
25-05-2022, 11:36 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة :
|
|
رد: البحث التفسيري :سورة البقرة آية :19 -20
البحث التفسيري :سورة البقرة آية :19 -20
هيا أبو داهوم
المسائل التفسيرية في قول الله تعالى:{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}
سبب نزول قوله تعالى : {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَأَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19 )}:
كان رجلان من المنافقين من أهل المدينة هربا من رسول الله إلى المشركين فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله فيه رعد شديد وصواعق وبرق، فجعلا كلما أصابهما الصواعق جعلا أصابعهما في آذنهما من الفرق أن تدخل الصواعق في مسامعهما فتقتلهما، وإذا لمع البرق مشيا إلى ضوئه، وإذا لم يلمع لم يبصرا، قاما مكانهما لا يمشيان، فجعلا يقولان: يا ليتنا قد أصبحنا فنأتي محمدا فنضع أيدينا في يده، فأصبحا فأتياه فأسلما ووضعا أيديهما في يده وحسن إسلامهما.
فضرب الله شأن هدين المنافقين الخارجين مثلا للمنافقين الذين بالمدينة، وكان المنافقون إذا حضروا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم جعلوا أصابعهم في آذانهم فرقا من كلام رسول الله أن ينزل فيه شيء أو يذكروا بشيء فيقتلوا، كما كان ذانك المنافقان الخارجان يجعلان أصابعهما في أذنهما {كلما أضاء لهم مشوا فيه } فإذا كثرت أموالهم وولدهم وأصابوا غنيمة أو فتحا مشوا فيه، وقالوا: إن دين محمد صلى الله عليه وسلم حينئذ صدق واستقاموا عليه كما كان ذانك المنافقان يمشيان إذا أضاء لهما البرق {وإذا اظلم عليهم قاموا } فكانوا إذا هلكت أموالهم وولدهم وأصابهم البلاء قالوا: هذا من أجل دين محمد فارتدوا كفارا، كما قال ذانك المنافقان حين أظلم البرق عليهما . ذكره السيوطي مفصلا واختصره ابن حجر العسقلاني.
المقصود بالصيب :
الصيب وهو كل نازل من علو إلى أسفل، وفيه قولان :
1) قيل :هو المطر ،وذكر ذلك التيمي والزجاج والرازي وابن كثير نقلا عن جماعة من الصحابة والتابعين .
2) وقيل: هو السحاب ، وذكر ذلك الرازي وابن كثير نقلا عن الضحاك .
الراجح : رجح ابن كثير أن الأشهر هو المطر نزل من السماء .
معنى قوله :{ فيه ظلمات} .
قيل فيه أقوال :
1)الابتلاء .ذكره الرازي والسيوطي .
2)الكفر . ذكره الرازي
3)الشكوك والكفر والنفاق . ذكر ذلك السيوطي .
4)الضلالة . ذكره الرازي
الأقوال في المقصود بالرعد :
اختلف العلماء في تأويل الرعد :
1) قيل :هو ما أتى القرآن من التخويف .وذكر ذلك الفراء والرازي .
2) وقيل : هو ملك يسوق السحاب ويزجر السحاب بهذا الصوت المسموع .ذكره الرازي والطبري وابن عطية .
3) وقيل : الرعد هو اسم الصوت المسموع .ذكره ابن عطية .
4) وقيل : هو الريح . ذكره ابن عطية
5) وقيل هو اصطكاك أجرام السحاب .ذكره ابن عطية .
6) وقيل هوملك والصوت تسبيحه .ذكره ابن عطية
7) وقيل هو ما يزعج القلوب من الخوف . وذكره ابن كثير .
قول أكثر العلماء : أن الرعد ملك وذلك صوته يسبح ويزجر السحاب .
الأقوال في المقصود بالبرق .
اختلفوا في البرق :
1) قيل البرق : ماء .وذكر ذلك الرازي وابن عطية ، وقال عنه ابن عطية أنه قول ضعيف .
2) وقيل : مخاريق الملائكة ،ومصع ملك يسوق السحاب وتصفيق ملك البرد، وسوط بيد الملك يزجي بها السحاب .وذكر ذلك الرازي و ابن عطية.
3) وقيل :البرق نور الإيمان . وذكره ذلك الرازي وابن كثير .
المقصود بالصواعق :
قيل فيه أقوال :
1) مخاريق يزجر بها السحاب . وذكر ذلك الرازي وابن عطية
2) نار تنزل من السماء وقت الرعد الشديد .وذكر ذلك ابن عطية وابن كثير .
3) وقيل هي قطعة من النار إنها ماء تخرج من فم الملك عند غضبه .وذكر ذلك ابن عطية .
تأويل قوله ( حذر الموت ) :
أي الحذر من القتل . وذكر ذلك الرازي .
معنى قوله {محيط بالكافرين } :
ذُكِر فيه تأويلات تدل على أنه مُحِل العقوبة بالكافرين يوم القيامة بعد أن يجمعهم ،وتدل على قدرته :
1) يعني جامعهم فمحل بهم العقوبة .ذكر ذلك الرازي والطبري
2) منزل ذلك بهم نقمة .
3) محيط بعقابه وأخذه . وذكره ابن عطية .
4) محيط بقدرته . وذكره ابن كثير .
