
18-03-2022, 10:04 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,240
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الاول
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الْبَقَرَة(52)
الحلقة (67)
صــ 486إلى صــ490
660 - حدثني محمد بن جرير ، قال : حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : " وعلم آدم الأسماء كلها " قال : أسماء ذريته أجمعين .
وأولى هذه الأقوال بالصواب ، وأشبهها بما دل على صحته ظاهر التلاوة ، قول من قال في قوله : " وعلم آدم الأسماء كلها " إنها أسماء ذريته وأسماء الملائكة ، دون أسماء سائر أجناس الخلق . وذلك أن الله جل ثناؤه قال : " ثم عرضهم على الملائكة " يعني بذلك أعيان المسمين بالأسماء التي علمها آدم . ولا تكاد العرب تكني بالهاء والميم إلا عن أسماء بني آدم والملائكة . وأما إذا كانت عن أسماء البهائم وسائر الخلق سوى من وصفناها ، فإنها تكني عنها بالهاء والألف أو بالهاء والنون ، فقالت : " عرضهن " أو " عرضها " وكذلك تفعل إذا كنت عن أصناف [ ص: 486 ] من الخلق كالبهائم والطير وسائر أصناف الأمم وفيها أسماء بني آدم والملائكة ، فإنها تكني عنها بما وصفنا من الهاء والنون أو الهاء والألف . وربما كنت عنها ، إذا كان كذلك بالهاء والميم ، كما قال جل ثناؤه : ( والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع ) [ سورة النور : 45 ] ، فكنى عنها بالهاء والميم ، وهي أصناف مختلفة فيها الآدمي وغيره . وذلك ، وإن كان جائزا ، فإن الغالب المستفيض في كلام العرب ما وصفنا ، من إخراجهم كناية أسماء أجناس الأمم - إذا اختلطت - بالهاء والألف أو الهاء والنون . فلذلك قلت : أولى بتأويل الآية أن تكون الأسماء التي علمها آدم أسماء أعيان بني آدم وأسماء الملائكة ، وإن كان ما قال ابن عباس جائزا على مثال ما جاء في كتاب الله من قوله : " والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه " الآية . وقد ذكر أنها في حرف ابن مسعود : " ثم عرضهن " وأنها في حرف أبي : " ثم عرضها "
ولعل ابن عباس تأول ما تأول من قوله : علمه اسم كل شيء حتى الفسوة والفسية ، على قراءة أبي ، فإنه فيما بلغنا كان يقرأ قراءة أبي . وتأويل ابن عباس - على ما حكي عن أبي من قراءته - غير مستنكر ، بل هو صحيح مستفيض في كلام العرب ، على نحو ما تقدم وصفي ذلك .
القول في تأويل قوله تعالى : ( ثم عرضهم على الملائكة )
قال أبو جعفر : قد تقدم ذكرنا التأويل الذي هو أولى بالآية ، على قراءتنا ورسم مصحفنا ، وأن قوله : " ثم عرضهم " بالدلالة على بني آدم والملائكة ، [ ص: 487 ] أولى منه بالدلالة على أجناس الخلق كلها ، وإن كان غير فاسد أن يكون دالا على جميع أصناف الأمم ، للعلل التي وصفنا .
ويعني جل ثناؤه بقوله : " ثم عرضهم " ثم عرض أهل الأسماء على الملائكة .
وقد اختلف المفسرون في تأويل قوله : " ثم عرضهم على الملائكة " نحو اختلافهم في قوله : " وعلم آدم الأسماء كلها " وسأذكر قول من انتهى إلينا عنه فيه قول .
661 - حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : " ثم عرضهم على الملائكة " ثم عرض هذه الأسماء ، يعني أسماء جميع الأشياء ، التي علمها آدم من أصناف جميع الخلق .
662 - وحدثني موسى ، قال : حدثنا عمرو ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي في خبر ذكره ، عن أبي مالك ، وعن أبى صالح ، عن ابن عباس - وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " ثم عرضهم " ثم عرض الخلق على الملائكة .
663 - وحدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : أسماء ذريته كلها ، أخذهم من ظهره . قال : ثم عرضهم على الملائكة .
664 - وحدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : " ثم عرضهم " قال : علمه اسم كل شيء ، ثم عرض تلك الأسماء على الملائكة . [ ص: 488 ]
665 - وحدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : " ثم عرضهم " عرض أصحاب الأسماء على الملائكة
666 - وحدثنا علي بن الحسن ، قال : حدثنا مسلم ، قال : حدثنا محمد بن مصعب ، عن قيس ، عن خصيف ، عن مجاهد : " ثم عرضهم على الملائكة " يعني عرض الأسماء ، الحمامة والغراب .
667 - وحدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن جرير بن حازم ، - ومبارك عن الحسن - وأبي بكر عن الحسن وقتادة - قالا علمه اسم كل شيء : هذه الخيل ، وهذه البغال ، وما أشبه ذلك . وجعل يسمي كل شيء باسمه ، وعرضت عليه أمة أمة .
القول في تأويل قوله : ( فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء )
قال أبو جعفر : وتأويل قوله : " أنبئوني " : أخبروني ، كما :
668 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عثمان ، قال : حدثنا بشر ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : " أنبئوني " يقول : أخبروني بأسماء هؤلاء .
ومنه قول نابغة بني ذبيان : [ ص: 489 ]
وأنبأه المنبئ أن حيا حلول من حرام أو جذام
يعني بقوله : " أنبأه " : أخبره وأعلمه .
القول في تأويل قوله جل ذكره : ( بأسماء هؤلاء )
قال أبو جعفر :
669 - حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال حدثنا عيسى - وحدثنا المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : " بأسماء هؤلاء " قال : بأسماء هذه التي حدثت بها آدم .
670 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : " أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " يقول : بأسماء هؤلاء التي حدثت بها آدم .
[ ص: 490 ] القول في تأويل قوله تعالى ذكره : ( إن كنتم صادقين ( 31 ) )
قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في ذلك .
671 - فحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : " إن كنتم صادقين " إن كنتم تعلمون لم أجعل في الأرض خليفة .
672 - وحدثنا موسى بن هارون ، قال : حدثنا عمرو بن حماد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي في خبر ذكره ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس - وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " إن كنتم صادقين " أن بني آدم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء .
673 - وحدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثنا حجاج ، عن جرير بن حازم - ومبارك عن الحسن - وأبي بكر عن الحسن وقتادة - قالا " أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " أني لم أخلق خلقا إلا كنتم أعلم منه ، فأخبروني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|