عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 20-02-2022, 03:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,262
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ثنائيات رباعية في العلوم النقلية والعقلية

ثنائيات رباعية في العلوم النقلية والعقلية(3)
عادل عبدالوهاب عبدالماجد


الثالث: من ليس له قوة وليس له أمانة:


فيكون ضعيف البدن، عليل الجسد، قليل الحيلة، أو فقيرًا معدِمًا، ومع ذلك يكون بذيئًا، سيئَ الأخلاق، لا دينَ له ولا أمانة، وهذا أتعسهم، فلم يُفلِح في دين، ولم ينجَحْ في دنيا، لا يألَف ولا يؤلف، ويصدُقُ عليه المثل القائل: (لا في العِير ولا في النَّفير)، وحاله كلحمِ جمل غثٍّ، على رأس جبل وعْرٍ، لا سهلٌ فيُرتقَى، ولا سمينٌ فيُنتقَى، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى.





ومن صور ذلك:


الشيخ السفيه، والأشيمط الزاني، والعائل المستكبر؛ كما جاء في حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاثة لا ينظر اللهُ إليهم يوم القيامة، ولهم عذاب أليم: أشيمط زانٍ، وعائل مستكبر، ورجُلٌ جعَل اللهَ بضاعته؛ لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيعُ إلا بيمينه))؛ فيض القدير ج3 ص436، والعائل هو الفقير الذي ينبغي أن يكون هيِّنًا ليِّنًا، والأشيمط هو الشيخ الكبير الذي ينبغي أن يكون بعيدًا عن الزنا لضعفِ شهوته، وانحراف الشيخ صعبُ العلاج؛ لأن مَن شبَّ على شيء شاب عليه، ومن شاب على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعِث عليه، هذا على التغليب وليس على الدوام؛ كما قال الشاعر:




وإنَّ سفاهَ الشيخِ لا حِلمَ بعده

وإن الفتى بعد السفاهةِ يحلُمُ








الشباب الفاشل العاطل، البعيد عن معاني الرجولة، المتصف بالميوعة والتخنُّث الذي تعجَّب الشاعر من حاله فقال:




وما عجبٌ أن النساءَ ترجَّلتْ

ولكنَّ تأنيثَ الرِّجالِ عجيبُ








ومن أسباب ذلك: الترفُ، والدلال الزائد داخل الأسرة، وغفلة الآباء، وضعف التربية.





ويلحق بهؤلاء المسترجلاتُ من النساء، فهم سواء، هذا أضاع رجولتَه فتحوَّل إلى نكرة، وتلك فقَدتْ أنوثتها فأصبحت لا شيء، ورحم الله القائل:




تلقى فتاةً في ثيابِ ترجُّل

فتخالها من جملةِ الفتيانِ




نفسُ الملابس والمجالس والخطى

لم يبقَ إلا الشَّعرُ في الأذقانِ




أو قد ترى في الوجه دون تعمُّدٍ

عجبًا من الأصباغ والألوانِ




وإذا رأيتَ جلوسَهم وحديثهم

ورأيتَ أكوامًا على الميدانِ




لرأيتَ مِن دول الأعاجم لوحةً

مرسومة بأنامل الشَّيطانِ




ولسوف تُقسِمُ بالإلهِ مجاهرًا

أنْ قد رأيتَ الغربَ رَأْيَ عيانِ











الرابع: مَن جمَع بين القوة والأمانة:


فيكون قويًّا في بدنه، أو غزيرًا في عِلمه، أو كثيرًا في ماله، أو فصيحًا في قوله، أمينًا تقيًّا رفيقًا، حَسَن الخلق، وهذا خيرهم وأفضلهم وأنفعهم؛ كما جاء في القرآن: ï´؟ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ï´¾ [القصص: 26]، وكما جاء في الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفى كلٍّ خيرٌ، احرِصْ على ما ينفعك، واستعِنْ بالله ولا تَعجِزْ، وإن أصابك شيء فلا تقُلْ: لو أني فعَلْتُ، كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قدَرُ اللهِ وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان))؛ رواه مسلم.

يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]