عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 06-02-2022, 06:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,250
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (89)
صـ 61 إلى صـ 67

وعثمان وكفروهم (1) ، فكيف بحال الصحابة [والتابعين] (2) الذين تخلفوا عن بيعته أو قاتلوه؟ فشبهتهم أقوى من شبهة من قدح في أبي بكر وعمر وعثمان، فإن أولئك قالوا: ما يمكننا أن نبايع إلا من يعدل علينا (3) ويمنعنا ممن يظلمنا ويأخذ حقنا ممن ظلمنا، فإذا لم يفعل هذا كان عاجزا أو ظالما وليس علينا أن نبايع عاجزا أو ظالما (4) .وهذا الكلام إذا كان باطلا، فبطلان قول من يقول: إن أبا بكر وعمر كانا ظالمين طالبين للمال والرياسة (5) أبطل وأبطل. وهذا الأمر لا يستريب فيه من له بصر ومعرفة، وأين (6) شبهة مثل أبي موسى الأشعري (* الذي وافق عمرا (7) على عزل علي ومعاوية، وأن يجعل الأمر شورى في المسلمين *) (8) من شبهة عبد الله بن سبأ (9) وأمثاله الذين يدعون أنه إمام معصوم، أو أنه إله أو نبي (10) ؟ بل أين شبهة الذين رأوا أن يولوا معاوية من شبهة الذين يدعون أنه إله أو نبي؟ فإن هؤلاء كفار باتفاق المسلمين بخلاف أولئك.

(1) ب: ذموا أبا بكر وعمر وكفروهما.
(2) والتابعين: ساقطة من (ن) ، (م) .
(3) ن: نعدل عليا، وهو تحريف.
(4) ن، م: عاجزا ولا ظالما.
(5) أ، ب: للرياسة والمال.
(6) ن: وأنى.
(7) ن: عمر، وهو خطأ.
(8) : ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(9) ن، م: عبد الله بن سنا، وهو تحريف.
(10) سبقت الإشارة من قبل إلى عبد الله بن سبأ ومقالته. انظر هذا الكتاب 1/23 - 24، 308.


**********************

ومما يبين هذا أن الرافضة تعجز عن إثبات إيمان علي وعدالته [مع كونهم على مذهب الرافضة، ولا يمكنهم ذلك إلا إذا صاروا من أهل السنة] (1) ، فإذا قالت لهم الخوارج وغيرهم ممن تكفره أو تفسقه: لا نسلم أنه كان مؤمنا، بل كان كافرا أو ظالما - كما يقولون [هم] (2) في أبي بكر وعمر - لم يكن لهم دليل على إيمانه وعدله (3) إلا وذلك (4) الدليل على إيمان (5) أبي بكر وعمر وعثمان أدل.

فإن احتجوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده، فقد تواتر ذلك عن هؤلاء، بل تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني أمية وبني العباس، وصلاتهم وصيامهم وجهادهم للكفار، فإن ادعوا في واحد من هؤلاء النفاق أمكن الخارجي أن يدعي النفاق، وإذا ذكروا شبهة ذكر ما هو أعظم منها.

وإذا قالوا ما تقوله أهل الفرية من أن أبا بكر وعمر كانا منافقين في الباطن عدوين للنبي - صلى الله عليه وسلم - أفسدا دينه بحسب الإمكان، أمكن الخارجي أن يقول ذلك في (* علي، ويوجه ذلك بأن يقول: كان يحسد ابن عمه، والعداوة (6) في الأهل، وأنه كان يريد فساد دينه فلم

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(2) هم: ساقطة من (ن) ، (م) . وفي (أ) : هو، وهو تحريف.
(3) م: وعدالته.
(4) أ، ب: وذاك.
(5) إيمان: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(6) والعداوة: كذا في (م) ، والكلمة غير ظاهرة في (ن) .


**********************

يتمكن من ذلك في *) (1) حياته وحياة الخلفاء الثلاثة ; حتى سعى في قتل الخليفة الثالث وأوقد الفتنة حتى تمكن من (2) قتل أصحاب محمد وأمته بغضا له وعداوة، وأنه كان مباطنا للمنافقين الذين ادعوا فيه الإلهية والنبوة، وكان يظهر (3) خلاف ما يبطن ; لأن دينه التقية، فلما أحرقهم بالنار أظهر إنكار ذلك، وإلا فكان في الباطن معهم، ولهذا كانت الباطنية من أتباعه وعندهم سره، وهم ينقلون عنه الباطن الذين ينتحلونه.

ويقول الخارجي مثل هذا الكلام الذي يروج على كثير من الناس أعظم (4) مما يروج كلام الرافضة في الخلفاء الثلاثة ; لأن شبه (5) الرافضة أظهر فسادا من شبه (6) الخوارج والنواصب (7) ، والخوارج (8) أصح منهم عقلا وقصدا، والرافضة أكذب وأفسد دينا.

