
07-06-2022, 07:14 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة :
|
|
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الجنائز
(346)
- باب ثواب من صلى على جنازة
لكثرة عدد المصلين على الجنازة مزية وفضل، فقد ورد في السنة أن من صلى عليه مائة يشفعون إلا شفعوا، وترغيباً في ذلك كان لمن صلى على الجنازة قيراط، أما من انتظرها حتى توضع في اللحد فله قيراطان.
فضل من صلى عليه مائة
شرح حديث: (ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل من صلى عليه مائة. أخبرنا سويد حدثنا عبد الله عن سلام بن أبي مطيع الدمشقي عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد رضيع عائشة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة يشفعون إلا شفعوا فيه، قال سلام: فحدثت به شعيب بن الحبحاب فقال: حدثني به أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم)].
يقول النسائي رحمه الله: باب فضل من صلى عليه مائة، سبق أن مر بنا في الأحاديث السابقة أن كثرة العدد فيه فائدة كبيرة للميت، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يجعل المصلين وراءه صفوفاً، ولو كان عددهم قليلاً.
وهنا في هذه الترجمة بيان أنه كلما زاد العدد فهو خير للمصلى عليه؛ لأن كل مصلٍ يدعو له، ويشفع له، ويسأل الله عز وجل له المغفرة، وهذا فيه فضل عظيم لمن حصل له ذلك، وهو كثرة الداعين له، والشافعين له، السائلين الله عز وجل له الرحمة والمغفرة.
وقد أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، وحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (ما من مسلم يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة إلا شفعوا فيه)؛ لأنهم داعون وشافعون، ومعناه: أنه يستجاب دعاؤهم وتقبل شفاعتهم، وهذا يدلنا على فضل كثرة العدد في الصلاة على الميت وعلى الجنازة؛ ولأن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بذلك في هذا الحديث أنه (ما من مسلم يصلي عليه أمة من الناس يبلغون مائة يشفعون إلا شفعوا)، يشفعون أي: يدعون له، ويطلبون من الله عز وجل له الرحمة والمغفرة إلا شفعوا فيه، أي: إلا قبلت شفاعتهم، هذا الحديث روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ورواه أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.
تراجم رجال إسناد حديث: (ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة ...)
قوله:
[أخبرنا سويد].
هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[عن عبد الله].
هو ابن المبارك المروزي، وهو ثقة، ثبت، جواد، عابد، مجاهد، قال عنه الحافظ في التقريب: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سلام بن أبي مطيع].
هو: سلام بن أبي مطيع الدمشقي، وهو ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود في المسائل، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن أيوب].
هو ابن أبي تميمة السختياني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي قلابة].
هو عبد الله بن زيد الجرمي مشهور بلقبه أبي قلابة، وهو ثقة يرسل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن يزيد رضيع عائشة].
ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أم المؤمنين عائشة].
هي الصديقة بنت الصديق رضي الله تعالى عنها وأرضاها، التي أنزل الله عز وجل براءتها مما رميت به من الإفك في آيات تتلى في سورة النور، وهي من أوعية السنة، وحفظة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا سيما الأمور المتعلقة بالبيوت والتي تجري بين الرجل وأهل بيته، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم ستة رجال وامرأة واحدة، والستة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأبو سعيد وأنس، والسابعة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
ثم ذكر النسائي أن سلام بن أبي مطيع ذكر ذلك لـشعيب بن الحبحاب، وسلام بن أبي مطيع حدثه أيوب، قال: فذكرت ذلك لـشعيب بن الحبحاب فقال: حدثني به أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا طريق آخر، وهو أعلى من الطريق السابقة؛ لأن الطريق السابقة بعد سلام بن أبي مطيع أيوب، وبعد أيوب أبي قلابة، وبعد أبي قلابة عبد الله بن يزيد، ثم عائشة، أما من هذه الطريق فإن سلام بن أبي مطيع يروي عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتلك الطريق الثانية عالية، وأما الطريق السابقة فإنها نازلة؛ لأن سلام بن أبي مطيع بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام في الطريق الثانية شعيب وأنس، أما في الطريق الأولى فبين سلام بن أبي مطيع ورسول الله صلى الله عليه وسلم أيوب بن أبي تميمة السخسياني، وأبو قلابة، وعبد الله بن يزيد، وعائشة أربعة أشخاص، والطريق الثانية شخصان فهي عالية بالنسبة للطريق الأولى، وشعيب بن الحبحاب ثقة، أخرج حديث شعيب بن الحبحاب أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[عن أنس بن مالك].
صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام وخادمه الذي خدمه عشر سنوات، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذين مر ذكرهم آنفاً رضي الله عنهم.
حديث: (لا يموت أحد من المسلمين فيصلي عليه أمة من الناس فيبلغوا أن يكونوا مائة ...) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن زرارة أنبأنا إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد رضيع لـعائشة رضي الله تعالى عنها عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يموت أحد من المسلمين فيصلي عليه أمة من الناس، فيبلغوا أن يكونوا مائة فيشفعوا إلا شفعوا فيه)].أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى، وهي مثل الطريق السابقة، ومؤداها هو مؤداها.
قوله: [أخبرنا عمرو بن زرارة].
هو النيسابوري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والنسائي.
[أنبأنا إسماعيل].
هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المشهور بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة].
