عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 26-02-2022, 04:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,565
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حكم مختارات من عيون الشعر والأدب -------متجددة إن شاء الله



وكان بعض السلف يطوف بالبيت فنظر إلى امرأة جميلة فمشى إلى جانبها ثم قال هذا البيت، فقالت له المرأة: دع أحدهما تنل الآخر، وفي روضة المحبين للإمام ابن القيم: لكل عبد بداية ونهاية، فمن كانت بدايته اتباع الهوى كانت نهايته الذل والصغار والحرمان والبلاء المتبوع.



وقال الشاعر:



وحقيقةُ الإخلاصِ توحيدُ الم

رادِ فلا يزاحِمُه مرادٌ ثاني







الإخلاصُ: هو خلوصُ القلب من تأله من سوى اللهِ وإرادته ومحبته فخلص لله؛ فلم يتمكن الشيطان من إغوائه، وأما إذا صادف قلبًا فارغًا تمكن منه بحسب فراغه وخلوه فيكون جعله مسيئًا مذنبًا في هذه الحالة عقوبة على عدم هذا الإخلاص، وقد قيل: الإخلاص: هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا عدو فيفسده، ولا يعجب صاحبه فيبطله.





وقال الشاعر:



من عرفَ اللهَ أزال التُّهْمَةْ

وقال كلُّ فِعْلِه للحِكْمَةْ









استشهد فضيلة الشيخ محمد بن سبيل بهذا البيت في إحدى دروسه في الحرم الكي، ولم ينسبه، واستشهد به على أن كل ما يقدِّره الله ويعمله لحكمة، والشيخ محمد بن سبيل لديه ثقافة أدبية واسعة، ويقول الشعر، وله قصائد ممتازة، هذا مع أنه ضليع في الفقه والقواعد والتفسير وجميع العلوم الشرعية، ودائمًا في كلّ درس من دروسه يستشهد بأبيات وبأقوال الأئمة والأدباء والمفسرين.



قال الشاعر:



آلُ النبيِّ همُ أتباعُ مِلَّتِهِ

من الأعاجمِ والسودانِ والعربِ







استشهد الشيخ ابن عثيمين بهذا البيت ولم ينسبه عند التعليق على قول: (اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد)، ثم قال: إن (آله) هم: أتباعه.





وقال الشاعر:



فما هو إلا الاستعاذةُ ضارعًا

أو الدَّفْعُ بالحُسنى هما خيرُ مطلبِ




فهذا دواءُ الدّاء من شرّ ما يُرى

وذاك دواء الدّاء من شرّ مُحْجَبٍِ









استشهد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب بهذه الأبيات في تلخيصه لزاد المعاد عند الحديث عن الوساوس المشككة في الله أو في النار أو الجنة أو الأمور الغيبية، فقال: إذا استحكمت هذه الوساوس وأشغلت الشخص فعليه بالاستعاذة، ثم ذكر هذين البيتين.



وهذا البيت أظنُّ أن قائله أراد به حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: «يأتي الشيطانُ أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته»[3]، وفي رواية: «فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله، فإن ذلك يذهب عنه» [4].





قال الشاعر:



ارفعْ حياءَكَ فيما جئتَ طالبَه

إنَّ الحياءَ مع الحِرْمانِ مَقرونُ







هذا البيت استشهد به معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه.



وجاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن مما أدرك الناسُ من كلامِ النبوة الأولى: إذا لم تستَحِ فاصنع ما شئت»[5].



والبيت معناه: أن حاجات النفس المشروعة من: علم، أو تعلم، أو طلب حق، أو أداء واجب، ونصح من يستحق، فينبغي أن لا يمنعه من هذه الأمور الحياء، فالحياء نعمة وجمال وخير، لكن لا حياء في أداء الواجب أو طلب العلم ونصح المسلمين ونحو ذلك.



فالحياء كله خير إذا حال بين الشخص وبين القبائح، كما قال الشاعر:



وَرُبَّ قَبِيحَةٍ مَا حَالَ بَيْنِي

وبينَ ركوِبها إِلا الحَياءُ








[1] أخرجه أحمد في المسند (2/201) رقم (6885)، والبيهقي في السنن (10/240)، عن الأعشى المازني رضي الله عنه. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم (5712)، وقال محقق المسند: إسناده ضعيف لجهالة حال صدقة بن طيسلة ومعن بن ثعلبة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبدالله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة.




[2] أخرجه أحمد (5/278)، وأبو داود برقم (4297)، عن ثوبان رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (8183).




[3] أخرجه مسلم برقم (134) ـ (214)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.





[4] أخرجه مسلم برقم (134) ـ (212ـ 213)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.




[5] أخرجه البخاري برقم (3483)، عن عقبة رضي الله عنه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.27 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]