عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 19-03-2022, 09:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,855
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لماذا ندرس الفتنة الكبرى؟

لماذا ندرس الفتنة الكبرى؟
موقع قصة الإسلام

أفكار ابن سبأ:
كانت أفكار ابن سبأ تهدف لهدم الإسلام، وتشكيك المسلمين في دينهم، ومن هذه الأفكار:
1- القول بعقيدة الرجعة: وهي من الثوابت عند الشيعة، وأصلها في المجوسية، وقد وُجدت في اليهودية افتراءً على الله - تعالى -، فاليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، وقال لهم ابنُ سبأ: إذا كان عيسى بن مريم سيرجع، فكيف لا يرجع محمد - صلى الله عليه وسلم -؟!، فمحمد - صلى الله عليه وسلم - سيرجع، وتمادى الشيعة في الأمر، وقالوا: ليس محمدًا فحسب، بل علي بن أبي طالب وغيره.
لكن أصل هذه العقيدة كما نرى نابعة من المجوسية، ومن افتراء اليهود وكذبهم، وكان ابن سبأ يخاطب الجهّال فيصدقونه، وقد سأله البعض عن دليلٍ على رجعة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال: يقول الله - تعالى -: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) [القصص: 85].
وقال: إن هذا المعاد في الدنيا، فخدع به بعض الجهال.
2- عقيدة الوصاية: قال ابن سبأ إن أمر النبوة منذ آدم حتى محمد - صلى الله عليه وسلم – بالوصاية -أي أن كل نبي يوصي للنبي الذي بعده-، وهذا تخريف منه وتحريف، وكان هناك ألف نبي وكل منهم أوصى لمن بعده، فهل يأتي محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو خاتم الأنبياء ولا يوصي بالأمر من بعده لأحد، إذن أوصى محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد الناس، هذا في البداية، ثم بدأ في البحث عن رجل إذا تكلم عنه أمام الناس يخجل الناس أن يردوا كلامه، فقال: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - أوصى بالأمر لعلي وقد علمت ذلك منه، ووضع حديثاً في ذلك يقول- افتراءاً على الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أنا خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء. أو الأولياء. وهو حديث موضوع كما قال الألباني، وأضاف الشيعة بعد ذلك مجموعة من الأوصياء، ومن هنا ظهرت عقيدة الوصاية.
ثم قال ابن سبأ لأتباعه:
اطعنوا في الأمراء، وبدأ يراسل أهل الأمصار بسلبيات افتراها على الأمراء الذين ولاهم عثمان - رضي الله عنه -، من أمثال عبد الله بن أبي سرح، والوليد بن عقبة، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن عامر، وقال لأتباعه: إذا قمتم بالدعوة إلى هذا الأمر في الناس فقولوا: إنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؛ حتى لا ينكر قولكم.
أتباع ابن سبأ
اتبع ابن سبأ مجموعة من الطوائف، فمنهم الذين هم على شاكلته ممن دخلوا في الإسلام ظاهراً، وأبطنوا الكفر والنفاق، وطائفة أخرى يرغبون في الإمارة والرئاسة والسيطرة، ولم يولهم عثمان - رضي الله عنه -، إما لسوء خلقهم، أو لوجود من هو أفضل منهم، وطائفة ثالثة من الموتورين الذي أقام عثمان - رضي الله عنه - الحد على أحدهم، أو على قريب لهم، فقاموا حمية له، وطائفة أخرى من جهال المسلمين الذين ينقصهم العلم، فتبعوا ابن سبأ بدافع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ليقتلوا عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.
