
21-02-2022, 10:18 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,792
الدولة :
|
|
رد: حنين الأنامل وأنينها
وتقول لك أناملك: أوتذكر يا صاحبي عندما كنت أُقلب صفحات مصحفك وأنت تقرأ في سورة الكهف، حتى وقفت على حال القوم عند نشر هذه الدواوين التي سطرت من أعمال الإنسان؟! (وَوُضِعَالْكِتَابُفَتَرَىالْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَمِمَّافِيهِوَيَقُولُونَيَاوَيْلَتَنَامَالِهَذَاالْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُصَغِيرَةًوَلاكَبِيرَةًإِلاَ أحْصَاهَاوَوَجَدُوامَاعَمِلُوا حَاضِرًاوَلاَيَظْلِمُرَبُّكَأَحَدًا) (الكهف:49).
وتقول لك أناملك: أوتذكر يا صاحبي حال هؤلاء القوم، وهم يتلقفون هذه الكتب إذا نُشرت عليهم يوم القيامة، ويرى فرح وسرور من وفق أن يتناولها بيمينه، وحزن وكرب وكآبة من تلقفها بشماله؟!
أوتذكر هذا المشهد عندما وصلنا إلى سورة الحاقة حيث يقول الله -تعالى-: (فَأَمَّامَنْأُوتِيَ كِتَابَهُبِيَمِينِهِفَيَقُولُهَاؤُمُاقْرَؤُواكِتَابِيهْ . إِنِّيظَنَنتُأَنِّيمُلاَقٍ حِسَابِيهْ . فَهُوَفِيعِيشَةٍرَّاضِيَةٍ . فِيجَنَّةٍعَالِيَةٍ . قُطُوفُهَادَانِيَةٌ . كُلُواوَاشْرَبُواهَنِيئًابِمَاأَسْلَفْتُمْفِيالأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)(الحاقة:19-24).
وكيف كان شوقك أن تكون من تلك الطائفة، وكيف انفرجت أساريرك وأنت تطالع حال هذه الطائفة الفائزة الناجية؟! وكيف ألم بك الفزع والخوف عندما انتقلت بك إلى الصورة الأخرى المقابلة لهذه الصورة؟(وَأَمَّامَنْأُوتِيَكِتَابَهُبِشِمَالِهِفَيَقُولُيَالَيْتَنِيلَمْأُوتَكِتَابِيهْ. وَلَمْأَدْرِمَاحِسَابِيهْ . يَالَيْتَهَاكَانَتِالْقَاضِيَةَ . مَاأَغْنَى عَنِّيمَالِيهْ . هَلَكَعَنِّيسُلْطَانِيهْ)(الحاقة:25 - 29).
وعندها ينادي على زبانية جهنم: (خُذُوهُفَغُلُّوهُ . ثُمَّالْجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّفِيسِلْسِلَةٍذَرْعُهَاسَبْعُونَذِرَاعًافَاسْلُكُوهُ)(الحاقة:30-32).
ثم ذكرت الآيات أسباب هذه العقوبة: (إِنَّهُكَانَلاَ يُؤْمِنُبِاللَّهِالْعَظِيمِ . وَلاَيَحُضُّعَلَىطَعَامِالْمِسْكِينِ . فَلَيْسَلَهُالْيَوْمَهَاهُنَاحَمِيمٌ . وَلاَ طَعَامٌإِلا َّمِنْغِسْلِينٍ . لاَيَأْكُلُهُ إِلاَّالْخَاطئُونَ)(الحاقة:33- 37).
فكم كان فزعك حتى قررت في نفسك أنك لن تكون -بإذن الله- وقوداً للنار، وإنك ستجتهد أن تكون من الطائفة الأولى، وأنك سوف تفعل وتفعل وتفعل! عهود ووعود ومواثيق، ولكنها ذهبت بعد ذلك بعد انقضاء رمضان مع الريح، حيث ذهبت بهذه الوعود والعهود والمواثيق إلى مكان سحيق.
إن أناملك ما زال لديها المزيد، ولكنها تحتاج منك إلى الإنصات، فلتعطها الفرصة، لكي تستمتع إلى أنينها ولتنصت إليها بقلب واع، فإنها ما أرادت إلا تذكيرك بعهودك السابقة بهذه الأيام التي عاشت فيها الأنامل أحسن الأيام والذكريات.
فإن قلت لها تكلمي لقالت لك: أتذكر أيها الصاحب والصديق، أتذكر عندما وقفنا سويا على مشهد الناس يوم القيامة بعدما قضى الله بين العباد، وميز أهل الجنة عن أهل النار، وإذا بقائد يقود أهل النار إلى وطنهم ويسوق أهل الجنة إلى وطنهم؟
أتذكر عندما كنا نتصفح المصحف حتى وقفنا عند سورة الزمر، حيث يقول الله -تعالى-: (وَسِيقَالَّذِينَكَفَرُواإِلَىجَهَنَّمَزُمَرًاحَتَّىإِذَاجَاؤُوهَا فُتِحَتْأَبْوَابُهَاوَقَالَلَهُمْخَزَنَتُهَاأَلَمْيَأْتِكُمْرُسُلٌمِّنكُمْ يَتْلُونَعَلَيْكُمْآيَاتِرَبِّكُمْوَيُنذِرُونَكُمْلِقَاءيَوْمِكُمْ هَذَاقَالُوابَلَىوَلَكِنْحَقَّتْكَلِمَةُالْعَذَابِعَلَىالْكَافِرِينَ . قِيلَادْخُلُواأَبْوَابَجَهَنَّمَخَالِدِينَفِيهَافَبِئْسَمَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)(الزمر:71-72).
