فوائدُ لغويَّةٌ حول رمضان ( 6 )
أ.محمد عبد النبى محمد
هل هناك فرقٌ بين صوم رمضان وصيام رمضان؟
قرأتُ بعض المنشورات التى تنهىٰ النَّاس عن أن يقولوا: صوم رمضان مستدلِّين بأنَّ الله - تبارك وتعالىٰ - لم يذكر الصَّوم مع الامتناع عن الطَّعام والشَّراب والجماع والمفطرات، وإنَّما قال: يا آيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصِّيام "، وقال:" فصيام ثلاثة أيَّامٍ فى الحجِّ وسبعةٍ إذا رجعتم "، كما استدلَّ هؤلاء القائلون بأنَّ الصَّوم خاصٌّ بالامتناع عن الكلام كما فى القرآن الكريم:" إنِّى نذرتُ للرَّحمن صوماً فلن أكلِّم اليوم إنسيَّاً "، وفى الحقيقة كلامهم هذا يحتاج إلى مراجعةٍ.
الصَّواب أنَّه يجوز لك أن تقول: صوم رمضان وصيام رمضان، وقد دلَّتْ علىٰ ذلك الأحاديث، فقد قال النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -:" بُنىَ الإسلام علىٰ خمسٍ ..... وصوم رمضان " ( صحيح البخارىِّ برقم ٨ ) ، وقال:" هل تدرون ما الإيمان بالله، شهادة أن لا إله إلا اللَّه وإقام الصَّلاة وإيتاء الزَّكاة وصوم رمضان ..... "( صحيح البخارىِّ برقم ٤٣٦٨ )، وفى الحديث عن ربِّنا - عزَّ وجلَّ - قال:" كلُّ عمل ابن آدم له إلَّا الصَّوم فإنَّه لى وأنا أجزى به " ( صحيح البخارىِّ برقم ٥٩٢٧ ).
واللُّغة تستعمل الصَّوم والصِّيام بمعنى واحدٍ، ففى القاموس المحيط ( ص ١١٣١ ): صام صوماً وصياماً، وفى لسان العرب ( ج١٢/ ٣٥٠ ):" الصَّوم: ترك الطَّعام والشَّراب والنِّكاح والكلام، صام يصوم صوماً وصياماً ".
ليس معنىٰ أنَّ القرآن لم يُذكَر فيه الصَّوم أنَّ استعمال الصَّوم بدلاً من الصِّيام خطأٌ، فلو كانت خطأً ما ذكرها النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فى كلامه، ولو كانت خطأً ما ذكرها الله - تبارك وتعالىٰ - فى الحديث القدسىِّ الذى ذكرتُه فى المنشور.