ثم بدأ الطعن في الخليفة نفسه، وأعد ابن سبأ قائمة بالطعون في عثمان - رضي الله عنه -، وأرسلها إلى الأمصار والبلدان، ووصل الأمر إلى أمراء المسلمين، وإلى الخليفة - رضي الله عنه -، فأرسل مجموعة من الصحابة يفقهون الناس، ويعلمونهم، ويدفعون عنهم هذه الشبهات، فأرسل محمد بن مسلمة إلى الكوفة، وأسامة بن زيد إلى البصرة، وعمار بن ياسر إلى مصر، وعبد الله بن عمر إلى الشام، وكان أهل الشام أقل الناس تأثرا بهذه الفتنة، وكان معاوية - رضي الله عنه - يسوس الناس بحكمة وحلم، وكان الناس يحبونه حباً شديداً، وقد رفض الناس دعوة ابن سبأ عندما عرضها عليهم، فذهب إلى أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - وأرضاه وهو من كبار الصحابة، ومن شديدي الزهد كما يعرف ذلك من يطالع سيرته، ولما مر به عبد الله بن سبأ في طريقه قال له: يا أبا ذر إن أهل الشام ينغمسون في الدنيا وفي الملذات وينشغلون عن أمر الدين، محاولاً بهذا الكلام إثارته، فذهب أبو ذر إلى معاوية وقال له: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [التوبة: 34].
متأولاً معنى الآية أنه لا يجوز للإنسان أن يكنز أكثر من قوت يوم واحد، وهذا الفهم يخالف أصول الإسلام في هذه الناحية، فقال له معاوية: إنك تحمل الناس على أمر لا يطيقونه، ولم يقره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصر أبو ذر على رأيه، فأرسل معاوية إلى عثمان - رضي الله عنه -، فاستدعى عثمان - رضي الله عنه - أبا ذر - رضي الله عنه -، ودار بينهما حوار سنذكر تفاصيله فيما بعد، وكان هذا من المطاعن على عثمان - رضي الله عنه - التي تبع ابن سبأ فيها الكثير.
وذهب ابن سبأ أيضاً إلى عبادة بن الصامت، وحاول معه مثل هذا الأمر، فقبض عليه، وأتى به إلى معاوية بن أبي سفيان، وقال له: هذا الذي أثار عليك أبا ذر الغفاري.
فكلمه معاوية - رضي الله عنه -، وكان معاوية حليماً شديد الحلم، فرجع ابن سبأ عن قوله ظاهراً، ولم يطمئن إليه معاوية، فأخرجه من بلاده فذهب إلى مصر بعد ذلك.
أما مجموعة الصحابة الذين أرسلهم عثمان - رضي الله عنه - إلى الأمصار؛ ليعلمونهم ويدرءون عنهم هذه الشبهات، فقد رجعوا جميعاً إلى عثمان - رضي الله عنه - إلا عمار بن ياسر الذي كان قد ذهب إلى مصر، وكان بها عبد الله بن سبأ، وسودان بن حمران، وكنانة بن بشر، وهم من رءوس الفتنة، فقد جلسوا مع عمار بن ياسر، وأقنعوه ببعض الأفكار والمآخذ على الأمراء، وعلى عثمان - رضي الله عنه -، فتأخر عمار بن ياسر عن العودة إلى عثمان - رضي الله عنه - بالمدينة، فخاف المسلمون أن يكون قد قتل، ولكن جاءهم في هذا الوقت كتاب من عبد الله بن أبي سرح -والي عثمان - رضي الله عنه - على مصر- يخبرهم أن عمار بن ياسر قد استماله القوم، وأرسل عثمان - رضي الله عنه - إلى عمار بن ياسر - رضي الله عنه - خطاباً يعاتبه فيه، ولما قرأ الخطاب ظهر له الحق، ورجع إلى عثمان - رضي الله عنه - في المدينة، وتاب بين يديه عن هذا الظن.
