رد: نقد كتاب صفة الجنة في سورة الرحمن
والحديث كما قالت الباحثة ضعيف وهو ما يعنى أن الرسول لم يقله وهو ما يعرضنا للسخرية عندما يقول البعض إذا كانت هى العروس فأين العروسة أو العريس
ثم تحدثت عن المميزات فقالت:
ومن مميزات سورة الرحمن
• بديع أسلوبها وافتتاحها الباهر باسمه الرحمن وهي السورة الوحيدة المفتتحة باسم من أسماء الله لم يتقدمه غيره
• وكذلك منه التعداد في مقام الامتنان والتعظيم قوله {فبأي آلاء ربكما تكذبان}؛ إذ تكررت هذه الآية في سورة الرحمن إحدى وثلاثين مرة وذلك أسلوب عربي جليل
• وكذلك من مميزاتها تعداد آلاء الله الباهرة ونعمه الكثيرة الظاهرة على العباد التي لا يحصيها عد في مقدمتها نعمة (تعليم القرآن) بوصفه المنة الكبرى على الإنسان
• تناولت السورة في البداية نعم الله الكثيرة وبعدها دلائل القدرة الباهرة في تسيير الأفلاك وتسخير السفن الكبيرة وبعدها الاستعراض السريع لصفحة الكون المنظور
• استخدام أسلوب الترغيب والترهيب؛ لأن الله سبحانه ذكر أهوال يوم القيامة وتحدث سبحانه عن حال الأشقياء المجرمين وما يلاقونه من فزع وبعدها يذكر مشهد النعيم للمتقين في شيء من الإسهاب والتفصيل؛ إذ يكونون في الجنان مع الحور العين
• تعد سورة الرحمن ذات نسق خاص وملحوظ؛ فهي إعلان عام في ساحة الوجود الكبير وإعلام آلاء الله الباهرة الظاهرة في جميل صنعه وإبداع خلقه وفي فيض نعمائه وفي تدبيره للوجود وما فيه وتوجه الخلائق كلها إلى وجهه الكريم وهي إشهاد عام للوجود كله على الثقلين (الإنس والجن) المخاطبين بالسورة على السواء في ساحة الوجود على مشهد من كل موجود مع تحديهما إن كانا يملكان التكذيب بآلاء الله تحديا يتكرر عقب بيان كل نعمة من نعمه التي يعددها ويفصلها ويجعل الكون كله معرضا لها وساحة الآخرة كذلك ورنة الإعلان تتجلى في بناء السورة كله وفي إيقاع فواصلها تتجلى في إطلاق الصوت إلى أعلى وامتداد التصويت إلى بعيد كما تتجلى في المطلع الموقظ الذي يستثير الترقب والانتظار لما يأتي بعد المطلع من أخبار
• أكثر ميزة في هذه السورة أنها جميلة بتناسق الكلمات؛ ومما يجلي وضوح جمال هذه السورة ما روي أن قيس بن عاصم المنقري قال للنبي (ص)"اتل علي مما أنزل عليك فقرأ عليه سورة {الرحمن} فقال أعدها فأعادها ثلاثا فقال والله إن له لطلاوة وإن عليه لحلاوة وأسفله لمغدق وأعلاه مثمر وما يقول هذا بشر وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله" ففي هذه الرواية أسلم قيس بسبب جمال هذه السورة وطلاوتها وصياغة كلماتها "
الحديث في المشهور ليس في قيس وإنما في الوليد بن المغيرة وهو لم يسلم ثم قالت:
" وفي هذه السورة ذكرت نعم الله التي لا تعد ولا تحصى منها الكبرى المستقرة ومنها الصغرى المتجددة بتجدد الحياة الإنسانية فعلى كل إنسان شكر هذه النعم اعترافا بها وإجلالا لها ووفاء لحق المنعم "
وفى نهاية البحث تحدثت عن صفة الجنة في السورة فقالت:
المبحث الثالث صفة الجنة في سورة الرحمن
المطلب الأول تفسير آيات وصف الجنة في سورة الرحمن
في هذا المبحث وصف الجنة في سورة الرحمن وصفا تفصيليا طبقا للآيات الكريمة التي ذكرت في القرآن الكريم
قال تعالى {ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان}
• قال مجاهد هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر الله عندها فيدعها فله أجران
