عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25-05-2022, 11:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,156
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المحرر في أسباب نزول القرآن ___ متجدد



المحرر في أسباب نزول القرآن
المؤلف: خالد بن سليمان المزيني
المجلد الاول

سورة آل عمران
من صــ 335 الى صـ 339
الحلقة (63)

أولا: لما تبين من لا اعتلال إسناده وضعفه.

ثانيا: أن سياق الآيات لا يعين على ذلك لأن الله يتحدث عن هؤلاء الشهداء بصيغة الجمع فقال: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون (169) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (170) يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين (171). وهذا يصدق على الجماعة دون الواحد، فضمائر الجمع كثيرة في الآيات المتقدمة مما يبعد إرادة الواحد.
أما حديث ابن عباس: فهو وإن كان فيه انقطاع بين أبي الزبير وابن عباس إلا أنه مؤيد بما روى مسلم عن ابن مسعود - رضي الله عنه - وبما روى عبد الرزاق بإسناد صحيح إلى ابن عباس موقوفا عليه.
وسياق الآيات يدل على ذلك فإن الشهداء في حديث ابن عباس قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ... ) مرغبا لهم في الجهاد مبينا لهم عاقبته وأثره مخبرا لهم عن حياة وسعادة من ماتوا عليه، بخلاف حديث عبد الله بن حرام الذي ليس فيه إلا سؤاله أن يعيده الله ثانية لأجل الجهاد، على أن هذا لا يمنع أن يكون عبد الله بن حرام أحد الشهداء الذين نزلت فيهم الآية بل هو منهم - رضي الله عنهم - جميعا.
* النتيجة:
أن حديث جابر - رضي الله عنه - ليس سببا لنزول الآية لما في سنده من الضعف وعدم موافقته لسياق الآيات، أما حديث ابن عباس فهو وإن تكلم في سنده إلا أن له شواهد تجبره ومع هذا فلفظ الآيات يوافقه وأقوال المفسرين تؤيده والله أعلم.
* * * * *

38 - قال الله تعالى: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172)
* سبب النزول:

1 - أخرج النسائي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما انصرف المشركون عن أحد وبلغوا. الروحاء قالوا لا محمدا قتلتموه ولا الكواعب أردفتم وبئس ما صنعتم ارجعوا، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فندب الناس، فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد وبئر أبي عتبة فأنزل الله تعالى: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) وقد كان أبو سفيان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فلم يجدوا بها أحدا وتسوقوا فأنزل الله تعالىفانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء).
2 - وأخرج البخاري عن عائشة - رضي الله عنها -: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم). قالت لعروة: يا ابن أختي، كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر، لما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب يوم أحد، وانصرف عنه المشركون، خاف أن يرجعوا، قال: (من يذهب في إثرهم) فانتدب منهم سبعون رجلا، قال: كان فيهم أبو بكر والزبير.

* دراسة السبب:

