عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 07-06-2022, 07:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

ما يستحب من إعماق القبر


شرح حديث: (... احفروا وأعمقوا وأحسنوا ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يستحب من إعماق القبر.أخبرنا محمد بن بشار حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا سفيان عن أيوب عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: (شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقلنا: يا رسول الله، الحفر علينا لكل إنسان شديد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احفروا، وأعمقوا، وأحسنوا، وادفنوا الإثنين والثلاثة في قبر واحد، قالوا: فمن نقدم يا رسول الله؟، قال: قدموا أكثرهم قرآناً، قال: فكان أبي ثالث ثلاثة في قبر واحد)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب ما يستحب من إعماق القبر. أي: كونه عميقاً، يعني: بحيث يكون نازلاً كثيراً في الأرض، وفائدة ذلك: أنه يكون بعيداً، من أن يتعرض لأذى، أو تصل إليه بعض الحيوانات؛ لأنه إذا كان قريباً يمكن أن تحرثه، وأن يكون في متناولها، فإذا كان عميقاً يكون بعيداً منها لا تصل إليه، ولا يحصل بروزه وظهوره لكونه قريباً، بل لعمقه يبعد أن يبرز وأن يظهر، وكذلك يبعد أن تصل إليه بعض الحيوانات التي تأكل الجيف، أو تأكل الأموات، أو ما إلى ذلك، فهذه فائدة الإعماق، وقد أورد النسائي حديث هشام بن عامر رضي الله تعالى عنه، أنهم شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كثر القتلى، وشهداء أحد رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وقال: إن الحفر لكل واحدٍ علينا شديد، يعني: يشق عليهم أن يحفروا لكل شخص قبراً يدفنونه فيه، فالنبي عليه الصلاة والسلام أمرهم أن يحفروا، وأن يعمقوا، وأن يجعلوا القبر يتسع لعدة أشخاص، بدل ما يحفرون قبراً لكل واحد، يحفرون قبراً واسعاً يعني: عميقا،ً ويجعلون فيه عدداً من الموتى، فقالوا: من نقدم؟ يعني: من الذي يقدم إلى جهة القبلة؟ فقال: أكثرهم قرآناً، والحديث يدل على إعماق القبر، وعلى أنه يجوز دفن عدد من الموتى عندما يكثر الموتى، ويحتاج الأمر إلى دفنهم جميعاً، فإن ذلك سائغ، وعند عدم الحاجة كما هو معلوم كل شخص يحفر له قبر.
ويدل أيضاً على أن من يكون أكثرهم أخذاً للقرآن وحفظاً للقرآن، فإنه يقدم على غيره إلى جهة القبلة، يكون مقدماً إلى جهة القبلة.

تراجم رجال إسناد حديث: (... احفروا وأعمقوا وأحسنوا ...)

قوله:
[أخبرنا محمد بن بشار].
هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة بدون واسطة.
[حدثنا إسحاق بن يوسف].
هو الأزرق، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سفيان].
هو ابن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، ثبت، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أيوب].
هو أيوب بن أبي تميمة السختياني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن حميد بن هلال].
هو حميد بن هلال العدوي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن هشام بن عامر].
رضي الله تعالى عنه، وهو أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.


ما يستحب من توسيع القبر


شرح حديث: (احفروا وأوسعوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر ...) من طريق أخرى

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يستحب من توسيع القبر. أخبرنا محمد بن معمر حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال: سمعت حميد بن هلال عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه قال: لما كان يوم أحد أصيب من أصيب من المسلمين، وأصاب الناس جراحات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احفروا، وأوسعوا، وادفنوا، الاثنين والثلاثة في القبر، وقدموا أكثرهم قرآنا)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: ما يستحب من توسيع القبر، وأورد فيه حديث هشام بن عامر رضي الله عنه، وهو مثل الذي قبل، إلا أنه هناك أورده من أجل الإعماق وهنا من أجل التوسيع من جهة طوله وعرضه، والإعماق، من جهة عمقه وقعره، والحديث هو نفس الحديث إلا أنه جاء من طريق أخرى، وهو دال على ما دل عليه، أو هو مثل الذي قبله، والدلالة في الجميع واحدة.

تراجم رجال إسناد حديث: (احفروا وأوسعوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر ...) من طريق أخرى

قوله:
[أخبرنا محمد بن معمر].
صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا وهب بن جرير].
هو وهب بن جرير بن حازم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبي].
هو جرير بن حازم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[سمعت حميد بن هلال].
وقد مر ذكره.
[عن سعد بن هشام بن عامر].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو هشام بن عامر، وقد مر ذكره.


وضع الثوب في اللحد


شرح حديث: (جعل تحت رسول الله حين دفن قطيفة حمراء)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [وضع الثوب في اللحد.أخبرنا إسماعيل بن مسعود عن يزيد وهو ابن زريع حدثنا شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (جعل تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دفن قطيفة حمراء)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب وضع الثوب في اللحد. يعني: تحت الميت، وقد أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أنه قال: وضع تحت النبي صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء، أي: وضعها الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، إلا أن هذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام؛ ولم يفعل مع أحدٍ سواه، ولهذا اعتبروها من خصائصه، وقد ذكر الذهبي في ترجمة عبد الله بن لهيعة جملة من الخصائص التي اختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الموت، ومنها هذه المسألة، وهي: وضع القطيفة تحته صلى الله عليه وسلم، ومنها: كون الصحابة صلوا عليه فرادى، وذكر جملة من الخصائص التي اختص بها صلى الله عليه وسلم المتعلقة بما جرى بعد موته صلى الله عليه وسلم، فهذه من خصائصه، فلا يوضع تحت الميت شيء في قبره، وإنما يوضع بأكفانه في لحده.

تراجم رجال إسناد حديث: (جعل تحت رسول الله حين دفن قطيفة حمراء)

قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].هو إسماعيل بن مسعود أبو مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن يزيد وهو: ابن زريع].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وكلمة: (هو ابن زريع) الذي قالها النسائي أو من دون النسائي يعني: ليس إسماعيل بن مسعود هو الذي قالها؛ لأن التلميذ لا يحتاج إلى أن يقول هو، بل ينسب شيخه كما يريد.
[حدثنا شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي جمرة].
هو نصر بن عمران الضبعي، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو ملازم لـعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقد جاء في حديث وفد عبد القيس في صحيح البخاري أن ابن عباس قال لـأبي جمرة: اجلس معي حتى تبلغ عني الناس، فهو أبو جمرة، وقد مر بنا في المصطلح أن هناك أبو جمرة، وأبو حمزة، وأن هناك عدداً يقال لهم: أبو حمزة يروون عن ابن عباس، وأبو جمرة بالجيم، والراء، وهو: نصر بن عمران الضبعي هو الذي يروي عن ابن عباس، وهو الذي لا ينسبه غالباً بخلاف غيره، مثل أبي حمزة فإنه ينسب، فيقال: أبو حمزة الفلاني، أو أبو حمزة بن فلان.
[عن ابن عباس].
وقد مر ذكره.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.04 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]