تراجم رجال إسناد حديث: (من صلى ثنتي عشرة ركعة بالنهار أو بالليل ...) من طريق سادسة
قوله: [أخبرنا محمد بن رافع].
هو القشيري النيسابوري، ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[حدثنا زيد بن الحباب].
صدوق يخطئ في حديث الثوري، أخرج له البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثني محمد بن سعيد الطائفي].
صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي.
[حدثنا عطاء بن أبي رباح].
وقد مر ذكره.
[عن يعلى بن أمية].
صحابي مشهور، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عنبسة بن أبي سفيان].
وقد مر ذكره.
[عن أم حبيبة].
وقد مر ذكرها، وهذا فيه بيان الواسطة التي بين عطاء، وبين عنبسة بن أبي سفيان، أو ذكر الشخصين اللذي بين عطاء، وبين أم حبيبة؛ لأنه قال: أخبرت أن أم حبيبة، فإذاً: بينه وبينها واسطتان هما: يعلى بن أمية، وعنبسة بن أبي سفيان، وفي بعض الطرق أنه قال: عن عطاء عن عنبسة، وقال النسائي: لم يسمعه، وذلك أن فيه واسطة بينه وبينه وهو يعلى بن أمية، والحديث من رواية صحابي عن تابعي؛ لأن يعلى بن أمية صحابي، وعنبسة بن أبي سفيان هو من التابعين، وهو ثقة، فالحديث من رواية صحابي عن تابعي، وهو قليل؛ لأن رواية الصحابة عن التابعين هي قليلة جداً؛ لأن غالب رواية الصحابة عن الصحابة، وروى يعلى بن أمية عن عنبسة بمناسبة، وهو أنه زاره وهو مريض، فرأى جزعاً فقال: إنك على خير، فقال: حدثتني أختي أم حبيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى في اليوم أو الليلة ثنتي عشرة ركعة بنا الله له بيتاً في الجنة)، يعني: أن تحديثه إياه بهذا الحديث بمناسبة زيارته إياه في مرضه.
وقوله: (إنك على خير)، فأخبره بما سمعه من أخته أم حبيبة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهذا من الروايات القليلة التي هي رواية الصحابة عن التابعين، وإلا فإن الأصل هو رواية التابعين عن الصحابة، رواية الأصاغر عن الأكابر، وأما رواية الأكابر عن الأصاغر فهي قليلة في رواية الصحابة عن التابعين.
الأسئلة
علاقة اختلاف الروايات عن أم حبيبة بالاضطراب
السؤال: فضيلة الشيخ! الله يحفظكم، هذا الاختلاف في المتن ما يعد اضطراباً؛ لأنه قال مرة: في اليوم والليلة وفي الرواية الأخرى في الليل أو في النهار؟
الجواب: أبداً ما يعد اضطراباً؛ لأنه يمكن الجمع بينهما بأن اليوم تتبعه الليلة، وذكر اليوم والليلة على التفصيل، وكما هو معلوم، يعني: عطاء فهم منه أنه يمكن أن يأتي بها في النهار، ولهذا رآه ابن جريج يصليها قبل الجمعة مجتمعة.
المقصود بالمداومة على ثنتي عشرة ركعة لحصول الأجر
السؤال: بالنسبة للبيت في الجنة، يا شيخ! هل هو كل يوم أو مرة في العمر على من يداوم على هذا؟
الجواب: لا أدري الله أعلم، هو طبعاً المداومة، فالإنسان الذي يداوم على هذا، يثيبه الله عز وجل بأن يبني له بيتاً في الجنة.
فسخ عقد الإجارة من قبل المستأجر
السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، رجل استأجر من رجل شقة لمدة ستة أشهر، ودفع له المال، ثم بدا له، أي: المستأجر، أن يغير الشقة، فطلب من المؤجر أن يعيد له ماله فأبى، فالسؤال: من المحق منهما، علماً بأنه لم يكن أثناء العقد شهود؟
الجواب: على كل ما دام أنهم متفقون، وهذا مقر بأنه استأجر منه، وعقد الإجارة من العقود اللازمة التي لا يمكن فسخها إلا برضا الطرفين، فإذا لم يرض أحد الطرفين، فإن العقد مستمر على ما هو عليه، وليس لأحد منهما أن يفسخه بمفرده، إلا إذا حصل هناك أمر يقتضي، مثل حصول عيب يمنع من الاستمرار فيه؛ فهذا الفسخ بسبب العيب، وبسبب الخلل، أما مع عدم وجود عيب فعقد الإجارة من العقود اللازمة التي لا يستطيع أحد الطرفين التخلص من العقد بمفرده، بل لا بد من رضا الطرف الثاني.