وإن أرادوا إثبات إيمانه وعدالته بنص (9) القرآن عليه، قيل لهم (10) : القرآن عام، وتناوله له ليس بأعظم (11) من تناوله لغيره، (* وما من آية يدعون اختصاصها به إلا أمكن أن يدعى اختصاصها

(1) : ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب) .
(2) أ: حتى غلا من ; ب: حتى غلا في.
(3) ن، م: ويظهر.
(4) ن، م: أكثر.
(5) أ، ب: شبهة.
(6) أ، ب: شبهة.
(7) والنواصب: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(8) أ، ب: وهم.
(9) ن، م: بنبأ.
(10) لهم: زيادة في (ن) فقط.
(11) ن، م: ليس أعظم.


***********************

أو اختصاص مثلها أو أعظم منها بأبي بكر وعمر، فباب الدعوى بلا حجة ممكنة، والدعوى في فضل الشيخين أمكن منها *) (1) في فضل غيرهما.

وإن قالوا: ثبت (2) ذلك بالنقل والرواية ; فالنقل والرواية في أولئك أشهر وأكثر (3) ; فإن ادعوا تواترا فالتواتر هناك أصح، وإن اعتمدوا على نقل الصحابة فنقلهم لفضائل أبي بكر وعمر أكثر.

ثم هم يقولون: إن الصحابة ارتدوا إلا نفرا قليلا، فكيف تقبل رواية هؤلاء في فضيلة أحد؟ ولم يكن في الصحابة رافضة كثيرون يتواتر نقلهم، فطريق النقل مقطوع عليهم إن لم يسلكوا طريق (* أهل السنة، كما هو مقطوع على النصارى في إثبات نبوة المسيح إن لم يسلكوا طريق *) (4) المسلمين.

وهذا كمن أراد أن يثبت فقه ابن عباس دون علي، أو فقه ابن عمر دون أبيه، أو فقه علقمة والأسود (5) دون ابن مسعود، ونحو ذلك من الأمور التي يثبت فيها للشيء حكم دون ما هو أولى (6) بذلك الحكم منه، فإن هذا تناقض ممتنع عند من سلك طريق العلم والعدل.

(1) : ما بين النجمتين ساقطة من (م) .
(2) ن: يثبت.
(3) أ، ب: أكثر وأشهر.
(4) : ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(5) في الصحابة والتابعين أكثر من واحد اسمه علقمة أو الأسود، ولكن الأرجح أن ابن تيمية يقصد اثنين من تلامذة ابن مسعود - رضي الله عنهما - علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي (ترجمته في: تهذيب التهذيب 7/276 - 278 ; طبقات ابن سعد 6/86 - 92) والأسود بن يزيد بن قيس النخعي (ترجمته في: تهذيب التهذيب 1/342 - 343 ; طبقات ابن سعد 6/70 - 75) .
(6) ن (فقط) : دون غيره ما هو أولى. . . إلخ، وهو تحريف.




***********************

ولهذا كانت الرافضة من أجهل الناس وأضلهم (1) ، كما أن النصارى من أجهل الناس، والرافضة من أخبث الناس، كما أن اليهود من أخبث الناس، ففيهم نوع من ضلال النصارى، ونوع من خبث اليهود.

[الوجه الخامس تمثيل ابن المطهر بقصة عمر بن سعد من أقبح القياس]

الوجه الخامس: أن يقال: تمثيل هذا بقصة عمر بن سعد (2 لما خيره عبيد الله بن زياد بين الخروج في السرية التي أرسلها إلى الحسين، وبين عزله عن الري من أقبح القياس، فإذا كان عمر بن سعد 2) (2) طالبا للرياسة والمال مقدما على المحرم لأجل ذلك، أفيلزم (3) أن يكون السابقون الأولون بهذه الحال؟ .

وهذا أبوه سعد بن أبي وقاص كان من أزهد الناس في الإمارة والولاية، ولما وقعت الفتنة اعتزل الناس في قصره بالعقيق (4) ، وجاءه [عمر] ابنه (5) هذا فلامه على ذلك، وقال [له] (6) : الناس في المدينة يتنازعون الملك وأنت هاهنا (7) ! فقال: اذهب فإني سمعت رسول الله (8) - صلى الله عليه وسلم - يقول: " «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي» " (9) .