(وَسِيقَالَّذِينَاتَّقَوْارَبَّهُمْإِلَى الْجَنَّةِزُمَرًاحَتَّىإِذَاجَاؤُوهَاوَفُتِحَتْأَبْوَابُهَاوَقَالَلَهُمْ خَزَنَتُهَاسَلاَمٌ عَلَيْكُمْطِبْتُمْفَادْخُلُوهَاخَالِدِينَ . وَقَالُواالْحَمْدُلِلَّهِالَّذِيصَدَقَنَاوَعْدَهُوَأَوْرَثَنَاالأَرْضَ نَتَبَوَّأُمِنَالْجَنَّةِحَيْثُنَشَاءفَنِعْمَأَجْرُالْعَامِلِينَ) (الزمر:73-74).
وإذا بأناملك أيها الحبيب تعود بك إلى سورة الأعراف، لتستكمل لك صورة أهل الجنة وأهل النار بعدما استوطن كل فريق في وطنه.
(وَنَادَىأَصْحَابُالْجَنَّةِأَصْحَابَالنَّارِأَنقَدْوَجَدْنَامَاوَعَدَنَارَبُّنَاحَقًّا فَهَلْوَجَدتُّممَّاوَعَدَرَبُّكُمْحَقًّاقَالُواْنَعَمْفَأَذَّنَمُؤَذِّنٌبَيْنَهُمْأَن لَّعْنَةُاللّهِعَلَىالظَّالِمِينَ . الَّذِينَيَصُدُّونَعَنسَبِيلِاللّهِوَيَبْغُونَهَا عِوَجًاوَهُمبِالآخِرَةِكَافِرُونَ)(الأعراف:44-45).
(وَنَادَىأَصْحَابُالنَّارِأَصْحَابَالْجَنَّةِأَنْأَفِيضُواْعَلَيْنَا مِنَالْمَاءأَوْمِمَّارَزَقَكُمُاللّهُقَالُواْإِنَّاللّهَحَرَّمَهُمَاعَلَى الْكَافِرِينَ . الَّذِينَاتَّخَذُواْدِينَهُمْلَهْوًاوَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُالْحَيَاةُالدُّنْيَافَالْيَوْمَنَنسَاهُمْكَمَانَسُواْ لِقَاءيَوْمِهِمْهَـذَاوَمَاكَانُواْبِآيَاتِنَايَجْحَدُونَ)(الأعراف:50-51).
أتذكر أيها الصاحب عندما أخذ هذا المشهد بلـُبـِّك وبقلبك وبجميع جوارحك وناديت قائلا: فماذا أفعل وما السبيل؟
فإذا بأناملك تتناقل بين صفحات المصحف لتقف بك على قول ربك: (قُلْيَاعِبَادِيَالَّذِينَأَسْرَفُواعَلَىأَنفُسِهِمْلا َتَقْنَطُوامِن رَّحْمَةِاللَّهِإِنَّاللَّهَيَغْفِرُالذُّنُوبَجَمِيعًاإِنَّهُهُوَالْغَفُورُالرَّحِيمُ . وَأَنِيبُواإِلَىرَبِّكُمْوَأَسْلِمُوالَهُمِنقَبْلِأَنيَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُثُمَّلاَتُنصَرُونَ . وَاتَّبِعُواأَحْسَنَمَاأُنزِلَ إِلَيْكُممِّنرَّبِّكُممِّنقَبْلِأَنيَأْتِيَكُمُالعَذَابُ بَغْتَةًوَأَنتُمْلاَ تَشْعُرُونَ)(الزمر:53-55).
وتنتقل معك في نفس السورة إلى آية أخرى تحفزك على العمل بما أمر الله به، وتبشرك بالبشرى الحسنة.(فَبَشِّرْعِبَادِ . الَّذِينَيَسْتَمِعُونَالْقَوْلَفَيَتَّبِعُونَأَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَالَّذِينَهَدَاهُمُاللَّهُوَأُوْلَئِكَهُمْأُوْلُواالأَلْبَابِ)(الزمر:17-18).
وتقول لك أناملك: فلتسرع أيها الصاحب والصديق ولتنضم إلى الطائفة التي تعينك على قطع هذا الطريق الموصل إلى رضوان ربك.
ونذكرك بقول ربك: (وَاصْبِرْنَفْسَكَمَعَالَّذِينَيَدْعُونَرَبَّهُمبِالْغَدَاةِوَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَوَجْهَهُوَلاَ تَعْدُعَيْنَاكَعَنْهُمْتُرِيدُزِينَةَالْحَيَاةِ الدُّنْيَاوَلاتُطِعْمَنْأَغْفَلْنَاقَلْبَهُعَنذِكْرِنَاوَاتَّبَعَهَوَاهُوَكَانَ أَمْرُهُفُرُطًا)(الكهف:28).
وإلا كانت الأخرى، حيث لا ينفع الندم. (وَيَوْمَيَعَضُّالظَّالِمُعَلَىيَدَيْهِيَقُولُ يَالَيْتَنِياتَّخَذْتُمَعَالرَّسُولِسَبِيلاً . يَاوَيْلَتَىلَيْتَنِيلَمْأَتَّخِذْ فُلاَنًاخَلِيلاً . لَقَدْأَضَلَّنِيعَنِالذِّكْرِبَعْدَإِذْجَاءنِي وَكَانَالشَّيْطَانُلِلإِنسَانِخَــُذولاً)(الفرقان:27-29).
فلتسارع أيها الحبيب..فقد أوشك الباب أن يُغلق.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|