هكذا جاء في سبب نزول الآية وقد أورد المفسرون ما تقدم وجعلوه سبب نزولها منهم الطبري والبغوي وابن عطية والقرطبي وابن كثير وغيرهم، وحجتهم في ذلك حديث عائشة - رضي الله عنها - المتقدم عند البخاري.
قال الطبري: (إنما عنى الله تعالى ذكره بذلك الذين اتبعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حمراء الأسد في طلب العدو أبي سفيان ومن كان معه من مشركي قريش منصرفهم عن أحد وذلك أن أبا سفيان لما انصرف عن أحد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أثره حتى بلغ حمراء الأسد وهي على ثمانية أميال من المدينة ليرى الناس أن به وأصحابه قوة على عدوهم). اهـ.
وقال ابن عطية: (والمستجيبون لله والرسول هم الذين خرجوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حمراء الأسد في طلب قريش وانتظارهم لهم وذلك أنه لما كان في يوم الأحد وهو الثاني من يوم أحد نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس باتباع المشركين وقال: لا يخرج معنا إلا من شاهدنا بالأمس وكانت بالناس جراحة وقرح عظيم ولكن تجلدوا ... إلى أن قال فأنزل الله تعالى في شأن أولئك المستجيبين هذه الآية ومدحهم لصبرهم) اهـ بتصرف.
ومما يؤيد القول بأنها نزلت في هذه القصة قول الحافظ ابن حجر - رحمه الله - عند شرحه لحديث عائشة حيث قال: (قوله باب: (الذين استجابوا لله والرسول) أي سبب نزولها وأنها تتعلق بأحد) اهـ.
أما ما أخرجه النسائي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - فقد تقدم أن الصحيح فيه أنه من مرسل عكرمة لكنه يعتضد ويقوى بحديث عائشة.
وإذا نظرت في حديث عائشة وصحة سنده وضممت إليه حديث ابن عباس وما فيه من التصريح بنزول الآية وجمعت الحديثين إلى سياق القرآن تبين لك أن سبب نزولها ما جرى من استجابة الصحابة لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في اتباع المشركين من بعد ما أصابهم القرح وعلى هذا جرى المفسرون.
أما سبب نزول قوله تعالى: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء .. ) الآية فستأتي دراسته إن شاء الله تعالى في النص الذي يليه.
* النتيجة:
أن سبب نزول الآية الكريمة ثناء الله سبحانه على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أجابوه لما ندبهم للحاق المشركين مع ما فيهم من الجراح والآلام إظهارا للجلد والقوة وإرهابا لأعداء الله وذلك لدلالة سياق القرآن، واتفاق المفسرين، مع ما في الحديثين مجتمعين من صحة السند والتصريح بالنزول والله أعلم.
* * * * *

39 - قال الله تعالى: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (174)
* سبب النزول:

أخرج النسائي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما انصرف المشركون عن أحد وبلغوا الروحاء قالوا: لا محمدا قتلتموه ولا الكواعب أردفتم وبئس ما صنعتم، ارجعوا فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد وبنو أبي عتبة فأنزل الله تعالى: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) وقد كان أبو سفيان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع، فأخذ أهبة القتال والتجارة فلم يجدوا بها أحدا وتسوقوا فأنزل الله تعالى: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء).

* دراسة السبب:

هكذا جاء عن عكرمة في سبب نزول قوله تعالى: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل) .. الآية وبهذا قال مجاهد أيضا، لكن هذا مخالف لقول جمهور المفسرين وغيرهم من العلماء ولهذا قال ابن عطية: (وشذ مجاهد - رحمه الله - فقال: إن هذه الآية من قوله: (الذين قال لهم الناس) إلى قوله (فضل عظيم) إنما نزلت في خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر الصغرى، وذلك أنه خرج لميعاد أبي سفيان في أحد إذ قال: موعدنا بدر من العام المقبل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قولوا: نعم. فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل بدر وكان بها سوق عظيم، فأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه دراهم وقرب من بدر فجاءه نعيم بن مسعود الأشجعي فأخبره أن قريشا قد اجتمعت وأقبلت لحربه هي ومن انضاف إليها، فأشفق المسلمون من ذلك لكنهم قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وصمموا حتى أتوا بدرا فلم يجدوا عدوا ووجدوا السوق فاشتروا بدراهمهم أدما وتجارة وانقلبوا ولم يلقوا كيدا وربحوا في تجارتهم فذلك قوله تعالى: (بنعمة من الله وفضل) أي فضل في تلك التجارة، والصواب ما قاله الجمهور أن هذه الآية نزلت في غزوة حمراء الأسد) اهـ.
وقال القرطبي: (وشذ مجاهد وعكرمة رحمهما الله تعالى فقالا: إن هذه الآية من قوله: (الذين قال لهم الناس) إلى قوله (عظيم) إنما نزلت في خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر الصغرى) ثم ذكر ما تقدم عن ابن عطية.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.29 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]