
28-05-2022, 08:13 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,262
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثانى
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الْبَقَرَة(123)
الحلقة (137)
صــ 266إلى صــ 270
ومعنى قوله : ( إلا يظنون ) : إلا يشكون ، ولا يعلمون حقيقته وصحته . و " الظن " - في هذا الموضع - الشك . [ ص: 266 ] فمعنى الآية : ومنهم من لا يكتب ولا يخط ولا يعلم كتاب الله ولا يدري ما فيه ، إلا تخرصا وتقولا على الله الباطل ، ظنا منه أنه محق في تخرصه وتقوله الباطل .
وإنما وصفهم الله تعالى ذكره بأنهم في تخرصهم على ظن أنهم محقون وهم مبطلون ، لأنهم كانوا قد سمعوا من رؤسائهم وأحبارهم أمورا حسبوها من كتاب الله ، ولم تكن من كتاب الله ، فوصفهم جل ثناؤه بأنهم يتركون التصديق بالذي يوقنون به أنه من عند الله مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتبعون ما هم فيه شاكون ، وفي حقيقته مرتابون ، مما أخبرهم به كبراؤهم ورؤساؤهم وأحبارهم عنادا منهم لله ولرسوله ، ومخالفة منهم لأمر الله ، واغترارا منهم بإمهال الله إياهم . وبنحو ما قلنا في تأويل قوله : ( وإن هم إلا يظنون ) ، قال فيه المتأولون من السلف :
1374 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( وإن هم إلا يظنون ) إلا يكذبون .
1375 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .
1376 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد مثله .
1377 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال ، حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون ) ، أي لا يعلمون ولا يدرون ما فيه ، وهم يجحدون نبوتك بالظن .
1378 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( وإن هم إلا يظنون ) ، قال : يظنون الظنون بغير الحق .
1379 - حدثني المثنى قال ، حدثنا آدم قال ، حدثنا أبو جعفر ، عن [ ص: 267 ] الربيع ، عن أبي العالية قال : يظنون الظنون بغير الحق .
1380 - حدثت عن عمار قال ، حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع مثله .
القول في تأويل قوله تعالى ( فويل )
قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( فويل ) . فقال بعضهم بما : -
1381 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا عثمان بن سعيد ، عن بشر بن عمارة ، عن أبي روق عن الضحاك ، عن ابن عباس ( فويل ) ، يقول : فالعذاب عليهم .
وقال آخرون بما : -
1382 - حدثنا به ابن بشار قال ، حدثنا ابن مهدي قال ، حدثنا سفيان ، عن زياد بن فياض قال : سمعت أبا عياض يقول : الويل : ما يسيل من صديد في أصل جهنم .
1383 - حدثنا بشر بن أبان الحطاب قال ، حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن زياد بن فياض ، عن أبي عياض في قوله : ( فويل ) ، قال : صهريج في أصل جهنم ، يسيل فيه صديدهم . [ ص: 268 ] 1384 - حدثنا علي بن سهل الرملي قال ، حدثنا زيد بن أبي الزرقاء قال ، حدثنا سفيان عن زياد بن فياض ، عن أبي عياض قال : الويل ، واد من صديد في جهنم .
1385 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا مهران ، عن شقيق قال : ( ويل ) ، ما يسيل من صديد في أصل جهنم .
وقال آخرون بما : -
1386 - حدثنا به المثنى قال ، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن صالح التستري . قال ، حدثنا علي بن جرير ، عن حماد بن سلمة بن عبد الحميد بن جعفر ، عن كنانة العدوي ، عن عثمان بن عفان ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الويل جبل في النار " . [ ص: 269 ] 1387 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، حدثني عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ويل " واد في جهنم ، يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ إلى قعره " .
قال أبو جعفر : فمعنى الآية - على ما روي عمن ذكرت قوله في تأويل ( ويل ) - : فالعذاب الذي هو شرب صديد أهل جهنم في أسفل الجحيم لليهود الذين يكتبون الباطل بأيديهم ، ثم يقولون : هذا من عند الله .
[ ص: 270 ] القول في تأويل قوله تعالى ( للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا )
قال أبو جعفر : يعني بذلك الذين حرفوا كتاب الله من يهود بني إسرائيل ، وكتبوا كتابا على ما تأولوه من تأويلاتهم ، مخالفا لما أنزل الله على نبيه موسى صلى الله عليه وسلم ، ثم باعوه من قوم لا علم لهم بها ، ولا بما في التوراة ، جهال بما في كتب الله - لطلب عرض من الدنيا خسيس ، فقال الله لهم : ( فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) ، كما : -
1388 - حدثني موسى قال ، حدثنا عمرو قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ) ، قال : كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم ، يبيعونه من العرب ، ويحدثونهم أنه من عند الله ، ليأخذوا به ثمنا قليلا .
1389 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا عثمان بن سعيد قال ، حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : الأميون قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله ، ولا كتابا أنزله الله ، فكتبوا كتابا بأيديهم ، ثم قالوا لقوم سفلة جهال : هذا من عند الله " ليشتروا به ثمنا قليلا " . قال : عرضا من عرض الدنيا .
1390 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : ( للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ) ، قال : هؤلاء الذين عرفوا أنه من عند الله ، يحرفونه .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|