عرض مشاركة واحدة
  #601  
قديم 07-06-2022, 07:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث: (لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)

قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].هو الفلاس المحدث، الناقد، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.
[حدثنا خالد بن الحارث].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي، ثم البصري ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن المسيب].
تابعي جليل، ومحدث، فقيه، وثقة، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وقتادة مدلس وقد روى بالعنعنة، لكن من الطرق المعروفة التي يذكرها المحدثون أن شعبة إذا روى عن مدلس فإن تدليسه مأمون؛ لأنه لا يروي عن شيوخه المدلسين إلا من أمن فيه تدليسهم، فـشعبة إذا جاء يروي عن مدلس، والمدلس روى بالعنعنة فإنه محمول على الاتصال والسماع؛ لأن من طريقة شعبة أنه لا يروي عن مدلس إلا ما كان مأموناً فيه من تدليسه.
[عن عائشة].
رضي الله تعالى عنها وأرضاها، أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق التي أنزل الله براءتها مما رميت به من الإفك في آيات تتلى في سورة النور، وقد حفظت الكثير من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا سيما فيما يتعلق بأمور البيت، وما يجري بين الرجل وأهل بيته، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.


شرح حديث: (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى صاعقة حدثنا أبو سلمة الخزاعي حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)].أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) فهو مثل الحديث الذي قبله عن عائشة رضي الله تعالى عنها دال على ما دل عليه.


تراجم رجال إسناد حديث: (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)


قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى صاعقة].هو محمد بن عبد الرحيم البغدادي أبو يحيى المعروف بـلقبه صاعقة، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا أبو سلمة الخزاعي].
هو منصور بن سلمة، كنيته توافق اسم أبيه منصور بن سلمة الخزاعي، وهو ثقة، ثبت، حافظ، أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود في المراسيل والنسائي.
[حدثنا الليث بن سعد].
وقد مر ذكره.
[عن يزيد بن الهاد].
هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، وهو ثقة، مكثر، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه، تابعي جليل من صغار التابعين الذين أدركوا صغار الصحابة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهما.


كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية

شرح حديث: (... يا صاحب السبتيتين ألقهما)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية. أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك حدثنا وكيع عن الأسود بن شيبان وكان ثقة، عن خالد بن سمير عن بشير بن نهيك أن بشير بن الخصاصية رضي الله تعالى عنه قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر على قبور المسلمين فقال: لقد سبق هؤلاء شراً كثيراً، ثم مر على قبور المشركين فقال: لقد سبق هؤلاء خيراً كثيراً، فحانت منه التفاتة، فرأى رجلاً يمشي بين القبور في نعليه فقال: يا صاحب السبتيتين! ألقهما)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية، والنعال السبتية: مصنوعة من جلود البقر، يقال لها: سبتية، وإنما ترجم بالنعال السبتية لأنها وردت في الحديث نفسه عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يمشي بين القبور وعليه نعال سبتية، فقال: (يا صاحب السبتيتين! ألقهما)، معناه أنه نهاه أن يمشي بين القبور بهذه النعال، والذي يظهر أن المشي لا يختص بالنعال السبتية، وإنما السبتية وغيرها؛ لأن المقصود بذلك هو: احترام أصحاب القبور، وعدم تعريضهم للإهانة، بأن يمشى بين قبورهم بالنعال، وهذا إذا لم يكن هناك أمر يقتضي المشي في النعال، بأن تكون الأرض حارة رمضاء، أو يكون فيها شوك أو ما إلى ذلك فعند ذلك تلبس النعال، وتتخذ النعال في المقابر، أما في غير ذلك، فإذا كان الإنسان يمشي بين القبور فلا يفعل، أما إذا كان هناك ممرات أو أماكن ليس فيها قبور في المقبرة يمشي فيها الناس، فهذه لا بأس أن يمشي الإنسان فيها بالنعال.
قوله: [(كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر على قبور المسلمين فقال: لقد سبق هؤلاء شراً كثيراً)].
يعني: أنهم فاتوا، ومضوا، وجاء بعدهم شر كثير، فهم سبقوه ومضوا عنه، وخلفهم ذلك الشر الكثير، وجاء بعدهم.
قوله: [(ثم مر على قبور المشركين فقال: لقد سبق هؤلاء خيراً كثيراً)].
يعني: سبقوا، ومضوا، وجاء بعدهم خير كثير، عكس المسلمين.
وقوله: [(فحانت منه التفاتة فرأى رجلا يمشي بين القبور في نعليه فقال: يا صاحب السبتيتين! ألقهما)].

