عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26-02-2022, 04:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,320
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نظرية الأدب القائد

أما القوافي فكثيرة ويحسن أن ترد ورودًا طبيعيًّا، وأروع القوافي ما يسمى بالإرصاد، وهي القافية التي ترشحها الألفاظ المتقدمة عليها في البيت نفسه، مثال ذلك ما ورد في شعر أبي بكر الشبلي:
الورقاء الهتوف[2]
رب ورقاء هتوف في الضحى
ذات شجو هتفت في فنن

ذكرت دهرًا وإلفًا سالفًا
فبكت حزنًا فهاجت حزني

فبكائي ربما أرقتها
وبكاها ربما أرقني

ولقد تشكو فما أفهمها
ولقد أشكو فما تفهمني

غير أني في الجوى أعرفها
وهي أيضًا في الجوى تعرفني



وفي العصر الحديث شعر كثير يدل على ارتياح القوافي بالإرصاد كقول الشاعر:
عاتبتني[3]
عاتبتني على انقطاع التلاقي
واختلاط الأوراق بالأوراق

ثم قالت:وكنت ترعى عهودي
وتلاقي من الهوى ما ألاقي

وكتابي إذا أعود لصحوي
يا حبيبي مصارع العشاق



ومن انسجام القوافي مراعاة ألف السناد أو التأسيس، إما السير عليه وإما حذفه، من ذلك قصيدة للدكتور محمود الحليبي بعنوان:
غصون الفجر[4]
تقولين: نم فالليل أمسى مودعا
وكادت غصون الفجر أن تتفرعا



وبعد أربعين بيتًا يقول:
أبا مازن وارفع جبينك إنني
أناشدك المولى كفاك تواضعا



ومن انسجام القوافي الحفاظ على نهاياتها بالحرف الذي هو قبل الأخير كان تقول: الصابرين في بيت ثم يأتي بعده: العابرون.

أما القصيدة فأشكالها الفنية الأسلوبية كثيرة منها عمود الشعر،أو؛ وحدة الموضوع، أو الاستطراد، ويمكن أن تأتي على شكل مقطعات أو رباعيات أو مخمسات ودوبيت.. أشكال القصيد كثير يختار منها الشاعر ما يلائم فنه.

أما المطولات فهي للملاحم، وقد تمتد القصيدة القصة أو الملحمة آلاف الأبيات يلجأ فيها الشاعر إلى الرباعيات خشية تكرار القوافي بشكل مزعج، ويمكن للشاعر في هذه الحال أن يلجأ إلى المجازيء كمحطات راحة للشاعر، وللتخفيف عن القارئ. واللفظة الرمز من أدوات هذا الأدب، الأدب القائد، حينما ترمز إلى مزدك أو بابك الخرمي قديمًا، أو إلى نجم داود أو كوهين أو رمبو حديثًا..

وللبناء الهيكلي يتم استيعاب التجربة الشعرية بالبحر المناسب، ويتم هذا الاختيار لاشعوريًا في أكثر الأحيان وكلما كان الانفعال صادقًا جاء البحر عفويًا وجاءت القوافي مرتاحة متمكنة يتولى ذلك كله تلقائية التجربة الشعرية.

خصائص القوافي:
وللقوافي خصائصها، وهي تفرض نفسها دون تدخل من الشاعر في كثير من المواقف فقد برزت قافية الدال بصفتها مَعلمًا من معالم الغزل، وإن كان كثير من القوافي تشترك معها.

أما قافية الياء فقد رأيتها مشتركة بين شعراء الحزن، بدءًا من عبد يغوث بن وقاص الحارثي سيد مذحج في الجاهلية في اليمن، فمن كان يبحث عن المعارضات أو المناقضات، فليبحث عن القصائد الأم في تاريخ الأدب، ومن الملفت للنظر أنني وجدت قصيدة عبد يغوث وهي ذات اللون النفسي الحزين، قد تبعتها قصائد على قافيتها ذات لون حزين أيضًا؛ الأمر الذي دعاني إلى أن أسمي قافية الياء: قافية الشجن.

قال عبد يغوث وقد أسرته تيم:
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا
فما لكما في اللوم خير ولا ليا



ومنها هذا البيت الذي احتفت به كتب النحو:
وتضحك مني شيخة عبشمية
كأن لم ترى قبلي أسيرًا يمانيا
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.11 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]