ثم ظهرت الفتنة ولأول مرة بصورة علنية، وكان ذلك في الكوفة سنة 33 هـ، فقد جمع الأشتر النخعي حوله مجموعة من الرجال تسعة أو عشرة، وبدأ يتحدث جهاراً نهاراً عن مطاعن يأخذها على عثمان - رضي الله عنه -، وسمع سعيد بن العاص والي الكوفة من قبل عثمان - رضي الله عنه - هذا الكلام فنهى الأشتر ومن معه، ثم أرسل بعد ذلك إلى عثمان - رضي الله عنه - يخبره بما عليه الأشتر النخعي ومن معه، فأرسل عثمان - رضي الله عنه - رسالة إلى سعيد بن العاص أن يرسل الأشتر النخعي ومن معه إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام، وكان معاوية كما ذكرنا حليماً شديد الحلم، فقد كانوا يسبونه علنا مرة، والثانية، والثالثة، ويأخذهم باللين والرفق، ولم يحاول معاوية بن أبي سفيان أن يشتد معهم، فأرسلهم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والي حمص، وكان كأبيه خالد - رضي الله عنه - له مخالب كمخالب الأسد شديداً حازماً فعنفهم بشدة، ولما ردوا عليه أذلهم ذلاً عظيماً وحبسهم، فأظهروا توبتهم، فأرسل إلى عثمان - رضي الله عنه - أن هؤلاء قد تابوا، فأرسل إليه أن يجعل أحدهم يأتيه، فأرسل إليه الأشتر النخعي وأعلن توبته على يدي عثمان - رضي الله عنه -، فرده عثمان إلى الشام، وظل فيها هو ومن معه، وبينما هم في الشام جاءتهم رسالة من رجل يسمى يزيد بن قيس من البصرة أنه سوف يعلن الثورة في البصرة جهراً، وأرسل لهم رسالة يستعين بهم، ولما وقعت الرسالة في أيديهم ترددوا في أمر الثورة، وأصر عليهم الأشتر النخعي، فقيل أنهم رجعوا معه، وقيل لم يرجعوا معه، ولكنه عاد إلى الكوفة، وكما ذكرنا من قبل أنه كان مسموع الكلمة وذا رأي في قومه.
وفي هذا الوقت أرسل عثمان - رضي الله عنه - إلى ولاته؛ كي يستشيرهم في أمر هذه الفتنة، فأرسل إلى معاوية بن أبي سفيان واليه على الشام، وإلى عبد الله بن عامر واليه على البصرة، وسعيد بن العاص واليه على الكوفة، وعبد الله بن أبي سرح واليه على مصر، وجاءوا جميعاً إلى عثمان - رضي الله عنه - بالمدينة، وبعد أن عرض عليهم الموقف بدأوا يقولون رأيهم؛ فأشار عبد الله بن عامر أن يشغل الناس بالجهاد حتى لا يتفرغوا لهذه الأمور، وأشار سعيد بن العاص باستئصال شأفة المفسدين وقطع دابرهم، وأشار معاوية - رضي الله عنه - بأن يرد كل وال إلى مصره فيكفيك أمره، أما عبد الله بن أبي سرح فكان رأيه أن يتألفهم بالمال.
وقد جمع عثمان - رضي الله عنه - في معالجة هذا الأمر بين كل هذه الآراء، فخرج بعض الجيوش للغزو، وأعطى المال لبعض الناس، وكلف كل وال بمسئوليته عن مصره، ولكنه لم يستأصل شأفتهم.
إلى هذا الوقت لا زال الأمر لم يعلن عدا أمر العشرة الذين كانوا مع الأشتر النخعي في الكوفة، وظهور أمر يزيد بن قيس في البصرة، ورجع الأمراء من عند عثمان - رضي الله عنه - إلى أقطارهم، وعندما رجع سعيد بن العاص إلى الكوفة وجد أن الأشتر النخعي قد سبقه إليها، وقام بثورة كبيرة بعد أن جمع الجموع، ونشر فيهم الفتنة نشراً عظيماً، ومنع دخول سعيد بن العاص الكوفة، وأصروا على أمرهم، وآثر سعيد بن العاص أن يقمع الفتنة فرفض الدخول في قتال معهم ورجع إلى
عثمان - رضي الله عنه -، وأخبره بما حدث، وآثر عثمان - رضي الله عنه - السلامة في هذه البلاد التي تدير وسط وشمال فارس، وارتضى أهل الكوفة أن يولى عليهم أبو موسى الأشعري، ووافقهم عثمان - رضي الله عنه - على ذلك، وكان ذلك سنة 34 هـ، وبدأ الطعن يكثر في عثمان - رضي الله عنه -، وتنتشر أفكار ابن سبأ في البلاد، وأصبح للفتنة جذور في بلاد كثيرة، فكان يزيد بن قيس في البصرة، والأشتر النخعي في الكوفة، وكذا حكيم بن جبلة، وعبد الله بن سبأ رأس الفتنة في مصر، ومعه كنانة بن بشر وسودان بن حمران.