وذكر عن الفراء أنه قال جنتان أراد به جنة واحدة وإنما ذكر {جنتان} للقوافي والقوافي تحتمل الزيادة والنقصان ما لا يحتمل الكلام
وقيل إنه الوقوف بين يديه في ساحة فصل القضاء يوم القيامة فأطاعه بأداء الفرائض واجتناب المحرمات
• وجنتان أي بستانان"
وحكاية القوافى خبلا من ضمن الخبل فالقرآن ليس شعرا حتى يقال أنه له قوافى فلو كان هذه صحيح لانتهت آيات كل سورة بحرف واحد ولكن نلاحظ تعدد الحروف في معظم السور
ثم قالت:
• {فبأي آلاء ربكما تكذبان} أبإثابة أحدكم الذي إذا هم بالمعصية ذكر قيامه بين يدي ربه فتركها فأثابه الله بجنتين؟
• وهذه الآية تدل على أمرين
الأمر الأول لما ذكر أحوال النار ذكر ما أعد للأبرار والمعنى خاف مقامه بين يدي ربه للحساب فترك المعصية وقيل خاف قيام ربه؛ أي إشرافه واطلاعه عليه
الأمر الثاني هذه الآية دليل على أن من قال لزوجه إن لم أكن من أهل الجنة فأنت طالق لا يحنث إن كان هم بالمعصية وتركها خوفا من الله وحياء منه
وذكر المقام اسم مكان ومقامه تعالى موقفه الذي يقف فيه العباد والحساب كما قال {يوم يقوم الناس لرب العالمين} فالإضافة للاختصاص الملكي؛ إذ لا ملك يومئذ إلا لله تعالى
وقيل إن الجنتين نوعان جنة للخائف الإنسي وجنة للخائف الجني فإن الخطاب للفريقين والمعنى لكل خائفين منكما أو لكل واحد جنة لعقيدته وأخرى لعمله أو جنة لفعل الطاعات وأخرى لترك المعصية أو جنة يثاب بها وأخرى يتفاضل عليه أو روحانية وجسمانية
• وقيل إحدى الجنتين منزله والأخرى منزل أزواجه كما يفعله رؤساء الدنيا حيث يكون له قصر ولأزواجه قصر
• قال القرطبي إنما كانتا اثنتين ليضاعف له السرور بالتنقل من جهة إلى جهة
إذا فإن هذه الجنة للسابقين المقربين وهم يكونون في مرتبة عالية ونفهم من هذه الآية أن آخر العذاب جهنم وأول مراتب الثواب الجنة ثم بعدها مراتب وزيادات ثانية
• ويتضح مما سبق أن الله سبحانه وتعالى لما أراد أن يكرم من يخاف مقامه من خلال تنفيذ الأوامر أو ترك ما نهى الله عنه فإنه يجازيه بجنتين وهذا ما ورد في قول الله عز وجل {ولمن خاف مقام ربه جنتان}"
والكلام السابق خطأ فالجنتين ألوليين كما سبق القول هما نصيب المجاهد والجنتين الأقل هم نصيب القاعد عن الجهاد كما هو مذكور في قوله تعالى :
فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ثم قالت:
" وفي وصف آخر في سورة الرحمن يقول سبحانه وتعالى {ذواتا أفنان فبأي آلاء ربكما تكذبان} أي ذواتا أغصان وأغصان جمع غصن وخص الأفنان؛ لأنها هي التي تورق وتثمر فمنها تمتد الظلال ومنها تجتنى الثمار أو أفنان جمع فن؛ أي له فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين
وقيل إنها ذات ألوان متعددة وفنون من الملاذ وقيل إن كل غصن فيها يحتوي على فن من فنون الفاكهة
وتوصف بأنها أغصان نضرة حسنة تحمل من كل ثمرة نضيجة فائقة
• قال عطاء الخراساني وجماعة إن الأفنان أغصان الشجر يمس بعضها بعضا
وقيل فنون من الملاذ كل غصن يجمع فنونا من الفاكهة وأن {ذواتا أفنان} واسعة الفناء
وقال قتادة {ذواتا أفنان}؛ يعني بسعتها وفضلها ومزيتها على ما سواها
وصف للجنتين بأنهما جمع فنن لون أفنان وأنها أنواع من الأشجار والثمار أو أغصان لينة وهو ما دق ولان من الغصن
• وهنا يصف الله سبحانه وتعالى الأغصان والأشجار والثمار وطبيعتها في هذه الآية الكريمة ليعلم الناس أن الجنة وأشجارها وأغصانها وثمارها مختلفة عن الأشجار والأغصان والثمار الموجودة في الحياة الدنيا وأيضا في الجنة هناك اختلاف في الأنواع والأشجار والثمار فيما بين بعضها البعض
