عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-06-2022, 11:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي بشرى لمن نبذ كل عروة واعتصم بحبل الله

بشرى لمن نبذ كل عروة واعتصم بحبل الله


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}[1].

تأملْ قولَ اللَّهِ تَعَالَى عن المؤمنين: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}، بعد قولهم: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}!

حين تدلهم الخطوب، وتشتد الكروب، وتضيق الأمور، وتستحكم الأزمات، تعظم الرغبة فيما عند الله تعالى، فـ {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ}[2].

واحذَر أن تركَنَ إلى قوتك، أو تثقَ بقدرتك، أو تغترَّ بعقلك، فالمخذول من وكله الله إلى نفسه، والمغبون من ترك سفينة النجاة ظنًّا منه إنَّ جبلًا سيعصمه من الماء؛ {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ} ﴾[3].

لما خرج فرعون وجيشه في إثر بني إسرائيل، فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ حتى تَرَاءَى الْجَمْعَانِ، وضاقَ الخناق بني إسرائيل، فرأوا فرعون وجنده، يستطير الشرر من سيوفهم، وترقص المنايا فوق رماحهم، وانقطع منهم كل رجاءٍ حتى {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[4].

فأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}.
وإذا العناية لا حظتك عيونها *** نم فالمخاوف كلهنّ أمان

ثم انقشع الخوف، وحلَّ الأمنُ، وانكشف الكرب، وجاء الفرجُ؛ {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ}[5].

{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}. بُشْرَى لِمَنْ نَبَذَ كُلَ عُرْوةٍ واعْتَصَمَ بِحَبْلِ اللهِ، وتبرأ من حوله وقوته، وركن بِكُلِّيَتِهِ إلى اللهِ.

[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 174.
[2] سُورَةُ النَّجْمِ: الْآيَة/ 58.
[3] سُورَةُ هُودٍ: الآية/ 43.
[4] سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: الآية/ 61، 62.

[5] سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: الآية/ 64- 66.
______________________________ _______
الكاتب: سعيد مصطفى دياب
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.98%)]