من نماذج سورة البقرة وضاح سيف الجبزي من نماذج سورة البقرة لك الحمدُ مولانا وحُقَّ لك الحَمْدُ يَرُوحُ كما النُّعْمَى ويغدو كما تغدو فَفضْلُك مَوفورٌ، وَجُودُك غَامِرٌ ومَنُّكَ بحرٌ إِنَّما جَزْرُهُ الْمَدُّ لك الحمدُ حتَّى لا يكونَ لناطقٍ مِنَ القولِ إلا الحمْدُ والحَمْدُ والْحَمْدُ لك الحمدُ حتَّى يُصْبِحَ الكَوْنُ كُلُّه عبارةَ حَمْدٍ ما لها أَبَدًا حَدُّ لك الحمدُ حتَّى يبلغَ الحمدُ أَوْجَهُ فما فَوْقَهُ فَوْقٌ وما بَعْدَهُ بَعْدُ لك الحمدُ يا مولاي شُكْرَ اسْتِزادَةٍ وعندَ كريمِ الرِّفْدِ لاَ يُخْلَفُ الْوَعْدُ ونشهدُ أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إليه المشتكى؛ فهو العليم القادر، وبه نستنصر؛ فهو الولي الناصر، وعليه نعتمد؛ فهو القوي القاهر، وإليه نتوجه؛ فهو الكريم الساتر، وبه نلوذ؛ فهو الأول والآخر، والباطن والظاهر. فَلاَ أَجَلَّ مِنْ عَظِيمِ قُدْرَتِه وَلاَ أَعَزَّ مِنْ عَزِيزِ سَطْوَتِه لِعِزِّ مُلْكِهِ الْمُلُوكُ تَخْضَعُ يخْفِضُ قَدْرَ مَنْ يشَا وَيرْفَعُ وَالْأَمْرُ كُلُّهُ إِلَيْكَ رَدُّهُ وَبِيَدَيْهِ حَلُّهُ وَعَقْدُهُ وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إلَيه بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرا؛ فَهَدَى بِهِ مِنْ الضَّلَالَةِ، وَبَصَّرَ بِهِ مِنْ الْعَمَى، وَأَرْشَدَ بِهِ مِنْ الْغَيِّ، وَفَتَحَ به أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا، وَفَرَقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْهُدَى وَالضَّلَالِ، وَالرَّشَادِ وَالْغَيِّ، وَالْمُؤْمِنِينَ، وَالسُّعَدَاءِ وَالْأَشْقِيَاءِ، وأَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ، وأَوْلِيَاءِ الرَّحْمَن. قال الحارث بن عمرو السهمي: ((أتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وقد أطاف به الناس، فتجيء الأعراب، فإذا رأوا وجهه قالوا: هذا وجهٌ مبارك))[1]. يذوبُ القلبُ لا يقوى اشتياقًا وقد سمعَ المؤذِّنَ قال: أشهدْ صلَّى الإلهُ على ابنِ آمنةَ التي جاءتْ به سبط البنان كريما قل للذين رجَوا شفاعة أحمدٍ صلُّوا عليه وسلِّموا تسليما أما بعد: فتأمل معي - يا رعاك الله - هذين النموذجين، اللذين تكشفهما وتجليهما سورة البقرة، قال ربي الملك تعالى وتعاظم وتتنزه وتقدس: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [البقرة: 204 - 207]. إنهما نموذجان، وصِنفان من البشر؛ الأول: نموذج المرائي الشرير، الذَّلِقِ اللسانُ، والذي يجعل من شخصه محورَ الحياة كلِّها، والذي يعجبك مظهره، ويسوؤك مخبرُه، فإذا دُعي إلى الصلاح، وتقوى الله، استشاط غضبًا، واستنكف أن يعود إلى رشد، واستكبر أن يثُوبَ إلى حق، وأخذته العزة بالإثم، ومضى في طريقه مغتاظًا حنِقًا، ينشر البلاء، ويسفك الدماء، ويُهلك الحرث والنسل. يتبع
سُئل الإمام الداراني رحمه اللهما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟فبكى رحمه الله ثم قال :أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هوسبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.