مدى تعدد الثواب ببناء بيت في الجنة بتعدد المداومة على النوافل
السؤال: هل تكفي ثنتي عشرة ركعة كل يوم بيت في الجنة؟
الجواب: الله أعلم، حديث عائشة هو: (من ثابر)، وهذا يقول: (من صلى)، فيحتمل والله تعالى أعلم أنه مثل حديث عائشة، أن الذي يثابر يبني الله تعالى له بيتاً في الجنة.
مدى حصول الأجر لمن يداوم على النوافل لكنه يقصر فيها أحياناً
السؤال: حفظكم الله يا شيخ! من قصر في بعض الأحيان في هذه الرواتب بأن نقص منها في بعض الأحيان بسبب أو بغير سبب، فهل له هذا الأجر؟
الجواب: على كل الأجر علمه عند الله عز وجل، المهم أن الإنسان يفهم الحديث، ويحرص على تطبيقه، والمقصود من ذلك المثابرة والمداومة، والإنسان إذا حصل منه نسيان أو ما إلى ذلك فإنه يقضي؛ لأن الإنسان إذا عود نفسه القضاء إذا فات، فإنها تكون منه المثابرة، بخلاف الإنسان الذي يتساهل فيها إذا فاتت، فإنه قد يكثر الفوات فيكثر التساهل.
حكم القبلة للمتوضئ
السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، هل القبلة تنقض الوضوء؟ مع ذكر الأدلة في ذلك.
الجواب: القبلة لا تنقض الوضوء، إلا إذا حصل مذي وخرج شيء فإنه ينقض الوضوء بهذا الخارج ليس بالقبلة. والرسول صلى الله عليه وسلم جاء عنه أنه قبل بعض نسائه وصلى ولم يتوضأ.
كيفية أخذ العلم من العلماء أو الكتب
السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، ما هي الطريقة السليمة الصحيحة في أخذ العلم من العلماء ومن الكتب؟
الجواب: أخذ العلم من العلماء -كما هو معلوم- يكون بالمثابرة والمداومة، والحرص على الاستفادة، وحفظ الوقت، والسؤال عما يشكل، وأما بالنسبة للكتب، فالإنسان يقتني الكتب النافعة المفيدة ويقرأها، ولكنه لا يعتمد على القراءة المجردة؛ لأن الإنسان قد يقرأ الشيء وهو خطأ، لكنه إذا كان معنياً بالقراءة على الشيوخ، ويعرف تصويبات الألفاظ فإن هذا يسهل عليه معرفة الكلمات على الصواب، وعندما يقرأ وحده فالحاصل أنه يقرأ ولكن لا يكون تعويله على القراءة، يعني يستفيد، فلا بد من القراءة، ولكن مجرد القراءة قد ينطق بالشيء على خلاف ما هو عليه، وإنما الذي يمكنه أن يعرف حقيقة اللفظ وصيغه إذا سمعه من الشيوخ، وبالقراءة على الشيوخ الذين يسددونه ويقومون كلامه، ويصححون خطأه إذا أخطأ، ويكون باختيار الكتب النافعة، وليس كل كتاب يقرأ، فعمر الإنسان لا يتسع لقراءة كل شيء، وإنما يقرأ ويستعمل زمانه في قراءة ما هو نافع.
حكم تزيين البيوت بالأثاث وخاصة من طلاب العلم
السؤال: فضيلة الشيخ! هل في تزيين البيوت وشراء الأثاث الذي قد لا يستعمل طول الحياة محظور؟ وهل على طالب العلم أن يتنزه عن ذلك؟
الجواب: لا يستعمل طول الحياة؟ كيف يزين بشيء لا يستعمل؟ يعني الفرش تستعمل.
مداخلة: قد يقصد أنه ما يدوم مدة طويلة، يعني سريع التلف.
الشيخ: على كل الإنسان عندما يشتري فإنه يشتري على حسب طاقته، إذا كان يستطيع أنه يشتري شيئاً يدوم مدة أكثر فهذا هو الذي ينبغي، وإذا كان الذي مدته قصيرة أرخص ولا يستطيع أن يشتري الذي هو أغلى منه، فالإنسان على قدر طاقته يتصرف؛ لأن من الناس من لا يستطيع إلا الشيء الرديء، وهذا الشيء الرديء تطول مدته عنده؛ لأنه يصبر.
