
17-06-2022, 12:16 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,486
الدولة :
|
|
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق رابعة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا يزيد أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)، رفعه ابن أبي ليلى].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة).
والحديث موقوف لأن أبا هريرة قال: (تسحروا)، ثم في آخره رفعه ابن أبي ليلى.
فهو موقوف على أبي هريرة، ولكنه جاء من طريق أخرى مسنداً مرفوعاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهذه الطريق عن أبي هريرة هي موقوفة عليه، والمتن موقوف عليه رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
تراجم رجال إسناد حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق رابعة
قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان]. هو الرهاوي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا يزيد].
هو ابن هارون الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم.
[رفعه ابن أبي ليلى].
ثم ساق الإسناد الذي فيه رفع ابن أبي ليلى له.
شرح حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق خامسة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعه ابن أبي ليلى، ولا شك أن المرفوع هو الأصح، وإن كان ابن أبي ليلى فيه كلام، إلا أنه جاء عن أبي هريرة الحديث من طرق ثابتة عن أبي هريرة وعن غيره من أصحاب رسول الله كما تقدم عن أنس وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما، فالحديث ثابت وله متابعات، وله شواهد عن أبي هريرة وأناس خرجوه غير من ذكر، وكذلك له شواهد عن غير أبي هريرة كما تقدم عن ابن مسعود وعن أنس رضي الله تعالى عنهما.
تراجم رجال إسناد حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق خامسة
قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].هو عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو يحيى بن سعيد القطان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا ابن أبي ليلى].
هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، الفقيه المشهور الذي يأتي ذكره كثيراً في مسائل الفقه، وإذا جاء ذكر ابن أبي ليلى في المسائل الفقهية فالمراد به هذا، وأبوه عبد الرحمن بن أبي ليلى محدث مشهور ثقة، لكن الذي اشتهر بالفقه، والذي يعزى إليه كثيراً في مسائل الفقه، هو هذا الذي معنا في الإسناد: محمد بن عبد الرحمن، وهو صدوق سيئ الحفظ جداً، معناه: أن حفظه سيئ جداً، لكن كما هو معلوم الحديث ما كان تعويله عليه؛ لأنه جاء من طرق أخرى عن أبي هريرة مرفوعاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وليس من هذا الطريق وحده، ولو كان ما جاء إلا من هذه الطريق وحدها لكان في ذلك نظر، لكنه لما جاء عن أبي هريرة من طرق أخرى مرفوعاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكذلك جاء عن غير أبي هريرة من الصحابة، فإن وجود محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى مع كونه سيئ الحفظ جداً لا يؤثر ذلك على صحة هذا الحديث. وهو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي القاضي، أخرج له أصحاب السنن الأربعة فقط.
[عن عطاء عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهما.
شرح حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهي مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى].
ثقة، أخرج له الترمذي والنسائي.
[حدثنا يحيى بن آدم].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان].
هو سفيان الثوري، هو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم.
شرح حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق سابعة وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو بكر بن خلاد حدثنا محمد بن فضيل حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)، قال أبو عبد الرحمن: حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن، وهو منكر، وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهي بلفظ ما تقدم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة).
قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].
هو زكريا بن يحيى بن إياس، وهو ثقة، أخرج له النسائي وحده.
[حدثنا أبي بكر بن خلاد].
هو محمد بن خلاد، وهو ثقة، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
[حدثنا محمد بن فضيل].
هو محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي، وهو صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وقد ذكر أنه رمي بالتشيع، لكن ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح بأنه ضمن الأشخاص الذين انتقدوا على البخاري وأن فيهم كلاماً، وأن البخاري خرج له، وقال: إنما عيب عليه بالتشيع، ثم ذكر عن أحد العلماء بالإسناد أنه قال: رحم الله عثمان ولا رحم الله من لا يترحم على عثمان. والشيعة لا يترحمون على عثمان، بل يبغضون عثمان، وهذا يدل على سلامته مما رمي به؛ لأنه كونه يترحم على عثمان، ليس هذا شأن الرافضة؛ لأن الرافضة يبغضون الشيخين، ويبغضون عثمان، ويبغضون سائر الصحابة، ولا يستثنون إلا نفراً يسيراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه الكلمة المأثورة عنه وهي قوله: رحم الله عثمان ولا رحم الله من لا يترحم على عثمان، تدل على سلامته، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى بن سعيد].
هو الأنصاري المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم.
[عن أبي هريرة].
وقد مر ذكره.
ثم ذكر بعد الحديث: قال أبو عبد الرحمن: إسناد يحيى بن سعيد هذا حسن، وهو منكر، وأظن الخطأ فيه من محمد بن فضيل، ما أدري ما وجه ذلك، هو من حيث الحديث صحيح، وثابت، وهو مثل ما تقدم؛ جاء عن أبي هريرة من غيره، لكن رأيت في تحفة الأشراف في حديث قبل هذا، وهو من طريق يحيى بن سعيد، ومن طريق محمد بن فضيل، وقال: رواه يحيى بن سعيد لم يروه عنه إلا محمد بن فضيل، فكأن كونه ما رواه عنه إلا محمد بن فضيل جعله يتردد فيه، لكن محمد بن فضيل صدوق، والحديث ما جاء من هذه الطريق وحدها، بل جاء عن أبي هريرة من طرق أخرى، وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غير أبي هريرة من حديث أنس كما تقدم، ومن حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، فلعل وجه الإنكار أو توهم الخطأ من جهة أن يحيى بن سعيد الأنصاري ما روي عنه إلا من طريق محمد بن فضيل، لكن ذلك -كما عرفنا- لا يؤثر؛ لأنه لم يكن ذلك على سبيل الاستقلال.
