عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26-02-2022, 04:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,635
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حكم مختارات من عيون الشعر والأدب -------متجددة إن شاء الله

هذا البيت جاء في قصيدة نظمها أحد العلماء الذميين معترضًا على القدر، قال في مطلعها:



أَيَا عُلَمَاءَ الدِّينِ ذِمِّيُّ دِينِكُمْ


تَحَيَّرَ دُلُّوهُ بِأَوْضَحِ حُجَّةِ





إذَا مَا قَضَى رَبِّي بِكُفْرِي بِزَعْمِكُمْ

وَلَمْ يَرْضَهُ مِنِّي فَمَا وَجْهُ حِيلَتِي




دَعَانِي وَسَدَّ الْبَابَ عَنِّي، فَهَلْ إلَى

دُخُولِي سَبِيلٌ بَيِّنُوا لِي قَضِيَّتِي




قَضَى بِضَلَالِي ثُمَّ قَالَ ارْضَ بالقضا


فَمَا أَنَا رَاضٍ بِاَلَّذِي فِيهِ شِقْوَتِي




فَإِنْ كُنْتُ بِالْمَقْضِيِّ يَا قَوْمُ رَاضِيَا

فَرَبِّي لَا يَرْضَى بِشُؤْمِ بَلِيَّتِي





إلى آخر ما قال في قصيدته.




فأجابه شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية بقصيدة مرتجلًا فقال:



سُؤَالُكَ يَا هَذَا سُؤَالُ مُعَانِدٍ


مُخَاصِمِ رَبِّ الْعَرْشِ بَارِي الْبَرِيَّةِ





فَهَذَا سُؤَالٌ خَاصَمَ الْمَلَأَ الْعُلَا

قَدِيمًا بِهِ إبْلِيسُ أَصْلُ الْبَلِيَّةِ




وَمَنْ يَكُ خَصْمًا لِلْمُهَيْمِنِ يَرْجِعَنْ

عَلَى أُمِّ رَأْسٍ هَاوِيًا فِي الْحَفِيرَةِ




وَيُدْعَى خُصُومُ اللَّهِ يَوْمَ مُعَادِهِمْ

إلَى النَّارِ طَرًّا مَعْشَرَ الْقَدَرِيَّةِ




سَوَاءٌ نَفَوْهُ، أَوْ سَعَوْا لِيُخَاصِمُوا

بِهِ اللَّهَ أَوْ مَارَوْا بِهِ لِلشَّرِيعَةِ







قول الذمي: (قضي بضلالي ثم قال: ارض بالقضا): هذا هو القضاء الجزائي المبني على الضلال الاختياري، لأن الله جعل العبد مختارًا، كما قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف:٢٩]، فمن اختار الهداية زاده الله هدى، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ[محمد:١٧]، ومن اختار الغواية والضلال أضله الله، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ[الصف:٥].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]