• وعندما يصف الله سبحانه وتعالى الجنة من خلال العيون الجارية نرى أن سبحانه وتعالى يقول {فيهما عينان تجريان فبأي آلاء ربكما تكذبان} أي إن في الجنتين عينين تجريان بالماء العذب الزلال الصافي خلال تلك القصور والأشجار
عندما يذكر {فبأي آلاء ربكما تكذبان} فتكرر هذا اللفظ بتكرار النعيم وذلك للتقرير أو التوبيخ والحث على الشكر بالعبادة والتوحيد فيها
• كما أن في جنة المقربين عينين تجريان أما في جنة أصحاب اليمين فتكون العين غير جارية فمن المعلوم أن الماء الجاري هو الذي يسقي الأشجار وأن الجري يكون أقوى من النضح وأنه أفضل من الذي لا يجري
• قال الحسن البصري إن هاتين العينين إحداهما يقال لها تسنيم والأخرى السلسبيل
• قال عطية إحداهما من ماء غير آسن والأخرى من خمر لذة للشاربين
• وأما العينان اللتان تجريان فإن حصباهما الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر وترابها الكافور وحصاتها المسك الأذفر وحافتاهما الزعفران
• وهاتان العينان فياضتان فوارتان بالماء العذب فهناك جنتان تجريان بالأنهر وجنتان فوارتان
• هذا ما وصف الله به الجنتين اللتين ذكرتا لكنه فصل بين الأغصان والعيون والفواكه بذكر العينين الجاريتين على عادة المتنعمين فيذكر الله تعالى ما يتم به النزهة وهو خضرة الأشجار وجريان الأنهار فسبحان من يأتي بالآيات بأحسن المعاني في أبين المباني"
والعينان في ألأوليين والعينان في الأخرين هما الأنهار الأربعة واسم تسنيم يطلق على نهر العسل وهو للمقربين وهم المجاهدين وأما السلسبيل فيطلق على نهر الماء وهو للقاعدين
ثم تحدثت على فاكهة الجنة فقالت:
"• ثم ينتقل قال سبحانه وتعالى في وصف الجنة في سورة الرحمن بعد ذلك {فيهما من كل فاكهة زوجان فبأي آلاء ربكما تكذبان}
ذكر الله سبحانه في سورة الرحمن سرد أوصاف النعيم المادية للمتقين الخائفين من الله ومن ترك المعاصي خوفا منه ففي الآيات التي ذكرت - والتي سوف نذكرها - يبين ثواب الخائفين (جنتان) وأنهما تختلفان في المرتبة والفضيلة لكنهما وصفتا بأنهما خضراوان في الآية السابقة وأنهما فوارتان بالماء وأما في هذه الآية فقد بين الله سبحانه اشتمالها على أنواع الفواكه اللذيذة والخيرات الحسان وهذا يدل على أنه يكون في كل فاكهة في هذه الجنة زوجان أو صنفان حلو وحامض رطب ويابس أحمر وأصفر
• وهذان الصنفان صنف معروف مألوف وآخر غير معروف لكنه في منتهى اللذة والحلاوة ؛ إكراما وجزاء وإحسانا من الله سبحانه وتعالى لعباده الذين زهدوا في الحياة الدنيا وتركوا ملذاتها المحرمة ابتغاء مرضات الله سبحانه فجازاهم بهذه الجنة وهذا النعيم
• ومن هذا النعيم الذي أنعم الله سبحانه على عباده أن جعل أنواع الفاكهة صنفين ليتفكه المتقون ويتلذذوا بتلك الفواكه الكثيرة والتي وصفها سبحانه بأنها غير مقطوعة ولا ممنوعة وهي تختلف عن ثمار الدنيا فإن الطازج فيها ألذ طعاما وأشهى مأكلا
وقيل أنواع الثمار مما يعملون وخير مما يعملون ومما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
قال ابن عباس ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء؛ يعني أن يبين ذلك بيانا عظيما وفرقا بينا في التفاضل "
والملاحظ أن الباحثة لم تتحدث عن قاصرات الطرف ولا عن الرفرف الخضر والعبقرى الحسان والاستبرق وغيره مما ورد في السورة
|