الأسئلة
كيفية الجمع بين قول: إسناده حسن وهو منكر
السؤال: كيف يجمع بين قوله: إسناد يحيى بن سعيد حسن، وهو منكر؟
الجواب: هو إسناده حسن في الظاهر، لكن كونه ما روي عن يحيى بن سعيد إلا من طريق محمد بن فضيل فهنا فيه نكارة من حيث تفرد محمد بن فضيل، فالقضية من حيث الإسناد لا من حيث المتن، أما المتن فهو في غاية الوضوح من حيث سلامته واتفاقه مع الروايات الأخرى، لكن ليس مسلَّماً كونه منكراً؛ لأنه كما هو معلوم ما انفرد به، بل وافق غيره، فالحديث ثابت من هذه الطريق ومن غيرها.
الفرق بين السنن الصغرى والكبرى للنسائي
السؤال: هل السنن التي بين أيدينا مختصرة من السنن الكبرى؟ وهل النسائي اختار هذه السنن الصغرى من الكبرى وانتقى أحاديثها لتضم هذه الصغرى إلى الحديث الصحيح؟
الجواب: هو لم يلتزم الصحة كما التزمها الشيخان، والسنن الصغرى بالنسبة للسنن الكبرى ليس معناه أن هذه صغرى وتلك كبرى، وأن ما في الصغرى بعض ما في الكبرى؛ فإن في السنن الصغرى شيئاً ليست في السنن الكبرى، لكن الغالب أن الصغرى اشتملت عليها الكبرى، وليس معنى ذلك أن كل ما في الصغرى فهو موجود في الكبرى، بل هناك أشياء في الصغرى ليست في الكبرى، وفيه باب من الأبواب في سنن النسائي الصغرى قال: مما ليس في الكبرى، وقد ذكر هذا في مقدمة تحفة الأشراف الشيخ عبد الصمد شرف الدين، أو في مقدمة السنن الكبرى التي طبعها، ولا أدري أيهما، لكنه في إحدى المقدمتين ذكر الباب الذي في النسائي في الصغرى، وفيه: مما ليس في الكبرى، منصوص على أنه كذا وليس في الكبرى أو مما ليس في الكبرى، ومعنى هذا أن في الصغرى أحاديث ليست في الكبرى، وإن كان الغالب على ما في الصغرى أنه في الكبرى، والإنسان يجد أن الأبواب والأحاديث والأسانيد متفقة.
بيان المنتقى والمختصر مؤلف المنتقى من السنن الكبرى للنسائي
السؤال: هل المنتقى والمختصر هو للنسائي ؟
الجواب: قيل: للنسائي، وقيل: إنه لـابن السني، لكن المشهور أنه للنسائي.
ولا يقال: إن الذي اجتباه أو انتقاه يكون صحيحاً؛ لأنه ما اشترط، لكنه انتقى ما هو أولى من غيره، لكن هذا لا يعني أن كل ما انتقاه يكون صحيحاً؛ لأن في سنن النسائي ما هو ضعيف.
وأما السنن الصغرى فأكثرها مأخوذ من الكبرى، والشيء الذي ليس في الكبرى مما هو في الصغرى قليل، فلا يقال: أيها أصح؟ لأن هذا في الغالب جزء من هذا، لكن ذاك أوسع -الذي هو السنن الكبرى- وفيها ما ليس في الصغرى، وهذا يتوقف على معرفة كل إسناد.
سبب عدم تخريج النسائي لابن لهيعة في سننه
السؤال: هل صحيح أن النسائي لم يخرج لـابن لهيعة ؟ وإذا كان كذلك فلماذا؟ علماً بأن أحاديث ابن لهيعة قبل احتراق كتبه مقبولة.
الجواب: ما أذكر، لكن الذي أذكر أنه مر بنا بأسانيد يذكر أشخاصاً يقول: فلان وغيره، ويكون ذلك الغير هو ابن لهيعة، يعني: تأتي أسانيد عند النسائي يقول فيها: فلان وغيره، ثم يكون ذلك الغير المبهم هو ابن لهيعة، فلا أدري ما الوجه عند النسائي في هذا؟!
مدى صحة القول بأن النسائي كان فيه تشيعاً
السؤال: هل الصحيح أن النسائي فيه تشيع؟
الجواب: قيل ذلك أو أضيف ذلك إليه، لكن كما هو معروف هو من أئمة أهل السنة، وعمدة في الحديث، وإمام في الجرح والتعديل، ومسند، وكتابه السنن هو أحد الأصول الستة التي يعول عليها أهل السنة والجماعة، وما أضيف إليه من التشيع لا أدري عن ثبوته؛ لأنه ليس كل تشيع يؤثر لو ثبت.
إمكانية تضعيف المخضرم بمعرفة حاله
السؤال: هل يمكن أن يكون المخضرم ضعيفاً؟
الجواب: من حيث الإمكان يمكن، لكن هذا يتوقف على معرفة المخضرمين، هل فيهم من هو ضعيف؟ الإمكان ممكن؛ لأن الضعيف يكون في التابعين، ويكون في غير التابعين؛ لأن الناس الله تعالى فرق بينهم وفاوت بينهم، فالضعف ممكن، والمخضرمون محصورون وقليلون جداً، لكن هل فيهم من هو كذلك، يعني: بالتحديد والتعيين؟ لا أدري، وأما الإمكان ممكن؛ لأن كل شخص غير الصحابة فإنه يمكن النظر في حاله، ويكون إما ضعيف وإما ثقة، وأما الصحابة فلا يبحث عنهم، ولا يسأل عنهم، والمخضرمون هم عدد قليل أدركوا كبار الصحابة، منهم: زر بن حبيش هذا، ومنهم: أبو وائل.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|