عرض مشاركة واحدة
  #603  
قديم 17-06-2022, 11:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح حديث: (الطاعون والمبطون والغريق والنفساء شهادة)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن عامر بن مالك عن صفوان بن أمية رضي الله تعالى عنه قال: (الطاعون والمبطون والغريق والنفساء شهادة، قال: وحدثنا أبو عثمان مراراً، ورفعه مرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم)].أورد النسائي حديث صفوان بن أمية رضي الله تعالى عنه، الذي فيه أن الطاعون، والمبطون، والنفساء، والغريق شهادة، أي: أن هذه شهادة، ويوصف صاحبها بأنه من أهل الشهادة أو ممن استشهد، والمقصود من ذلك ثواب الآخرة كما أشرت، وهنا عبر بالمبطون للذي تقدم له ترجمة: من قتله بطنه، فإن المراد بالمبطون هو الذي أصابه البطن ومات بسبب ذلك، فجاء في بعض الأحاديث التعبير عنه بأنه قتله بطنه، وجاء في بعض الأحاديث وصفه بأنه مبطون، كما أنه جاء بالنسبة للذي أصابه الطاعون بأنه مطعون، والمقصود بذلك أصابه الطاعون، وليس مطعوناً.
فالحديث اشتمل على ذكر أربعة من الشهداء، على الذي أصابه الطاعون، والمبطون الذي أصابه مرض البطن وكذلك الغريق الذي مات بالغرق، وكذلك النفساء التي ماتت في نفاسها، فهؤلاء أربعة من الشهداء جاء ذكرهم في هذا الحديث، وهم شهداء في ثواب الآخرة كما ذكرت ذلك عن النووي في رياض الصالحين، حيث قال: باب ذكر جماعة من الشهداء في ثواب الآخرة، ويغسلون، ويصلى عليهم، ثم أورد جملة من الأحاديث التي فيها ذكر جماعة من الشهداء على هذا الوصف وعلى هذا النحو.
وقد جاء في الحديث أولاً ذكره عن أبي عثمان النهدي وجاء في بعضه أنه رفعه إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام مرة، وهذا هو محل الشاهد، فهو أحياناً يكتفي بأن يذكر أن هؤلاء شهداء، ولا ينص برفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحياناً يضيف ذلك -أي: الصحابي- إلى رسول الله صلى الله عليه، فيرفعه ويكون ذلك من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولو لم يأت الرفع في مرة من المرات فإنه يعتبر من قبيل المرفوع حكماً؛ لأن الصحابي إذا أتى بأمرٍ لا مجال للرأي فيه، ولا مجال للاجتهاد فيه، وإنما هو يتعلق بأمور غيبية، ويتعلق بجزاء وثواب خاص، وما إلى ذلك فإن هذا إذا جاء عن صحابي ليس معروفاً بالأخذ عن الإسرائيليات فإنه يعتبر له حكم الرفع؛ لأن المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان أو نوعان: أحدهما مرفوع تصريحاً، وهو الذي يقول فيه الصحابي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كذا، أو يقول التابعي يحكي عن الصحابي أنه رفعه إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، أي: أسنده إليه، وأضافه إليه، وإذا جاء مثل ذلك، ولم يرفع تصريحاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتعلق بأمور لا مجال للرأي فيها، ولا مجال للاجتهاد فيها فإنه يقال له: له حكم الرفع؛ لأنه ليس من الأمور التي للرأي فيها مجال.
إذاً: ما يأتي عن الصحابة ينقسم إلى قسمين: شيء للرأي فيه مجال، وهذا يضاف إليهم، ويعتبر من كلامهم، وشيء لا مجال للرأي فيه، والشخص لا يكون معروفاً بالأخذ عن الإسرائيليات، فعند ذلك يكون مرفوعاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولكنه حكماً وليس تصريحاً أو صراحةً.