وأراد رؤوس الفتنة أن يشعلوا الأمر أكثر وأكثر؛ حتى يجتثوا الدولة الإسلامية من جذورها، فبدءوا يكثرون الطعن على عثمان، ويكتبون هذه المطاعن المكذوبة، والمفتراة ويرسلونها إلى الأقطار موقعة بأسماء الصحابة افتراء على الصحابة، فيوقعون الرسائل باسم طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، والسيدة عائشة.
وكان من الصعب نظراً لصعوبة الاتصال وتنائي الأقطار أن يتم تنبيه الناس إلى كذب هذه الرسائل، وأن الصحابة -رضوان الله عليهم- لم يكتبوا هذه المطاعن، ولم يوقعوا عليها.
ومن ثم انقاد بعض الناس لهذه الفتنة، بينما انتظر آخرون حتى يتثبتوا من الأمر نظراً لخطورته.
وتلك المطاعن التي افتراها من أشعل هذه الفتنة هي الموجودة الآن في كتب الشيعة، وعندما يطعنون ويسبون عثمان - رضي الله عنه - يذكرون هذه المطاعن الذي ذكرها هؤلاء المارقون عن الإسلام، ويضعونها على أنها حقائق، وقد انساق ورائهم بعض الجهال من المسلمين كـزاهية قدورة التي ذكرت هذه المطاعن على أنها حقائق، واتهمت بها عثمان - رضي الله عنه - والسيدة عائشة - رضي الله عنها -، وذكرت أن السيدة عائشة ألبت الناس على عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وكأن الرسائل التي أرسلت من أصحاب الفتنة رسائل حقيقية أرسلتها السيدة عائشة، يقول ابن كثير:
قال أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن مسروق قال: قالت عائشة حين قتل عثمان: تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قتلتموه.
وفي رواية: ثم قربتموه، ثم ذبحتموه كما يذبح الكبش.
فقال لها مسروق: هذا عملك، أنت كتبت إلى الناس تأمريهم أن يخرجوا إليه.
فقالت: لا، والذي آمن به المؤمنون، وكفر به الكافرون، ما كتبت لهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا.
قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها، وهذا إسناد صحيح إليها.
وفي هذا وأمثاله دلالة ظاهرة على أن هؤلاء الخوارج قبحهم الله، زوروا كتباً على لسان الصحابة إلى الآفاق يحرضونهم على قتال عثمان، كما قدمنا بيانه.
التهم والمطاعن المفتراة على عثمان
ما هي المطاعن التي أخذها هؤلاء المارقون على الإسلام على عثمان - رضي الله عنه -، والتي لا زالت تتردد على ألسنة بعض المسلمين، وبعض المذاهب إلى هذا الوقت:
التهمة الأولى:ضربه لابن مسعود حتى كسر أضلاعه كما يقولون، ومنعه عطاءه.
التهمة الثانية:ضربه عمار بن ياسر حتى فتق أمعاءه.
التهمة الثالثة:ابتدع في جمعه للقرآن وحرقه للمصاحف.
التهمة الرابعة:حمى الحمى- وهي مناطق ترعى فيها الإبل-، وقالوا: إنه جعل إبله فقط هي التي ترعى فيها، وفي الحقيقة لم تكن هذه إلا إبل الصدقة.
