عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 16-04-2022, 01:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى ____ متجدد




تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى
جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي
الجزء الثانى
سُورَةُ الْمَائِدَةِ
الحلقة (179)
صــ381 إلى صــ 385

يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم

قوله تعالى: من يرتد منكم عن دينه قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي: يرتد ، بإدغام الدال الأولى في الأخرى ، وقرأ نافع ، وابن عامر: يرتدد ، بدالين . قال الزجاج : "يرتدد" هو الأصل ، لأن الثاني إذا سكن من المضاعف ، ظهر التضعيف . فأما "يرتد" فأدغمت الدال الأولى في الثانية ، وحركت الثانية بالفتح ، لالتقاء الساكنين . قال الحسن: علم الله أن قوما يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيهم عليه السلام ، فأخبرهم أنه سيأتي بقوم يحبهم ويحبونه . وفي المراد بهؤلاء القوم ستة أقوال . [ ص: 381 ] أحدها: أبو بكر الصديق وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة ، قاله علي بن أبي طالب ، والحسن عليهما السلام ، وقتادة ، والضحاك ، وابن جريج . قال أنس بن مالك: كرهت الصحابة قتال مانعي الزكاة ، وقالوا: أهل القبلة ، فتقلد أبو بكر سيفه ، وخرج وحده ، فلم يجدوا بدا من الخروج على أثره .

والثاني: أبو بكر ، وعمر ، روي عن الحسن أيضا .

والثالث: أنهم قوم أبي موسى الأشعري ، روى عياض الأشعري أنه لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم قوم هذا" يعني: أبا موسى .

والرابع: أنهم أهل اليمن ، رواه الضحاك ، عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد .

والخامس: أنهم الأنصار ، قاله السدي .

والسادس: المهاجرون والأنصار ، ذكره أبو سليمان الدمشقي . قال ابن جرير: وقد أنجز الله ما وعد فأتى بقوم في زمن عمر كانوا أحسن موقعا في الإسلام ممن ارتد .

قوله تعالى: أذلة على المؤمنين قال علي بن أبي طالب عليه السلام: أهل [ ص: 382 ] رقة على أهل دينهم ، أهل غلظة على من خالفهم في دينهم . وقال الزجاج : معنى "أذلة": جانبهم لين على المؤمنين ، لا أنهم أذلاء .

يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم لأن المنافقين يراقبون الكفار ، ويظاهرونهم ، ويخافون لومهم ، فأعلم الله عز وجل أن الصحيح الإيمان لا يخاف في الله لومة لائم ، ثم أعلم أن ذلك لا يكون إلا بتوفيقه ، فقال: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء يعني: محبتهم لله ، ولين جانبهم للمسلمين ، وشدتهم على الكافرين .
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون

قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال .

أحدها: أن عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إن قوما قد أظهروا لنا العداوة ، ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل ، [ ص: 383 ] فنزلت هذه الآية ، فقالوا: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين ، وأذن بلال بالصلاة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا مسكين يسأل الناس ، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل أعطاك أحد شيئا"؟ قال: نعم . قال: "ماذا"؟ قال: خاتم فضة . قال: "من أعطاكه"؟ قال: ذاك القائم ، فإذا هو علي بن أبي طالب ، أعطانيه وهو راكع ، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مقاتل .

وقال مجاهد: نزلت في علي بن أبي طالب ، تصدق وهو راكع .

والثاني: أن عبادة بن الصامت لما تبرأ من حلفائه اليهود نزلت هذه الآية في حقه ، رواه العوفي عن ابن عباس .

والثالث: أنها نزلت في أبي بكر الصديق ، قاله عكرمة .

والرابع: أنها نزلت فيمن مضى من المسلمين ومن بقي منهم ، قاله الحسن .

قوله تعالى: ويؤتون الزكاة وهم راكعون فيه قولان .

أحدهما: أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم ، وهو تصدق علي عليه السلام بخاتمه في ركوعه . والثاني: أن من شأنهم إيتاء الزكاة وفعل الركوع .

[ ص: 384 ] وفي المراد بالركوع ثلاثة أقوال .

أحدها: أنه نفس الركوع على ما روى أبو صالح عن ابن عباس . وقيل: إن الآية نزلت وهم في الركوع . والثاني: أنه صلاة التطوع بالليل والنهار ، وإنما أفرد الركوع بالذكر تشريفا له ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضا .

والثالث: أنه الخضوع والخشوع ، وأنشدوا:


لا تذل الفقير علك أن تر كع يوما والدهر قد رفعه


ذكره الماوردي . فأما "حزب الله" فقال الحسن: هم جند الله . وقال أبو عبيدة: أنصار الله . ثم فيه قولان .

أحدهما: أنهم المهاجرون والأنصار ، قاله ابن عباس .

والثاني: الأنصار ، ذكره أبو سليمان .
[ ص: 385 ] يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين

قوله تعالى: لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا سبب نزولها: أن رفاعة بن زيد بن التابوت ، وسويد بن الحارث كانا قد أظهرا الإسلام ، ثم نافقا ، وكان رجال من المسلمين يوادونهما ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عباس . فأما اتخاذهم الدين هزوا ولعبا ، فهو إظهارهم الإسلام ، وإخفاؤهم الكفر ، وتلاعبهم بالدين . والذين أوتوا الكتاب: اليهود والنصارى ، والكفار: عبدة الأوثان . قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، وحمزة: "والكفار" بالنصب على معنى: لا تتخذوا الكفار أولياء . وقرأ أبو عمرو ، والكسائي: "والكفار" خفضا ، لقرب الكلام من العامل الجار ، وأمال أبو عمرو الألف . واتقوا الله أن تولوهم .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.69 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.68%)]