تراجم رجال إسناد حديث: (... يا صاحب السبتيتين ألقهما)

قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك].هو محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي وقد مر ذكره قريباً.
[حدثنا وكيع].
هو وكيع بن الجراح وقد مر ذكره قريباً.
[عن الأسود بن شيبان].
ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن خالد بن سمير].
صدوق يهم قليلاً، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن بشير بن نهيك].
هو بشير بن نهيك البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أن بشير بن الخصاصية].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.


التسهيل في غير السبتية

شرح حديث: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أنه ليسمع قرع نعالهم)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [التسهيل في غير السبتية. أخبرنا أحمد بن أبي عبيد الله الوراق حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، أنه ليسمع قرع نعالهم)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: التسهيل في غير السبتية، يعني: تسهيل الأمر في غيرها، وذلك بأنه يمكن أن يمشى في المقابر بغير النعال السبتية، لكن كما ذكرت الذي يظهر والأولى أنه لا يمشى فيها بالنعال مطلقاً لا السبتية، ولا غيرها، إلا إذا كان هناك ممرات أو مواضع خالية ليس فيها قبور فيمشي الناس بنعالهم فيها، ولا مانع من ذلك، وقد أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، (أن الميت إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، أنه ليسمع قرع نعالهم)، وهذا هو محل الشاهد يسمع قرع النعال، معناه: أنهم يمشون بالنعال.
فإذاً: يحمل ما جاء من النهي على النعال السبتية، أما غير السبتية يسهل فيها، هكذا يقول النسائي؛ لكن الأظهر هو التعميم في الحكم، وأنه لا فرق بين السبتية وغير السبتية؛ لأنها كلها تشترك، ولأن فيه تعريض للإهانة لأصحاب القبور في المشي عليهم بالنعال.
أما الحديث الذي أورده النسائي وهو حديث أنس: [(إن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، أنه ليسمع قرع نعالهم)] فهذا لا يدل على أن ذلك يكون في غير السبتية، بل يكون في السبتية وغيرها، لكن ليس في المشي بين القبور، وإنما يكون في الأماكن الخالية في المقبرة التي ليس فيها قبور، أو يكون في ممرات مثلاً أي: طرق تكون بين القبور لا يمشي الإنسان فيها، وإنما يمشي في طرق ليس فيها قبور، فيكون ما جاء في قوله: (ليسمع قرع نعالهم) أي: أنهم لا يمشون بين المقابر إذا انصرفوا، ولكنهم يمشون في أماكن في المقبرة لا قبور فيها، ومن المعلوم: أن المقابر يبدأ بها من يكون في أبعدها، ثم تمشي القبور شيئاً فشيئاً حتى تمتلئ المقبرة عند الباب، ويكون الدفن في أماكن بعيدة عن الباب، ثم الناس ينصرفون في مكان خال لم تصل إليها القبور فيحمل على ذلك، والله تعالى أعلم، ولهذا فإن الأخذ بالحديث، وشمول ما جاء فيه من النعال السبتية وغيرها بأن الحكم لا يتعلق بالسبتية، وإنما يتعلق بالقبور واحترامها وعدم تعريضها للإهانة، وهذا تشترك فيه النعال السبتية وغير السبتية.
ثم الحديث يدل على سماع الميت قرع النعال، لكن هذا لا يستدل به على أن الميت يسمع كل شيء، وأنه يسمع ما يجري حوله؛ لأن هذه أمور غيبية لا يتكلم فيها إلا بدليل، والدليل جاء بسماعه قرع النعال، فلا يدل على سماعه الأمور الأخرى فيوقف عند النص، ويثبت ما دل عليه النص، ولا يثبت شيئاً لم يدل عليه النص.


تراجم رجال إسناد حديث: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أنه ليسمع قرع نعالهم)


قوله: [أخبرنا أحمد بن أبي عبيد الله الوراق].ثقة، أخرج له الترمذي، والنسائي.
[حدثنا يزيد بن زريع].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد].
هو سعيد بن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
وقد مر ذكره.
[عن أنس].
هو أنس بن مالك رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والذين مر ذكرهم آنفاً.