التهمة الخامسة:أنه أجلى أو نفى أبا ذر الغفاري إلى الربذة، وهي منطقة في شمال المدينة.
التهمة السادسة:أنه أخرج أبا الدرداء من الشام.
التهمة السابعة:أنه رد الحكم بن أبي العاص بعد أن نفاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
التهمة الثامنة:أنه أبطل سنة القصر في السفر؛ وذلك لأنه أتم الصلاة في (منى) لما ذهب للحج.
التهمة التاسعة:أنه ولى معاوية بن أبي سفيان وكان قريباً له.
التهمة العاشرة:ولى عبد الله بن عامر على البصره وهو قريب له.
التهمة الحادية عشر:أنه ولى مروان بن الحكم وكان قريباً له.
التهمة الثانية عشر:أنه ولى الوليد بن عقبة على الكوفة وهو فاسق.
التهمة الثالثة عشر:أنه أعطى مروان بن الحكم خمس غنائم إفريقية.
التهمة الرابعة عشر:كان عمر يضرب بالدرة- عصا صغيرة-، أما هو فيضرب بعصاً كبيرة.
التهمة الخامسة عشر:علا على درجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد نزل عنها أبو بكر وعمر.
التهمة السادسة عشر:لم يحضر بدراً.
التهمة السابعة عشر:انهزم وفر يوم أحد.
التهمة الثامنة عشر:غاب عن بيعة الرضوان.
التهمة التاسعة عشر:لم يقتل عبيد الله بن عمر بالهرمزان، وكان عبيد الله بن عمر قد تيقن من أن الهرمزان قد شارك في الإعداد لقتل أبيه عمر بن الخطاب فقتله.
التهمة العشرون:أنه كان يعطي أقرباءه، ولا يعطي عامة المسلمين.
وهذه التهم كلها جاءت في رواية واحدة، بينما تضيف روايات أخرى تهماً أخرى، وهي موجودة إلى الآن ليس في كتب الشيعة فحسب، بل في كتابات الجهال من المسلمين الذين ينقلون عن روايات الشيعة الموضوعة دون أن يعلموا أنها موضوعة، أو ممن لا يريد لدولة الإسلام أن تقوم، مدعياً أن دولة الإسلام إذا قامت سوف يحدث مثل هذا الأمر، فقد حدث ذلك بين الصحابة أنفسهم، فكيف تقوم دولة الإسلام في عهدنا نحن.
وانتشرت هذه التهم المفتراة في الأمصار والبلاد، ولم يكن محفوظاً من هذا الأمر غير بلاد الشام، وبدأ الناس يجهزون أنفسهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإزالة عثمان بن عفان عن الحكم؛ لأنه فعل هذه الأمور.
نسأل الله -تعالى- أن يعيننا على الدفاع عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ونفي هذه التهم المنسوبة إليه كذباً وافتراء، وأن ننشر هذا الدفاع بين المسلمين، وننشره بين الشيعة إذا استطعنا، ونعرف الناس بالحقائق من خلال التاريخ الصادق الصحيح النقل، والعقل والمنطق، والفقه السليم، ونسأل الله أن يتقبل منا جميعاً.
الدفاع عن عثمان -رضي الله عنه-
المطاعن التي أخذها المتمردون على عثمان -رضي الله عنه-
ما هي المطاعن التي أخذها هؤلاء المارقون على الإسلام على عثمان - رضي الله عنه -، والتي لا زالت تتردد على ألسنة بعض المسلمين، وبعض المذاهب إلى هذا الوقت:
التهمة الأولى:ضرْبه لابن مسعود حتى كسر أضلاعه - كما يقولون - ومنعه عطاءه.
التهمة الثانية:ضرْبه عمار بن ياسر حتى فتق أمعاءَه.
التهمة الثالثة:ابتدع في جمْعه للقرآن وحرْقه للمصاحف.
التهمة الرابعة:حَمَى الحِمَى- وهي مناطق ترعى فيها الإبل-، وقالوا: إنه جعل إبله فقط هي التي ترعى فيها، وفي الحقيقة لم تكن هذه إلا إبل الصدقة.
