عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20-02-2022, 06:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,237
الدولة : Egypt
افتراضي رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

«عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم





تفسير قوله تعالى:﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 100]






قوله تعالى: ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.







قوله: ﴿ أَوَكُلَّمَا ﴾ الهمزة: للاستفهام، ومعناه هنا التوبيخ، والواو: عاطفة.







و"كلما": أداة شرط تفيد التكرار، أي: كثرة وقوع شرطها وجوابها، وشرطها هنا ﴿ عَاهَدُوا ﴾ وجوابها ﴿ نَبَذَهُ ﴾ أي: أو كلما حصل منهم عهد حصل من فريق منهم نبذه، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 13].







"والعهد" الميثاق المؤكد، ﴿ نَبَذَهُ ﴾ أي: طرحه ونقضه ولم يفِ به.







﴿ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ﴾ أي: فريق من اليهود، والفريق: الجماعة، أي: جماعة منهم، وهو الأكثر بدليل: ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.







وفي تنكير "عهدًا" إشارة وتنبيه إلى أن هذا ديدن اليهود ومسلكهم في أي عهد يعاهدونه سواء كان العهد مع الله عز وجل، أو مع عباد الله، وسواء كان ذلك فيما بينهم، أو مع المسلمين أو مع غير المسلمين.







وقد أخذ الله عليهم كثيرًا من المواثيق والعهود في التوراة، منها الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه- كما ذكر الله ذلك في كتابه- فنقضوها، كما عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة فنقضوا العهد قبيلة تلو الأخرى كما هو معلوم.









﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾. "بل": للإضراب الانتقالي، أي: إنما حملهم على نبذ العهد ونقضه كون أكثرهم لا يؤمنون؛ إذ لو كانوا مؤمنين ما نقضوا العهد؛ لأن الإيمان يوجب عليهم الوفاء بالعهد ويحرم عليهم نقضه.







المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.09 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]