الكهف - 79 ) ، وقال : " فأراد ربك أن يبلغا أشدهما " ( الكهف - 82 ) . ) ( فهو يشفين ) أي : يبرئني من المرض . ( والذي يميتني ثم يحيين ) أدخل " ثم " هاهنا للتراخي ، أي : يميتني في الدنيا ويحييني في الآخرة . ) ( والذي أطمع ) أي : أرجو ، ( أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) أي : خطاياي يوم الحساب . قال مجاهد : هو قوله : " إني سقيم " ، وقوله : " بل فعله كبيرهم هذا " ، وقوله لسارة : " هذه أختي " ، وزاد الحسن وقوله للكواكب : " هذا ربي " . وأخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا حفص بن غياث ، عن داود ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة قال : قلت يا رسول الله : ابن جدعان ، كان في الجاهلية يصل الرحم ، ويطعم المساكين ، فهل ذاك نافعه ؟ قال : " لا ينفعه إنه لم يقل يوما ، رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " وهذا كله احتجاج من إبراهيم على قومه ، وإخبار أنه لا يصلح للإلهية من لا يفعل هذه الأفعال . ( رب هب لي حكما ) قال ابن عباس : معرفة حدود الله وأحكامه . وقال مقاتل : الفهم والعلم . وقال الكلبي : النبوة ( وألحقني بالصالحين ) بمن قبلي من النبيين في المنزلة والدرجة . ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) أي : ثناء حسنا ، وذكرا جميلا وقبولا عاما في الأمم التي تجيء بعدي ، فأعطاه الله ذلك ، فجعل كل أهل الأديان يتولونه ويثنون عليه . قال القتيبي : وضع اللسان موضع القول على الاستعارة لأن القول يكون به . ( واجعلني من ورثة جنة النعيم ) أي : ممن تعطيه جنة النعيم .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.54 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.79%)]