(1) ن، م، أ: وأظلمهم.
(2) (2 - 2) : ساقط من (أ) ، (ب) .
(3) أ، ب: فيلزم.
(4) ، م: بالعقيق في قصره.
(5) ن: فجاء ابنه ; م: وجاء ابنه.
(6) له: ساقطة من (ن) ، (م) .
(7) ن، م: وأنت هنا.
(8) أ، ب: النبي.
(9) في المسند (ط. المعارف) 3/26 (رقم 1441) عن عامر بن سعد، أن أخاه عمر انطلق إلى سعد في غنم له خارجا من المدينة، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فلما أتاه قال: يا أبت، أرضيت أن تكون أعرابيا في غنمك والناس يتنازعون في الملك بالمدينة؟ فضرب سعد صدر عمر، وقال: اسكت، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ". والحديث في مسلم مع اختلاف في اللفظ 4/2277 (كتاب الزهد والرقاق، الباب الأول) وللحديث رواية أخرى مختلفة في المسند (ط. المعارف) 3/56 - 66 (رقم 1529) .


**********************

وهذا ولم يكن قد بقي أحد (1) من أهل الشورى غيره وغير علي - رضي الله عنهما (2) ، وهو الذي فتح العراق وأذل جنود (3) كسرى، وهو آخر العشرة موتا، فإذا لم يحسن أن يشبه بابنه عمر أيشبه (4) به أبو بكر وعمر وعثمان؟ .

هذا وهم لا يجعلون محمد بن أبي بكر بمنزلة أبيه، بل يفضلون محمدا ويعظمونه ويتولونه لكونه آذى عثمان، وكان من خواص أصحاب علي ; لأنه كان ربيبه، ويسبون أباه أبا بكر ويلعنونه.

فلو أن النواصب فعلوا بعمر بن سعد مثل ذلك: فمدحوه على قتل الحسين لكونه كان من شيعة عثمان، ومن المنتصرين له (5) ، وسبوا أباه سعدا لكونه تخلف عن القتال مع معاوية والانتصار لعثمان ; هل كانت النواصب لو فعلت ذلك إلا من جنس الرافضة؟ بل الرافضة شر منهم، فإن أبا بكر أفضل من سعد، وعثمان كان أبعد عن استحقاق القتل من الحسين، وكلاهما مظلوم شهيد، رضي الله عنهما.

(1) ن (فقط) : أحد قد بقي.
(2) ن: عليهما السلام ; م: عليه السلام.
(3) ن: جيوش.
(4) ن: أن يشبه بالله عمر أشبه ; م: أن يشبه بأبيه عمر الشبيه.
(5) ن (فقط) : من شيعة عثمان وكان من خواص أصحاب علي ومن المنتصرين له، وهو خطأ.


*****************************

ولهذا كان الفساد الذي حصل في الأمة بقتل عثمان أعظم من الفساد الذي حصل في الأمة بقتل الحسين، وعثمان من السابقين الأولين وهو خليفة مظلوم طلب منه أن ينعزل (1) بغير حق فلم ينعزل، ولم يدفع (2) عن نفسه حتى قتل، والحسين - رضي الله عنه - لم يكن متوليا وإنما كان طالبا للولاية حتى رأى أنها متعذرة، وطلب (3) منه أن يستأسر نفسه (4) ; ليحمل إلى يزيد مأسورا فلم يجب إلى ذلك، وقاتل حتى قتل شهيدا مظلوما (5) ، فظلم عثمان كان أعظم، وصبره وحلمه [كان] (6) أكمل، وكلاهما مظلوم شهيد.

ولو مثل ممثل طلب علي والحسين للأمر (7) بطلب الإسماعيلية كالحاكم (8) وأمثاله، وقال: إن عليا والحسين (9) كانا ظالمين طالبين

(1) أ: يقول ; ب: يعزل.
(2) أ، ب: يقاتل. وسقطت الكلمة من (م) .
(3) ن، م: فطلب.
(4) أ، ب: ليستأسر.
(5) أ، ب: مظلوما شهيدا.
(6) كان: ساقطة من (ن) ، (م) .
(7) أ، ب: الأمر.
(8) الحاكم بأمر الله منصور بن نزار بن معد بن إسماعيل بن محمد، سادس الخلفاء العبيديين الإسماعيلية، الذين كانوا يلقبون أنفسهم بالفاطميين، ولد في القاهرة سنة 357، وتولى الخلافة بعد وفاة والده العزيز سنة 386، وعمره إحدى عشرة سنة، ثم قام سنة 408 بمعونة محمد بن إسماعيل الدرزي بالدعوة إلى تأليه نفسه، وفتح سجلا تكتب فيه أسماء المؤمنين به، وانتهي حكم الحاكم بأمر الله سنة 411، بعد اختفائه، ويقال إنه اغتيل، وكان حكمه متسما بالقسوة والبطش والتصرفات المتناقضة الحمقاء. انظر سيرته وترجمته في: وفيات الأعيان 4/379 - 383 ; محمد عبد الله عنان: الحاكم بأمر الله، الطبعة الثانية ; ط. لجنة التأليف، 1379/1959 ; جراف: مادة " الحاكم بأمر الله "، دائرة المعارف الإسلامية ; الأعلام للزركلي 8/246 - 247.
(9) ن: والحسن، وهو خطأ.


*************************






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.50 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]