التهمة الخامسة:أنه أجلى أو نفى أبا ذرٍّ الغفاري إلى الربذة، وهي منطقة في شمال المدينة.
التهمة السادسة:أنه أخرج أبا الدرداء من الشام.
التهمة السابعة:أنه ردّ الحكم بن أبي العاص بعد أن نفاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
التهمة الثامنة:أنه أبطل سنة القصر في السفر، وذلك لأنه أتم الصلاة في (منى) لما ذهب للحج.
التهمة التاسعة:أنه ولّى معاوية بن أبي سفيان وكان قريبًا له.
التهمة العاشرة:ولّى عبد الله بن عامر على البصرة وهو قريب له.
التهمة الحادية عشر:أنه ولّى مروان بن الحكم وكان قريبًا له.
التهمة الثانية عشر:أنه ولّى الوليد بن عقبة على الكوفة وهو فاسق.
التهمة الثالثة عشر:أنه أعطى مروان بن الحكم خمس غنائم إفريقية.
التهمة الرابعة عشر:كان عمر يضرب بالدرة- عصا صغيرة-، أما هو فيضرب بعصا كبيرة.
التهمة الخامسة عشر:علا على درجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد نزل عنها أبو بكر وعمر.
التهمة السادسة عشر:لم يحضر بدرًا.
التهمة السابعة عشر: انهزم وفرّ يوم أحد.
التهمة الثامنة عشر:غاب عن بيعة الرضوان.
التهمة التاسعة عشر:لم يقتل عبيد الله بن عمر بالهرمزان، وكان عبيد الله بن عمر قد تيقن من أن الهرمزان قد شارك في الإعداد لقتل أبيه عمر بن الخطاب، فقتله.
التهمة العشرون:أنه كان يعطي أقرباءه، ولا يعطي عامة المسلمين.
وهذه التهم كلها جاءت في رواية واحدة، بينما تضيف روايات أُخرى تهمًا أخرى، وهي موجودة إلى الآن ليس في كتب الشيعة فحسب، بل في كتابات الجهّال من المسلمين الذين ينقلون عن روايات الشيعة الموضوعة دون أن يعلموا أنها موضوعة، أو ممن لا يريد لدولة الإسلام أن تقوم، مدّعيًا أن دولة الإسلام إذا قامت سوف يحدث مثل هذا الأمر، فقد حدث ذلك بين الصحابة أنفسِهم، فكيف تقوم دولة الإسلام في عهدنا نحن.
تهمة الضرب لابن مسعود وعمار:
- أما بالنسبة للتهمة الأولى: وهو الزعم بأن عثمان ضرب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - حتى كسر أضلاعه، ومنعه عطاءه، فهذه الرواية مختلقة ليس لها أصل، وعندما بُويع عثمانُ - رضي الله عنه - بالخلافة قال عبد الله بن مسعود: بايعنا خيرنا ولم نأل.
فعبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يرى أن خير الأمة في هذا الوقت هو عثمان -رضي الله عنه-، وكان عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - واليًا لعثمان - رضي الله عنه - على بيت مال الكوفة، وكان والي الكوفة في ذلك الوقت سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -، وقد حدث خلاف بينهما بسبب أن سعدًا - رضي الله عنه - استقرض مالًا من بيت المال، ولم يردّه في الموعد المحدد، فحدثت المشادة بينهما بسبب هذا الأمر، وبعدها ثار أهل الكوفة كعادتهم مع كل الولاة على سعد بن أبي وقاص، مع ما له من المكانة في الإسلام، فهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وخال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعزل عثمان - رضي الله عنه - سعدًا من ولاية الكوفة، وأقرّ على بيت المال عبد الله بن مسعود، فلما أراد عثمان - رضي الله عنه - جمع الناس على مصحف واحد اختار - رضي الله عنه - لهذا الأمر زيد بن ثابت - رضي الله عنه -، وكان أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - قد اختاراه من قبل لجمع القرآن في المرة الأولى، وذلك لأن زيدًا - رضي الله عنه - هو الذي استمع العرضة الأخيرة للقرآن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت الصحف الأخرى تكتب تباعًا كلما نزل من القرآن شيءٌ كُتب فيها.
