عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-04-2022, 01:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى ____ متجدد




تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى
جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي
الجزء الثانى
سُورَةُ الْمَائِدَةِ
الحلقة (178)
صــ376 إلى صــ 380

أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون

[ ص: 376 ] قوله تعالى: أفحكم الجاهلية يبغون قرأ الجمهور "يبغون" بالياء ، لأن قبله غيبة ، وهي قوله: وإن كثيرا من الناس لفاسقون وقرأ ابن عامر: "تبغون" بالتاء ، على معنى: قل لهم . وسبب نزولها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حكم بالرجم على اليهوديين تعلق بنو قريظة ببني النضير ، وقالوا: يا محمد هؤلاء إخواننا ، أبونا واحد ، وديننا واحد ، إذا قتلوا منا قتيلا أعطونا سبعين وسقا من تمر ، وإن قتلنا منهم واحدا أخذوا منا أربعين ومائة وسق ، وإن قتلنا منهم رجلا قتلوا به رجلين ، وإن قتلنا امرأة قتلوا بها رجلا ، فاقض بيننا بالعدل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس لبني النضير على بني قريظة فضل في عقل ولا دم" فقال بنو النضير: والله لا نرضى بقضائك ، ولا نطيع أمرك ، ولنأخذن بأمرنا الأول ، فنزلت هذه الآية ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . قال الزجاج : ومعنى الآية: أتطلب اليهود حكما لم يأمر الله به ، وهم أهل كتاب الله ، كما تفعل الجاهلية؟! .

قوله تعالى: ومن أحسن من الله حكما قال ابن عباس : ومن أعدل؟! .

وفي قوله: لقوم يوقنون قولان .

أحدهما: يوقنون بالقرآن ، قاله ابن عباس . والثاني: يوقنون بالله ، قاله مقاتل . وقال الزجاج : من أيقن تبين عدل الله في حكمه .
[ ص: 377 ] يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين

قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء في سبب نزولها ثلاثة أقوال . .

أحدها: أنها نزلت في أبي لبابة حين قال لبني قريظة إذ رضوا بحكم سعد: إنه الذبح ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . وهو قول عكرمة .

والثاني: أن عبادة بن الصامت قال: يا رسول الله إن لي موالي من اليهود ، وإني أبرأ إلى الله من ولاية يهود ، فقال عبد الله بن أبي: إني رجل أخاف الدوائر ، ولا أبرأ إلى الله من ولاية يهود ، فنزلت هذه الآية ، قاله عطية العوفي .

والثالث: أنه لما كانت وقعة أحد خافت طائفة من الناس أن يدال عليهم الكفار ، فقال رجل لصاحبه: أما أنا فألحق بفلان اليهودي ، فآخذ منه أمانا ، [ ص: 378 ] أو أتهود معه ، فنزلت هذه الآية ، قاله السدي ، ومقاتل . قال الزجاج : لا تتولوهم في الدين . وقال غيره: لا تستنصروا بهم ، ولا تستعينوا ، (بعضهم أولياء بعض) في العون والنصرة .

قوله تعالى: ومن يتولهم منكم فإنه منهم فيه قولان .

أحدهما: من يتولهم في الدين ، فإنه منهم في الكفر .

والثاني: من يتولهم في العهد فإنه منهم في مخالفة الأمر .
فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين

قوله تعالى: فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم قال المفسرون: نزلت في المنافقين ، ثم لهم في ذلك قولان .

أحدهما: أن اليهود والنصارى كانوا يميرون المنافقين ويقرضونهم فيوادونهم ، فلما نزلت لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء قال المنافقون: كيف نقطع مودة قوم إن أصابتنا سنة وسعوا علينا ، فنزلت هذه الآية ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . وممن قال: نزلت في المنافقين ، ولم يعين: مجاهد ، وقتادة .

والثاني: أنها نزلت في عبد الله بن أبي ، قاله عطية العوفي .

وفي المراد بالمرض قولان .

أحدهما: أنه الشك ، قاله مقاتل . والثاني: النفاق ، قاله الزجاج .

[ ص: 379 ] وفي قوله: يسارعون فيهم ثلاثة أقوال .

أحدها: يسارعون في موالاتهم ومناصحتهم ، قاله مجاهد ، وقتادة .

والثاني: في رضاهم ، قاله ابن قتيبة . والثالث: في معاونتهم على المسلمين ، قاله الزجاج . وفي المراد "بالدائرة" قولان .

أحدهما: الجدب والمجاعة ، قاله ابن عباس . قال ابن قتيبة: نخشى أن يدور علينا الدهر بمكروه ، يعنون الجدب ، فلا يبايعونا ، و [نمتار فيهم] فلا يميرونا .

والثاني: انقلاب الدولة لليهود على المسلمين ، قاله مقاتل .

وفي المراد بالفتح أربعة أقوال .

أحدها: فتح مكة ، قاله ابن عباس ، والسدي . والثاني: فتح قرى اليهود ، قاله الضحاك . والثالث: نصر النبي صلى الله عليه وسلم على من خالفه ، قاله قتادة ، والزجاج .

والرابع: الفرج ، قاله ابن قتيبة . وفي الأمر أربعة أقوال .

أحدها: إجلاء بني النضير وأخذ أموالهم ، وقتل قريظة ، وسبي ذراريهم ، قاله ابن السائب ، ومقاتل . والثاني: الجزية ، قاله السدي . والثالث: الخصب ، قاله ابن قتيبة . والرابع: أن يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بإظهار أمر المنافقين وقتلهم ، قاله الزجاج . وفيما أسروا قولان .

أحدهما: موالاتهم . والثاني: قولهم لعل محمدا لا ينصر .
ويقول: الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين

قوله تعالى: ويقول الذين آمنوا قرأ أبو عمرو ، بنصب اللام على معنى: وعسى أن يقول . ورفعه الباقون ، فجعلوا الكلام مستأنفا . وقرأ ابن كثير ، [ ص: 380 ] ونافع ، وابن عامر يقول: بغير واو ، مع رفع اللام ، وكذلك في مصاحف أهل مكة والمدينة . قال المفسرون: لما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير ، اشتد ذلك على المنافقين ، وجعلوا يتأسفون على فراقهم ، وجعل المنافق يقول لقريبه المؤمن إذا رآه جادا في معاداة اليهود: أهذا جزاؤهم منك ، طال والله ما أشبعوا بطنك؟ فلما قتلت قريظة ، لم يطق أحد من المنافقين ستر ما في نفسه ، فجعلوا يقولون: أربعمئة حصدوا في ليلة ، فلما رأى المؤمنون ما قد ظهر من المنافقين ، قالوا: (أهؤلاء) يعنون المنافقين (الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم) قال ابن عباس : أغلظوا في الأيمان . وقال مقاتل: جهد أيمانهم: القسم بالله . وقال الزجاج : اجتهدوا في المبالغة في اليمين (إنهم لمعكم) على عدوكم (حبطت أعمالهم) بنفاقهم .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.67%)]