عرض مشاركة واحدة
  #597  
قديم 07-06-2022, 07:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

زيارة قبر المشرك



شرح حديث: (زار رسول الله قبر أمه فبكى ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [زيارة قبر المشرك. أخبرنا قتيبة حدثنا محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (زار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى، وأبكى من حوله، وقال صلى الله عليه وسلم: استأذنت ربي عز وجل في أن أستغفر لها، فلم يؤذن لي، واستأذنت في أن أزور قبرها، فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكركم الموت)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: زيارة قبر المشرك.
الزيارة للقبور مشروعة سواء كانت القبور قبور مسلمين أو مشركين، لكن قبور المسلمين تزار ليتذكر الموت، وليدعى لأصحابها، أما المشركون، فزيارة قبورهم لتذكر الموت فقط، ولا يدعى لأصحابها، هذا هو الفرق بين قبر المسلم وقبر المشرك.
وقد أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (استأذنت ربي في أن استغفر لها، فلم يؤذن لي، واستأذنت بأن أزور قبرها، فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكركم الموت)، وهنا فيه: الإشارة إلى الفائدة من زيارة قبر المشرك وهي تذكر الموت، وأما الاستغفار والدعاء، فإنه لا يدعى لهم، لا يدعى للمشركين ولا يدعى للكفار، وإن الدعاء إنما هو للمسلمين، فقوله عليه الصلاة والسلام: [(فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت)]، دال على زيارة قبور المشركين وتذكر الموت، ودال على منع الاستغفار للمشركين.
تراجم رجال إسناد حديث: (زار رسول الله قبر أمه فبكى ...)


قوله: [أخبرنا قتيبة].هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا محمد بن عبيد].
هو محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يزيد بن كيسان].
صدوق، يخطئ، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي حازم].
هو سلمان الأشجعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
هو أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر أصحابه حديثاً، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.


النهي عن الاستغفار للمشركين



شرح حديث: (... لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فنزلت: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [النهي عن الاستغفار للمشركين. أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا محمد وهو ابن ثور عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: (لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية فقال: أي عم، قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله عز وجل، فقال له أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزالا يكلمانه حتى كان آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فنزلت: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ )[التوبة:113] ونزلت: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ )[القصص:56])].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: النهي عن الاستغفار للمشركين، وأورد تحتها حديث المسيب بن حزن والد سعيد بن المسيب، أنه لما حضرت عمه أبا طالب الوفاة جاء إليه الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، ويطلب منه أن يشهد لله بالوحدانية ولنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وكان عنده أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب، فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فكان آخر شيء أن قال: هو على ملة عبد المطلب، ومات وهو على ذلك، ولم يشهد أن لا إله إلا الله، ولم يحقق ما طلبه منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمات مشركاً، ومات كافراً، وقال عليه الصلاة والسلام: [(لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فأنزل الله عز وجل: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى [التوبة:113]، وأنزل الله عز وجل أيضاً: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ )[القصص:56]،)] فدل هذا الحديث على عدم جواز الاستغفار للمشركين وفيه: بيان أن هذا سبب نزول هذه الآية، وهي: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى [التوبة:113] أي: كونه أراد أن يستغفر لعمه أبي طالب، فأنزل الله عز وجل عليه هذه الآية التي فيها منع الرسول صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين بأن يستغفروا للمشركين، وكذلك أيضاً نزل قول الله عز وجل: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56]؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان حريصاً على هداية عمه، ولكن الهداية التي هي هداية التوفيق والتسديد هذه لله عز وجل، ولا يملكها سواه، ولهذا قال الله عز وجل: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [القصص:56]، فهذه هي الهداية المنفية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي هداية التوفيق والتسديد، أما هداية الدلالة والإرشاد فهي مثبة للرسول صلى الله عليه وسلم وذلك في قول الله عز وجل: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى:52].
والحديث دال على ما كان عليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من الحرص الشديد على هداية عمه أبي طالب الذي نصره، وأيده، وقام في الدفاع عنه، ومنع كفار قريش أن يصلوا إليه، وأن يلحقوا به الأذى، فالله عز وجل سخر عمه بأن يدافع عنه وأن يمنع كفار قريش أن يصلوا إليه بأذى، وقد حرص على هدايته ولكن الله عز وجل لم يهده، فمات على الكفر ومات على الشرك، وأنزل الله عز وجل: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56].
وفيه أيضاً: مخاطبته إياه بقوله: (يا عم)، وهذا يدلنا على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من التلطف مع عمه، وحرصه على أن يهتدي، ولهذا مهد له بهذا التمهيد، وخاطبه بهذا الخطاب بقوله: (يا عم)، وفي هذا دليل على أن مثل ذلك مخاطبة الكافر القريب بأن يقول له: (يا عم)، وإذا كان أباً يقول له: يا أبت، أو خالاً يقول له: يا خال, وما إلى ذلك وأن ذلك سائغ، وأنه لا مانع منه.
وفيه: أيضاً مضرة جلساء السوء على الإنسان، وذلك: أن أبا طالب كان عنده هذان الجليسان، وقد ذكراه بأن يبقى على ملة عبد المطلب، وأن لا يترك ملة عبد المطلب إلى الدين الذي جاء به النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
ففيه: أن ما حصل لـأبي طالب، أو الذي حصل منهما لـأبي طالب هو من مضرة جلساء السوء على الإنسان، وفيه أن أبا طالب مات كافراً، ولم يمت مسلماً، ولهذا جاء في الحديث أن كان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب، ثم مات على ملة عبد المطلب، ولم يشهد أن لا إله إلا الله كما طلب ذلك رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (... لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فنزلت: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ...)


قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].هو الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا محمد وهو ابن ثور].
ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، والذي قال: هو ابن ثور، هو: النسائي أو من دون النسائي ليس محمد بن عبد الأعلى؛ لأن التلميذ لا يحتاج إلى أن يقول: هو ابن فلان، بل ينسب شيخه كما يريد، ويسمي شيخه كما يريد، ويصفه كما يريد، وإنما الذي يحتاج إلى ذلك هو من دون التلميذ، وهو هنا النسائي أو من دون النسائي.
[عن معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي البصري نزيل اليمن، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه، مكثر من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من صغار التابعين الذين أدركوا صغار الصحابة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن المسيب].
ثقة، فقيه، من الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وهم: سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير، وخارجة بن زيد بن ثابت، وقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسليمان بن يسار هؤلاء الستة متفق على عدهم في فقهاء المدينة السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال، قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
[عن أبيه].
هو المسيب بن حزن وهو صحابي، وأبوه صحابي، وحديثه أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.

شرح حديث علي: (سمعت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان ... فنزلت: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الخليل عن علي رضي الله تعالى عنه قال: (سمعت رجلاً يستغفر لأبويه، وهما مشركان فقلت: أتستغفر لهما وهما مشركان؟ فقال: أو لم يستغفر إبراهيم لأبيه، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فنزلت: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ )[التوبة:114])].أورد النسائي حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، [سمعت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: أتستغفر لهما وهما مشركان، فقال: إن إبراهيم استغفر لأبيه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ )[التوبة:114]] أي: أنه لا يعول على ذلك؛ لأنه كان قبل أن ينهى، ولكنه بعد النهي، فإنه لا يصار إلى ذلك، وفي هذه الشريعة شريعة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أنزل الله عز وجل عليه: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى )[التوبة:113].


تراجم رجال إسناد حديث علي: (سمعت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان ... فنزلت: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه)


قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].هو إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج المروزي، وهو ثقة، ثبت أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.
[حدثنا عبد الرحمن].
هو ابن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، ثبت، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي إسحاق].
هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي الكوفي ينسب إلى همدان نسبة عامة، وإلى سبيع نسبة خاصة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي الخليل].
هو عبد الله بن خليل، وهو مقبول، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.
[عن علي رضي الله عنه].
هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أمير المؤمنين، أبو الحسنين ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره، زوج ابنته فاطمة رضي الله تعالى عنهما وعن الصحابة أجمعين، وهو رابع الخلفاء الراشدين، الهادين، المهديين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.


الأسئلة



كيفية قضاء الركعات الفائتة من صلاة العصر


السؤال: كيف يقضي من أدرك الركعة الثالثة من العصر؟الجواب: من أدرك الركعة الثالثة من العصر معناه: أدرك ثنتين، فيبقى عليه بعد السلام ثنتين، وهذا شيء واضح.


مراتب القدر في الحوادث علاقة وعلم الله المسبق بها


السؤال: هل كانت الحوادث ستحصل ثم علمها الله قبل حدوثها أم أن الله أحدثها فقضاها؟الجواب: كل شيء يقع في الوجود فقد حصل فيه أمور أربعة هي: علم الله عز وجل الأزلي بأن ذلك سيقع، وكتب في اللوح المحفوظ بأنه سيقع، وأراد أن يقع، ثم وقع، هذه أمور أربعة تحصل لكل شيء يقع، ولهذا عقيدة المسلمين: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.90 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]