والقضية أنه كان لعبد الله بن مسعود مصحف يختلف في ترتيبه عن مصحف زيد بن ثابت - رضي الله عنهما -، ومن يرجع للروايات التي تروى عن مصحف عبد الله بن مسعود يجد أن ترتيب السور يختلف كثيرًا، وترتيب الآيات أيضًا داخل السور يختلف أحيانًا، وبعض الكلمات مختلفة أيضًا، بل إن بعض السور ليست موجودة أصلًا في مصحف عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، كسورة الفاتحة والمعوذتين، ولهجة عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - من هزيل، وليست من قريش، وقد كان الأمر أن تكون كتابة المصحف على الاتفاق، وعند الاختلاف يُرجع إلى لهجة قريش؛ لأن القرآن نزل بلسانها، فلما علم عبد الله بن مسعود أن القرآن سيجمع على قراءة ثابت، وأن مصحفه سوف يحرق غضب غضبًا شديدًا ووقف على المنبر في الكوفة وقال: (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ) [آل عمران: 161].
وإني غال مصحفي فهو - رضي الله عنه - يتأول الآية، وإنما الغلول هو: الكتمان من الغنيمة، وهو محرم إجماعاً، بل هو من الكبائر، كما تدل عليه هذه الآية الكريمة وغيرها من النصوص، ولكن عبد الله بن مسعود يريد أن يقول أنه سيحتفظ بمصحفه هذا ولن يوافق على حرقه ليأتي به يوم القيامة، وقد كان يريد - رضي الله عنه - أن يكون من الفريق المكلف بكتابة المصحف؛ لأنه كان ممن أثنى على قراءتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا باتفاق، ولكن كانت لهجته- كما ذكرنا- تختلف عن لهجة قريش، ورخص له النبي - صلى الله عليه وسلم - في القراءة بلهجته، ولكن الأمر الآن يتجه إلى جمع الناس على مصحف واحد، ويجب أن يكون باللسان الذي نزل به القرآن، وهو لسان قريش، فلما فعل ذلك عبد الله بن مسعود أجبره عثمان - رضي الله عنه - على حرق مصحفه، فعاد إلى المدينة يناقش عثمان - رضي الله عنه - والصحابة جميعاً في هذا الأمر، واجتمع كبار الصحابة على عبد الله بن مسعود، وأقنعوه بالأمر، وأن هذا الأمر فيه الخير للمسلمين، فلما علم ذلك رجع عن رأيه، وتاب عنه بين يدي عثمان - رضي الله عنه -، وعادت العلاقة بينه وبين عثمان - رضي الله عنه - كما كانت قبل هذه الحادثة. وهذه الروايات باتفاق.
ونحن كما نرى هذا الموقف، فقد كان من الصعب بداية على عبد الله بن مسعود أن يقوم بحرق مصحفه الذي ظل ما يربو على عشرين سنة يكتب فيه آي الذكر الحكيم التي يسمعها من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويمثل هذه المصحف شيئاً عظيماً في حياته، ويربطه بكل ذكرياته مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومع الصحب الكرام -رضوان الله عليهم- جميعاً، فقد كان جزءاً لا يتجزأ من حياته، فكان هذا رد فعله ابتداء، ولكنه لما علم الحق واقتنع به رجع عن رأيه وتاب عنه، ولم يخطأ عثمان - رضي الله عنه - إطلاقاً في حقه، ولم يضربه، ولم يمنعه عطاءه.