المسألة في القبر

شرح حديث: (إن العبد إذا وضع في قبره ... فيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [المسألة في القبر. أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك وإبراهيم بن يعقوب بن إسحاق قالا: حدثنا يونس بن محمد عن شيبان عن قتادة أخبرنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم، قال: فيأتيه ملكان، فيقعدانه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعاً)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: المسألة في القبر، يعني: السؤال في القبر عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله عز وجل لهذه الأمة، والسؤال في القبر يكون عن الرب، وعن الدين، وعن النبي صلى الله عليه وسلم التي هي الأصول الثلاثة، وهي: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، والنسائي أورد حديث أنس بن مالك الذي فيه: (أنه إذا تولى عنه أصحابه يسمع قرع نعالهم فيأتيه ملكان فيجلسانه)، وهذا من الغيب الذي يجب الإيمان به والتصديق به، وإن لم يكن مدركاً بالعقل؛ لأنه معلوم أن القبر عندما وضع فيه اللحد، واللحد على قدر الإنسان الممتد، فلا يقال: كيف يوضع في القبر، والقبر قد دفن وما فيه إلا اللحد، فكيف يجلس، وجلوسه يحتاج إلى مسافة، هذا من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها، والتصديق بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن لم ندرك كنه ذلك وحقيقته، كما أن الإنسان يعذب في قبره أو ينعم، والناس يفتحون القبر ولا يرون نعيماً، ولا عذاباً، والنعيم موجود والعذاب موجود؛ لأن هذه أمور غيبية لا تقاس على أمور الدنيا وأمور المشاهدة، بل كل ما جاء به النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب يجب التصديق به وإن لم يدركها العقل، والإسلام، أو الأحاديث، أو النصوص لا تأتي بما تحيل به العقول، ولكنها تأتي بما تحار به العقول، والشيء الذي تدركه العقول، وهو غيب يجب الإيمان به والتصديق به، وأنه حق ثابت، وأن كل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو واقع طبقاً لما أخبر به صلى الله عليه وسلم.
قوله: [(فيأتيه ملكان، فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟)].
أي: محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه المسألة في القبر، هذا هو المقصود من الترجمة.
قوله: [(فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعاً)].
يعني: يرى المقعد من النار الذي سلمه الله منه، ويرى النار وما فيها، ويرى المقعد الذي جعله الله له، والذي أعطاه الله إياه، وتفضل عليه به، فيرى المقعدين جميعاً، وجاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أنه (يفتح له باب من الجنة، فيأتيه من روحها ونعيمها، ولا يزال كذلك حتى تقوم الساعة).

تراجم رجال إسناد حديث: (إن العبد إذا وضع في قبره ... فيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ ...)

قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك].هو محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي وقد مر ذكره.
[وإبراهيم بن يعقوب بن إسحاق].
هو إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا يونس بن محمد].
هو يونس بن محمد البغدادي، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن شيبان].
هو ابن عبد الرحمن التميمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة أخبرنا أنس].
وقد مر ذكرهما.


مسألة الكافر


شرح حديث: (إن العبد إذا وضع في قبره... فيأتيه ملكان ...) من طريق أخرى


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب مسألة الكافر.أخبرنا أحمد بن أبي عبيد الله حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً خيراً منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعاً، وأما الكافر أو المنافق، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول كما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: مسألة الكافر، أي: سؤاله في قبره، وأورد فيها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه من طريق أخرى، وفيه أن الكافر أو المنافق يسأل، (فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته)، يعني: أنه تابع غيره من الكفار الذين كذبوه، ولم يصدقوه، (فيقال: لا دريت ولا تليت)، يعني: لم تحصل له المعرفة، والدراية، ولم يتابع من يستحق أن يتابع على الحق ممن آمن بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فهو لم يدر، ولم يتبع من يدري، ومن هو على حق، (فيقال له: لا دريت ولا تليت).
قوله: [(فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار)]، ليس أمامه إلا النار، وليس له إلا النار، (فيضرب ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين)، وهذا يدلنا: على أن ما يجري في القبور من الصياح يسمعه غير الثقلين كالبهائم، والحيوانات، فإنها تسمع هذا الذي يجري في القبور، أما الثقلان وهما: الجن والإنس اللذان هما مكلفان فإن الله تعالى أخفى عنهم ذلك، والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، يجعل هذا الصوت يخرج من مكان معين فيسمعه بعض المخلوقات وهي الدواب، ولا يسمعه الجن والإنس الذين هم مكلفون، والحكمة في ذلك والله تعالى أعلم هي: أنه يتميز من يؤمن بالغيب ومن لا يؤمن بالغيب، هذه هي الحكمة في كونه أخفي ذلك على الناس، وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام كان يسمع ما يجري في القبور، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (لولا ألا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع).

تراجم رجال إسناد حديث: (إن العبد إذا وضع في قبره... فيأتيه ملكان ...) من طريق أخرى


قوله: [أخبرنا أحمد بن أبي عبيد الله حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس].والإسناد كلهم مر ذكرهم، أحمد بن أبي عبيد الله، ويزيد بن زريع، وسعيد بن أبي عروبة، وقتادة، وأنس.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.97 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.12%)]