حكم التنفل قبل الجمعة
السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، ذكرتم أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا يصلون قبل الجمعة ما شاء الله أن يصلوا، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في ذلك؟
الجواب: عمل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم حجة، ما دام أنه لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء وجاء عن الصحابة أنهم كانوا يفعلون ذلك، وهذه طريقتهم، فيفعل كما فعل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
مداخلة: لكن ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل التبكير إلى الجمعة، أنه قال: (وصلى ما شاء الله له أن يصلي)، أليس هذا دليل لفعل...؟
الشيخ: هذا هو مستند الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، (يصلي ما شاء الله أن يصلي)، فالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كانوا يفعلون هذه الطريقة، وهذا هو دليلهم.
كيفية المسح على الجوربين
السؤال: ما هي طريقة المسح المشروعة على الجوربين؟
الجواب: طريقة المسح هو أن يمسح ظاهر الجوربين أو ظاهر الخفين، بأن يجعل الماء بيده، أو يصير يده وهي مبلولة، ولا يحمل معه ماءً يذهب به، وإنما تكون اليد مبلولة، فيمسح على ظاهر قدمه، لا يمسح الجوانب ولا يمسح الأسفل، وإنما الظاهر. ويقول علي رضي الله عنه: لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه.
رد السلعة بالعيب بعد الافتراق
السؤال: فضيلة الشيخ! من اشترى سلعةً ثم وجد بها عيباً، وقد افترق عن البائع، فهل يردها؟
الجواب: نعم، إذا كانت معيبة يردها وإن حصل الافتراق؛ لأن هذا بسبب العيب، إذا كان هذا العيب موجوداً فيها من قبل، وإلا فقد يحصل العيب فيها بعدما يقبضها، فيما إذا كان زجاجاً أو شيئاً يمكن أن ينكسر بعد ذهابه به، أما إذا كان شيئاً العيب فيه موجود من قبل فإنه يرده.
أفضلية صلاة المرأة بين الصلاة في بيتها أو في المسجد النبوي
السؤال: فضيلة الشيخ! أيهما أفضل صلاة المرأة في المسجد النبوي أو في بيتها؟
الجواب: صلاة النساء في بيوتهن أفضل من صلاتهن في المساجد مطلقاً؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، ومن المعلوم أن ذلك يشمل مسجد رسول الله ويشمل غيره.
حكم غسل اليدين سبعاً من لمس الكلب
السؤال: هل من لمس كلباً يغسل يديه سبعاً؟
الجواب: لا؛ لأن النجاسة ليست في جسد الإنسان فإذا لمس الإنسان شعر كلب لا تنجس جسده أبداً، وإنما ذاك في ولوغ الكلب في الإناء، ريقه ولعابه.
حكم الإنجاب عن طريق الأنابيب
السؤال: فضيلة الشيخ! هذا رجل أخبره الأطباء بأنه مريض بالسرطان، وأخبروه أنه سيموت بعد فترة، فهل يجوز أخذ الحيوانات المنوية منه والاحتفاظ بها، ثم بعد وفاته تلقح منها الزوجة؟
الجواب: لا، أقول: مثل هذا لا يجوز أبداً، وإنما الحيوانات المنوية تكون من الزوج لزوجته، أما كونه يؤخذ شيء ويحتفظ به فيما بعد ثم يجعل في الزوجة، هذا ليس صحيحاً.
أصل التلقيح هذا الذي يسمونه طفل الأنابيب، والذي يكون للزوجة من الزوج عن طريق الواسطة، هذا فيه كلام للعلماء المعاصرين، والذي ينبغي هو الابتعاد عن مثل ذلك، وإنما الإنسان يسلك الطريقة المشروعة، وتترك مثل هذه الطرق.