تراجم رجال إسناد حديث: (الطاعون والمبطون والغريق والنفساء شهادة)


قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد].هو اليشكري السرخسي، وهو ثقة، مأمون سني، أخرج له البخاري، ومسلم، والنسائي، ووصف بأنه سني قيل: لأنه أظهر السنة في بلده، ونشرها فقيل له: سني.
[حدثنا يحيى].
هو يحيى بن سعيد القطان، المحدث، الناقد، وهو ثقة، ثبت، البصري، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن التيمي].
هو سليمان بن طرخان التيمي نسب إلى بني التيم؛ لأنه نزل فيهم، وليس منهم، فهذه نسبة إلى غير ما يسبق إلى الذهن؛ لأن الذي يسبق إلى الذهن إذا قيل: التيمي أنه منهم، لكنه ليس منهم بالفعل، ولكنه نزل فيهم فنسب إليهم، وهو ثقة، عابد، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي عثمان].
هو عبد الرحمن بن مل مثلث الميم (مِل أو مُل أو مَل) أي: يجوز فيها الفتح والضم والكسر، النهدي، وهو ثقة، ثبت، مخضرم، أخرج له أصحاب الكتب الستة، والمخضرمون هم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يروا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتشرفوا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلقوه، بل علموا به، وتلقوا شريعته، وآمنوا به، وصدقوه، ولكنهم ما ظفروا بلقيه بحيث يوصفون بأنهم صحابة، ولكنهم أدركوا وقته، وزمنه.
[عن عامر بن مالك].
قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: مقبول، وأخرج حديثه النسائي وحده.
[عن صفوان بن أمية].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.


ضمة القبر وضغطته

شرح حديث: (هذا الذي تحرك له العرش... لقد ضم ضمة ثم فرج عنه)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ضمة القبر وضغطته. أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عمرو بن محمد العنقزي حدثنا ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه)].
أورد النسائي هذه الترجمة، وهي ضمة القبر وضغطته، ضمته، يعني: تلاقي أطرافه، أو جوانبه، هذا هو المقصود بالضمة وبالضغطة، ومن المعلوم أن من هو من أهل السعادة فإنها لا تضره ذلك، ولكن ذلك حاصل لكل أحد، ولهذا قال بعض العلماء: إن وجه ذلك أنهم خرجوا منها، وأنهم عادوا إليها فتلتقي جوانبها على كل واحدٍ منهم بعد ما يعود إليها، لكن من كان من أهل السعادة، فإنه لا يضره ذلك، أي: هذه الضغطة أو هذه الضمة التي حصلت من الأرض لذلك الجسم.
وقد أورد النسائي في ذلك الحديث المتعلق بـسعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه، سيد الأوس الذي استشهد في غزوة الخندق رضي الله تعالى عنه، وكان أصابه جرح، والنبي صلى الله عليه وسلم وضع له خيمة في المسجد، وكان يزوره فيها، ثم إن جرحه انفتح، ومات بسبب ذلك، فمات شهيداً رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وإن لم يكن مات في الحال؛ لأن ذلك بسبب الجهاد في سبيل الله، وقد اندمل جرحه أو كاد أن يندمل جرحه، ولكنه عاد، وانفجر، ومات بسبب ذلك فكان شهيداً رضي الله عنه وأرضاه، أما سعد بن عبادة فهو سيد الخزرج، كل منهما سعد، وهذا الذي في الحديث سعد بن معاذ سيد الأوس، أما سعد بن عبادة فقد عاش بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وقوله: [(هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لقد ضم ضمة، ثم فرج عنه)].
يعني: الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر هذه المناقب، وهذه الصفات التي ذكرت له، وهي ثلاث في هذا الحديث: اهتز له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، ضم في قبره ضمة، ثم فرج عنه، وهذا يدل على حصول ضغطة القبر وضمته، ولكنها لا تضر من كان من أهل السعادة ومن أهل التوفيق من الله عز وجل، وسعد رضي الله عنه من هؤلاء الذين حصل لهم ذلك.

تراجم رجال إسناد حديث: (هذا الذي تحرك له العرش... لقد ضم ضمة ثم فرج عنه)

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو المشهور بـابن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، ثبت، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.
[حدثنا عمرو بن محمد العنقزي].
هو عمرو بن محمد العنقزي الكوفي، وهو ثقة أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن.
[حدثنا ابن إدريس].
هو عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]