المقصد من هذا المثل :
هو مثل ضربه الله للمنافقين . وذكر ذلك الزجاج وابن عطية وابن كثير
فقال جمهورالمفسرين: «مثل الله تعالى القرآن بالصيب لما فيه من الإشكال عليهم. والعمى: هوالظلمات، وما فيه من الوعيد والزجر هو الرعد، وما فيه من النور والحجج الباهرة التيتكاد أن تبهرهم هو البرق وتخوفهم وروعهم وحذرهم هو جعل أصابعهم في آذانهم، وفضحنفاقهم، واشتهار كفرهم، وتكاليف الشرع التي يكرهونها من الجهاد والزكاة ونحوه هي الصواعق)ذكره ابن عطية
قال القاضي أبومحمد رحمه الله: وهذا كله صحيح بين.
معنى المثل :
قال أبو جعفرٍ: وهذه الأخبار الّتي ذكرنا عمّن روّيناها عنه، فإنّها وإن اختلفتفيها ألفاظ قائليها متقاربات المعاني لأنّها جميعًا تنبئ عن أنّ اللّه ضرب الصّيّبلظاهر إيمان المنافق مثلاً ومثّل ما فيه من ظلماتٍ بضلالته، وما فيه من ضياء برقٍبنور إيمانه، واتّقاءه من الصّواعق بتصيير أصابعه في أذنيه لضعف جنانه ونخب فؤادهمن حلول عقوبة اللّه بساحته، ومشيه في ضوء البرق باستقامته على نور إيمانه، وقيامهفي الظّلام بحيرته في ضلالته وارتكاسه في عمهه.
معنى قوله يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم ...) آية 19.
1) كلما سمع المنافقون القرآن وظهرت لهم الحجج أنسوا ومشوا معه، فإذا نزل من القرآن مايعمون فيه ويضلون به أو يكلفونه قاموا أي ثبتوا على نفاقهم.
2) كلما صلحت أحوالهم في زروعهم ومواشيهم وتوالت عليهم النعم قالوا دين محمد دين مبارك. وإذا نزلت بهم مصيبة أو أصابتهم شدة سخطوه وثبتوا في نفاقهم.
3) كلما خفي عليكم نفاقهم وظهر لكم منهم الإيمان مشوا فيه، فإذا افتضحوا عندكم قاموا،ووحد السمع لأنه مصدر يقع للواحد والجمع.
معنى قوله : {يكاد البرق يخطف أبصارهم }:
تتضمن المعاني الآتية :
1) تكاد حجج القرآن وبراهينه وآياته الساطعة تبهرهم.ذكره ابن عطية
2) أي: لشدّته وقوّته في نفسه،وضعف بصائرهم، وعدم ثباتها للإيمان، يكاد محكم القرآن يدلّ على عورات المنافقين. ذكره ابن كثير .
معنى الخطف :
هو السلب والانتزاع بسرعة .
- الخطف:السّلب. ذكر ذلك الطبري .
- والخطف الانتزاع بسرعة. ذكره ابن عطية .
المقصود بالبرق :
يعني بالبرق: الإقرار الّذي أظهروه بألسنتهم باللّه وبرسوله وما جاء به من عند ربّهم .من قول الطبري .
سبب تخصيص السمع والأبصار:
وخص الأسماع والأبصار لتقدم ذكرها في الآية. ذكر ذلك الطبري -بنفس المعنى- وابن عطية .
معنى قوله: {كلّما أضاء لهم مشوا فيه } :
تتضمن المعاني الآتية :
- كلّما رأوا في الإيمان ما يعجبهم في عاجل دنياهم على ما وصفنا، ثبتوا عليه وأقاموافيه، كما يمشي السّائر في ظلمة اللّيل وظلمة الصّيّب الّذي وصفه جلّ ثناؤه، إذابرقت فيها بارقةٌ أبصر طريقه فيها.ذكره الطبري .
- أي كلّما ظهر لهم من الإيمان شيءٌ استأنسوا به واتّبعوه، وتارةً تعرض لهم الشّكوك أظلمت قلوبهم فوقفواحائرين.ذكره ابن كثير
معنى قوله : { وإذا أظلم قاموا } .
وقاموا معناه ثبتوا. ذكره ابن عطية .
لماذا ذكر الله قوله {ولو شاء اللّه لذهب بسمعهم وأبصارهم }؟
لما تركوا من الحقّ بعدمعرفته. وذكره ابن كثير
معنى قوله: {ولو شاء الله لأذهب أسماعهم وأبصارهم } :
ويشبه هذا المعنى في حال المنافقين أن الله لو شاء لأوقع بهم ما يتخوفونه من الزجر والوعيد أو لفضحهم عندالمؤمنين وسلط المؤمنين عليهم، وبكل مذهب من هذين قال قوم. ذكره ابن عطية.
معنى قوله: {إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ }:
أي إنّ اللّه على كلّ ما أراد بعباده من نقمةٍ، أو عفوٍ، قديرٌ.ذكره ابن كثير .
مدلول قوله تعالى : {على كلّ شيءٍ }.
لفظه العموم ومعناه عندالمتكلمين على كل شيء يجوز وصفه تعالى بالقدرة عليه. ذكره ابن عطية .
معنى قوله {قديرٌ } :
بمعنى قادر، وفيه مبالغة. ذكره ابن عطية
سبب تخصيص القدرة بالذكر .
وخص هنا صفته التي هي القدرةبالذكر لأنه قد تقدم ذكر فعل مضمنه الوعيد والإخافة، فكان ذكر القدرة مناسبالذلك. ذكره ابن عطية وبنفس المعنى ذكر الطبري .
-----------------
الحمد لله أن يسر لي البحث .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|