عرض مشاركة واحدة
  #138  
قديم 14-05-2022, 12:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,114
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(138)



الإنفاق سنة كونية

إن جذور الإنفاق ودوافعه ترجع إلى الفطرة الإنسانية السوية التي أودعها الله في نفس الإنسان، المسلم وغير المسلم، فقد عرفت العرب قبل الإسلام بالإنفاق على المساكين والضعفاء، وإكرام الضيف، واشتهرت فيهم شخصيات في هذا المجال كحاتم الطائي وغيره، وهذا يعني أن الفطرة السليمة هي التي تدفع صاحبها للإنفاق على الآخرين. لذا فإن المنفق حين ينفق ويكرم على من حوله، يشعر بسعادة وراحة، لأن الجانب الإيجابي في نفسه يغلب على الجانب السلبي، وهي أصل الفطرة التي فطر الناس عليها، أما إذا خالف الإنسان هذه الفطرة، واستأثر البخل والشح، فإنه يحرم من هذه السعادة في نفسه، كما يحرم ودّ الناس وثناءهم ودعاءهم.

هذا بالنسبة إلى الإنسان، أما إذا أُمعن النظر في سائر المخلوقات والأشياء في هذا الكون، فإن هناك إشارات كونية واضحة على حقيقة الإنفاق وعلاقتها بالحياة، ومدى تأثيرها على الكائنات المحيطة الأخرى، فالأرض مثلاً تخرج الطيبات المختلفة بأمر الله حين تلقى بركات السماء من الأمطار والهواء والشمس، يقول تبارك وتعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}(1)،وحين تحرم هذه البركات يصيبها القحط والجفاف، ويصيب الناس الفقر والجوع.

وكذلك الحال بالنسبة للدواب والطيور، فإنها تنطلق كل صباح سعيًا وراء رزقها من أجل بقائها وإطعام صغارها، وكلها أسرار وآيات في كون الله تبارك وتعالى.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

(1) [الحج:5]






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.86 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]