وهؤلاء مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
شرح حديث: (ما من ميت يصلوا عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن سواء أبو الخطاب حدثنا أبو بكار الحكم بن فروخ قال: (صلى بنا أبو المليح على جنازة فظننا أنه قد كبر، فأقبل علينا بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم ولتحسن شفاعتكم، قال أبو المليح: حدثني عبد الله، وهو: ابن سليط عن إحدى أمهات المؤمنين، وهي: ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه، فسألت أبا المليح عن الأمة فقال: أربعون)].أورد النسائي حديث ميمونة رضي الله عنها وأرضاها، وهو مثل الذي قبله في حديث عائشة، إلا أنه ليس فيه التنصيص على أن الأمة تبلغ مائة وإنما ذكر الحديث وفيه ذكر الأمة مطلقاً ليس محدداً بعدد، قال: وسألت أبا المليح عن الأمة فقال: هي أربعون، وهذا التفسير فسر هذا العدد به أبو المليح، والحديث السابق من الطريقين السابقتين فيه ذكر الأمة، وأنها مائة.
تراجم رجال إسناد حديث: (ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه)
قوله:
[أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].
هو ابن مخلد بن راهوية الحنظلي، وهو ثقة، ثبت، فقيه، مجتهد وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[عن محمد بن سواء أبو الخطاب].
صدوق، رمي بالقدر، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة كلهم إلا أن أبا داود أخرج له في كتاب الناسخ والمنسوخ.
[عن أبي بكار الحكم بن فروخ].
ثقة، أخرج له النسائي وحده.
[قال صلى بنا أبو المليح].
وأبو المليح قيل: إن اسمه عامر بن أسامة، وهو مشهور بكنيته أبو المليح وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله، وهو: ابن سليط].
مقبول أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن أم المؤمنين ميمونة].
هي بنت الحارث الهلالية رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.
ثواب من صلى على جنازة
شرح حديث: (من صلى على جنازة فله قيراط ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ثواب من صلى على جنازة.أخبرنا نوح بن حبيب حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى على جنازة فله قيراط، ومن انتظرها حتى توضع في اللحد فله قيراطان، والقيراطان مثل الجبلين العظيمين)].
أورد النسائي رحمه الله، ثواب من صلى على جنازة، فلما ذكر النسائي في الترجمة السابقة أنه كلما كثر المصلون على الجنازة، فإنه يكون خيراً لها وأفضل، ذكر ثواب من صلى على الجنازة، وأن أي واحد يصلي على الجنازة، فله هذا الأجر وهذا الثواب من الله عز وجل.
وقد أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من صلى على جنازة فله قيراط، ومن تبعها حتى توضع باللحد فله قيراطان) أي: مع القيراط الأول، يعني: من صلى عليها له قيراط، ومن تبعها فله قيراط فيكون المجموع قيراطان، هذا هو المقصود بذكر القيراطين الذي في الآخر، أي: قيراط مضموم مع القيراط الأول، فيكون له عن العملين، وهما الصلاة واتباعها حتى توضع في اللحد، أي: حتى تدفن قيراطان، قيل: وما القيراطان يا رسول الله، قال: (مثل الجبلين العظيمين)، وهذا يدلنا على فضل الصلاة على الجنازة، وأن في ذلك الثواب العظيم، والثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى، وهو أنه إن صلى على الجنازة فقط فله مثل الجبل العظيم، وإن فعل مع الصلاة اتباعها حتى تدفن، فله قيراط مثل الجبل العظيم، فيكون له على العملين قيراطان، والقيراطان هما مثل الجبلين العظيمين.
تراجم رجال إسناد حديث: (من صلى على جنازة فله قيراط ...)
قوله:
[أخبرنا نوح بن حبيب].
ثقة، سني، أخرج له أبو داود، والنسائي.
[حدثنا عبد الرزاق].
هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وهو ثقة، حافظ، مصنف، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي البصري نزيل اليمن، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه، مكثر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من صغار التابعين الذين أدركوا صغار الصحابة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن المسيب].
هو سعيد بن المسيب المدني ، وهو ثقة، فقيه، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين وهم: سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت هؤلاء الستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، أما السابع ففيه ثلاثة أقوال: قيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
[عن أبي هريرة].
هو أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه الكرام، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق.
حديث: (من شهد جنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ...) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال: أنبأنا عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد جنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان يا رسول الله، قال: مثل الجبلين العظيمين)].ثم أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى وهو مثل الذي قبله.
قوله: [أخبرنا سويد].
هو سويد بن نصر، وقد مر ذكره.
[أخبرنا عبد الله].
هو عبد الله بن المبارك، وقد مر ذكره قريباً.
[عن يونس].
هو يونس بن يزيد الأيلي المصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
وقد مر ذكره.
[أنبأنا عبد الرحمن الأعرج].
هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني لقبه الأعرج، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
وقد مر ذكره.
شرح حديث: (من تبع جنازة رجل مسلم احتساباً ...) من طريق ثالثة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من تبع جنازة رجل مسلم احتساباً فصلى عليها ودفنها، فله قيراطان، ومن صلى عليها، ثم رجع قبل أن تدفن، فإنه يرجع بقيراط من الأجر)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وفيه تفصيل ما تقدم من أن ذكر القيراطين في الآخر إنما هو لمجموع الصلاة والدفن، ولهذا جاء هنا ذكر ذلك مجملاً كقوله: (من صلى عليها وتبعها حتى تدفن، فإن له قيراطين، ومن رجع من الصلاة عليها فله قيراط واحد) معناه: له على الصلاة قيراط، وله على الدفن قيراط آخر، فالقيراطان هما مجموع ما للصلاة، وما للدفن.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|