الكلام حول الرافضة مذهبهم واعتبارهم من الفرقة الناجية
السؤال: فضيلة الشيخ! هناك مجموعة من الأسئلة حول الرافضة، ويوجد بعضهم طبعاً في المسجد الآن وفي الحلقة، فالسؤال عن حكمهم، وحكم موالاتهم، وما يتعلق بذلك؟
الجواب: الواجب على كل مسلم يؤمن بالله ورسوله، أن يتبع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الحق والهدى، ومن المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاء بالحق والهدى من الله، تلقى ذلك عنه أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، فهم الواسطة بين الناس وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نعرف شيئاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق الصحابة، القرآن ما جاء إلا عن طريق الصحابة، والسنة ما جاءت إلا عن طريق الصحابة، فالحق والهدى إنما كان عن طريق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والواجب على كل من ينتمي للإسلام أن يتبع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، واتباعه إنما يكون عن طريق ما جاء عن أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، فالقرآن الكريم الذي بأيدي الناس جمعه أبو بكر، وعثمان رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما، فـأبو بكر جمع الجمعة الأولى، وعثمان جمع الجمعة الثانية التي هي المصحف الموجود بأيدينا الآن، فالحق جاءنا عن طريق أبي بكر، وعثمان رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، والرافضة يعتبرون هذين الرجلين، وكذلك عمر أنهم ظلمة، وأنهم غير محقين فيما وصلوا إليه من الولاية، وأن الحق إنما هو لـعلي، وهذا كما هو معلوم خلاف ما أطبق عليه أهل الحق، وأطبق عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، والقرآن إنما جاء عن طريق هذين الخليفتين الراشدين أبو بكر، وعثمان رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم جاءت عن طريق الذين لهم رواية من الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، فهم الذين رووا ذلك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهم الواسطة بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يصل إلينا حق وهدى إلا عن طريق الصحابة، ومن نفض يده من الصحابة، ولم يتلق الحق منهم، فإنه ليس على حق بل هو على باطل، ونحن نقول هذه المقالة، والرافضة يقولون بعكس هذه المقالة، يقولون: أنه ليس شيء من الحق إلا ما خرج من عند الأئمة، وكل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل، فنحن نقول: إن الحق هو ما جاء عن طريق أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي والصحابة جميعاً، أهل البيت وغير أهل البيت، كل من جاءت عنه رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي على العين والرأس، ونحن نحب جميع الصحابة سواء كانوا من أهل البيت، أو ليسوا من أهل البيت، ومن كان من أهل البيت فنحن نحبه لصحبته، ولقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا هو العدل، وهذا هو الإنصاف، أما من يكون في قلبه حقد وغيظ على الصحابة، فهذا إنما ضر نفسه، ولم يضر الصحابة شيئاً، وإنما جنى على نفسه.
والله عز وجل بين في القرآن الكريم مناقبهم وفضائلهم، والميزات التي تميزوا بها، وأخبر أنهم حتى في التوراة، والإنجيل، جاء وصفهم فيها، وأن الله تعالى أثنى عليهم بالكتب السابقة، وبين صفاتهم في الكتب السابقة، كما جاء ذلك في آخر سورة الفتح، وقد قال الله عز وجل بعد ذكر مناقبهم: لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ [الفتح:29]، فالذي يغيظه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو على خطر، أن يكون له نصيب من هذه الآية، وهي أن يكون كافراً؛ لأن الله قال: لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ [الفتح:29]، هذه حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والواجب على كل من يريد الخير لنفسه أن يعرف الحق، وألا يتبع الضلال، فإنه إذا جاء يوم القيامة سيقول التابعون في حق المتبوعين: رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا [الأحزاب:67-68].
واختلف أهل العلم هل هم من الفرقة الناجية أو لا؟
فمنهم من قال: إنهم منها، ومنهم من قال: إنهم ليسوا منها.
هذا يقوله عامر الشعبي، حين قال: إن الرافضة فاقوا اليهود والنصارى بخصلة؛ اليهود لو قيل لهم: من خير أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب موسى، والنصارى لو قيل لهم: من خير أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب عيسى، والرافضة لو قيل لهم: من شر أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب محمد، وهذه الكلمة التي قالها الشعبي قالها رافضي في قصيدة له طويلة اسمها القصيدة الأزرية، هذه القصيدة فيها بيت يتفوه بهذا الكلام الذي قاله الشعبي، يقول:
أهم خير أمة أخرجت للناس هيهات ذاك بل أشقاها
يعني: أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ويذكر في جملة ما ذكر، وهو دال على وقاحته وخسته أن سورة براءة لم تبدأ بالبسملة؛ لأن أبا بكر ذكر فيها، ثم الرد على هذا الكلام الوقح نقول: بأي شيء ذكر أبو بكر رضي الله عنه؟ ذكر بالثناء، وبأنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.