- أما التهمة الثانية المفتراة على عثمان - رضي الله عنه - فهي أنه ضرب عمار بن ياسر - رضي الله عنه - حتى فتق أمعاءه، ولو حدث هذا ما عاش عمار بعد تلك الوقعة المكذوبة، ولكن عماراً - رضي الله عنه - عاش حتى موقعة صفين بعد ذلك، فضرب عمار - رضي الله عنه - حتى فتق أمعائه لم يحدث، أما ضربه فقط فقد حدث، والسبب في هذا الأمر أنه قد حدث خلاف بين عمار بن ياسر - رضي الله عنه -، وبين عباس بن عتبة بن أبي لهب - رضي الله عنه - فقذف بعضهما بعضاً، فعزرهما عثمان - رضي الله عنه - بالضرب، بعد أن رأى أن كلاً منهما قد أخطأ في حق أخيه، ومر هذا الأمر دون أن يترك أثرا في نفوس الصحابة - رضي الله عنهم - جميعاً، ومما يؤكد ذلك أن عثمان - رضي الله عنه - عندما اختار مجموعة من كبار الصحابة؛ ليدفعوا الشبهات عن المسلمين في الأمصار كان ممن اختارهم لأداء هذه المهمة عمار بن ياسر - رضي الله عنه -، وأمره أن يذهب إلى مصر، وقد ذكرنا أن رؤوس الفتنة في مصر قد استمالوا عماراً - رضي الله عنه - بشبهاتهم على الأمراء، فتأخر عمار - رضي الله عنه - في مصر، وظن عثمان - رضي الله عنه - والمسلمون في المدينة أن عماراً قد قتل، وجاءت رسالة من مصر من عبد الله بن أبي سرح والي عثمان - رضي الله عنه - فيها أن القوم قد استمالوا عماراً، فأرسل إليه عثمان - رضي الله عنه - برسالة، ولما رجع عمار - رضي الله عنه -، وقص له ما حدث، قال له عثمان - رضي الله عنه -:
قذفت ابن أبي لهب أن قذفك، وغضبت علي أن أخذت لك بحقك وله بحقه، اللهم قد وهبت ما بيني وبين أمتي من مظلمة، اللهم إني متقرب إليك بإقامة حدودك في كل أحد، ولا أبالي، اخرج عني يا عمار.
فكان هذا عتاباً من عثمان لعمار - رضي الله عنهما -، وقد اعتذر عمار - رضي الله عنه - عن ميله لرؤوس الفتنة في مصر الذين حاولوا أن يقنعوه بما هم عليه، وأظهر توبته ورجوعه عن هذا الأمر بين يدي عثمان - رضي الله عنه - وبوجود كبار الصحابة.
فقصة ضرب عمار - رضي الله عنه - حتى فتق أمعائه أمر مكذوب تماماً، ولكن الأحداث كانت كما رأينا، وكون عثمان - رضي الله عنه - ضرب الاثنين، لو كان ضربهما لا يقدح هذا الأمر في الثلاثة، وذلك لأنهم من أهل الجنة جميعاً، وقد يصدر من أولياء الله ما يستحقوا عليه العقوبة الشرعية (الحد) فضلاً عن التعزير، وفعل مثل هذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عندما ضرب أبي بن كعب وهو من كبار الصحابة ويقرأ القرآن على قراءته؛ وذلك لأنه كان يسير في المدينة ويتبعه الناس، فضربه عمر - رضي الله عنه - بالدرة وقال له: إن هذه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع.
وأمره ألا يجعل أحداً يسير خلفه، بل فعل هذا الأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أحد الصحابة الذي كان قد شرب الخمر في غزوة خيبر فضربه أربعين ضربة، وقيل إنها كانت بالنعال، ولما لعنه أحد الصحابة بعد هذا الضرب غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: أولو كان يحب الله ورسوله.
إذن فالضرب لا يقلل من قيمة هؤلاء وهم في الجنة باتفاق، ثم إن التعزير يراد به التأديب على أمر ليس فيه حد ولا كفارة، والذنوب من حيث العقوبة المترتبة عليها ثلاثة أنواع:

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.84 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.82%)]