عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-05-2022, 09:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد



تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثانى
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الْبَقَرَة(98)
الحلقة (112)
صــ 141إلى صــ 145


وهم جماع ، واحدهم " نبي " ، غير مهموز ، وأصله الهمز ، لأنه من " أنبأ عن الله فهو ينبئ عنه إنباء " ، وإنما الاسم منه ، " منبئ " ولكنه صرف وهو " مفعل " إلى " فعيل " ، كما صرف " سميع " إلى " فعيل " من " مسمع " ، و" بصير " من " مبصر " ، وأشباه ذلك ، وأبدل مكان الهمزة من " النبيء " الياء ، فقيل : " نبي " . هذا ويجمع " النبي " أيضا على " أنبياء " ، وإنما جمعوه كذلك ، لإلحاقهم " النبيء " ، بإبدال الهمزة منه ياء ، بالنعوت التي تأتي على تقدير " فعيل " من ذوات الياء والواو . وذلك أنهم إذا جمعوا ما كان من النعوت على تقدير " فعيل " من ذوات الياء والواو ، جمعوه على " أفعلاء " كقولهم : " ولي وأولياء " ، و" وصي وأوصياء " [ ص: 141 ] ، و" دعي وأدعياء " . ولو جمعوه على أصله الذي هو أصله ، وعلى أن الواحد " نبيء " مهموز ، لجمعوه على " فعلاء " ، فقيل لهم " النبآء " ، على مثال " النبهاء " ، لأن ذلك جمع ما كان على فعيل من غير ذوات الياء والواو من النعوت ، كجمعهم الشريك شركاء ، والعليم علماء ، والحكيم حكماء ، وما أشبه ذلك . وقد حكي سماعا من العرب في جمع " النبي " " النبآء " ، وذلك من لغة الذين يهمزون " النبيء " ، ثم يجمعونه على " النبآء " - على ما قد بينت . ومن ذلك قول عباس بن مرداس في مدح النبي صلى الله عليه وسلم .


يا خاتم النبآء إنك مرسل بالخير كل هدى السبيل هداكا
فقال : " يا خاتم النبآء " ، على أن واحدهم " نبيء " مهموز . وقد قال بعضهم : " النبي " و" النبوة " غير مهموز ، لأنهما مأخوذان من " النبوة " ، وهي مثل " النجوة " ، وهو المكان المرتفع ، وكان يقول : إن أصل " النبي " الطريق ، ويستشهد على ذلك ببيت القطامي :


لما وردن نبيا واستتب بها مسحنفر كخطوط السيح منسحل
[ ص: 142 ] يقول : إنما سمى الطريق " نبيا " ، لأنه ظاهر مستبين ، من " النبوة " . ويقول : لم أسمع أحدا يهمز " النبي " . قال . وقد ذكرنا ما في ذلك ، وبينا ما فيه الكفاية إن شاء الله .

ويعني بقوله : ( ويقتلون النبيين بغير الحق ) ، أنهم كانوا يقتلون رسل الله ، بغير إذن الله لهم بقتلهم ، منكرين رسالتهم ، جاحدين نبوتهم .
القول في تأويل قوله تعالى ذكره ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ( 61 ) )

وقوله : ( ذلك ) ، رد على " ذلك " الأولى . ومعنى الكلام : وضربت عليهم الذلة والمسكنة ، وباؤوا بغضب من الله من أجل كفرهم بآيات الله ، وقتلهم النبيين بغير الحق ، من أجل عصيانهم ربهم ، واعتدائهم حدوده ، فقال جل ثناؤه . ( ذلك بما عصوا ) ، والمعنى : ذلك بعصيانهم وكفرهم معتدين .

و" الاعتداء " ، تجاوز الحد الذي حده الله لعباده إلى غيره . وكل متجاوز حد شيء إلى غيره فقد تعداه إلى ما جاوز إليه . ومعنى الكلام : فعلت بهم ما فعلت من ذلك ، بما عصوا أمري ، وتجاوزوا حدي إلى ما نهيتهم عنه .
[ ص: 143 ] القول في تأويل قوله تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا )

قال أبو جعفر : أما " الذين آمنوا " ، فهم المصدقون رسول الله فيما أتاهم به من الحق من عند الله ، وإيمانهم بذلك تصديقهم به - على ما قد بيناه فيما مضى من كتابنا هذا .

وأما " الذين هادوا " ، فهم اليهود . ومعنى : " هادوا " ، تابوا . يقال منه : " هاد القوم يهودون هودا وهادة . وقيل : إنما سميت اليهود " يهود " ، من أجل قولهم : ( إنا هدنا إليك ) . [ سورة الأعراف : 156 ] .

1094 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال : إنما سميت اليهود من أجل أنهم قالوا : ( إنا هدنا إليك ) .
القول في تأويل قوله عز وجل ( والنصارى )

قال أبو جعفر : و" النصارى " جمع ، واحدهم نصران ، كما واحد السكارى سكران ، وواحد النشاوى نشوان . وكذلك جمع كل نعت كان واحده على " فعلان " فإن جمعه على " فعالى " . إلا أن المستفيض من كلام العرب في واحد " النصارى " " نصراني " . وقد حكي عنهم سماعا " نصران " بطرح الياء ، ومنه قول الشاعر :


تراه إذا زار العشي محنفا ويضحي لديه وهو نصران شامس
[ ص: 144 ] وسمع منهم في الأنثى : " نصرانة " ، قال الشاعر :


فكلتاهما خرت وأسجد رأسها كما سجدت نصرانة لم تحنف
يقال : أسجد ، إذا مال . وقد سمع في جمعهم " أنصار " ، بمعنى النصارى . قال الشاعر :


لما رأيت نبطا أنصارا شمرت عن ركبتي الإزارا

كنت لهم من النصارى جارا
وهذه الأبيات التي ذكرتها ، تدل على أنهم سموا " نصارى " لنصرة بعضهم بعضا ، وتناصرهم بينهم . وقد قيل إنهم سموا " نصارى " ، من أجل أنهم نزلوا أرضا يقال لها " ناصرة " . [ ص: 145 ] 1095 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج : " النصارى " إنما سموا نصارى من أجل أنهم نزلوا أرضا يقال لها " ناصرة " .

ويقول آخرون : لقوله : ( من أنصاري إلى الله ) [ سورة الصف : 14 ] .

وقد ذكر عن ابن عباس من طريق غير مرتضى أنه كان يقول : إنما سميت النصارى نصارى ، لأن قرية عيسى ابن مريم كانت تسمى " ناصرة " ، وكان أصحابه يسمون الناصريين ، وكان يقال لعيسى : " الناصري " .

1096 - حدثت بذلك عن هشام بن محمد ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس .

1096 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قال : إنما سموا نصارى ، لأنهم كانوا بقرية يقال لها ناصرة ينزلها عيسى ابن مريم ، فهو اسم تسموا به ، ولم يؤمروا به .

1098 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : ( الذين قالوا إنا نصارى ) [ المائدة : 22 ] قال : تسموا بقرية يقال لها " ناصرة " ، كان عيسى ابن مريم ينزلها .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]