عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-02-2022, 05:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,716
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله



منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (85)
صـ 33 إلى صـ 39


وقال تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح - ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا - فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} (1) ، والذين رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يدخلون في دين الله أفواجا هم الذين كانوا على عصره.وقال تعالى: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم} [سورة الأنفال: 62 - 63] ، وإنما أيده في حياته بالصحابة.
وقال تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون - لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين - ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} [سورة الزمر: 33 - 35] . وهذا الصنف الذي يقول الصدق ويصدق به، خلاف الصنف الذي يفتري الكذب، أو يكذب بالحق لما جاءه، كما سنبسط القول فيهما (2) . إن شاء الله.

والصحابة الذين كانوا يشهدون (3) . أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن القرآن حق (4) ، هم أفضل من جاء بالصدق وصدق به بعد الأنبياء.

(1) الآية الأخيرة من سورة النصر ليست في (ن) ، (م)
(2) ن، م: فيها
(3) أ، ب: كالذين يشهدون
(4) ن: محق، وهو تحريف


*********************

وليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة [أعظم] (1) . افتراء [للكذب] (2) . على الله، وتكذيبا بالحق من المنتسبين إلى التشيع (3) ، ولهذا لا يوجد الغلو في طائفة أكثر مما يوجد فيهم. ومنهم من ادعى إلهية البشر، وادعى النبوة في غير النبي - صلى الله عليه وسلم، وادعى العصمة في الأئمة، ونحو ذلك (4) . مما هو أعظم مما يوجد في سائر الطوائف، واتفق أهل العلم على أن الكذب ليس في طائفة من الطوائف (5) . المنتسبين إلى القبلة أكثر منه فيهم.

قال تعالى: {قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى} [سورة النمل: 59] . قال طائفة من السلف: هم أصحاب محمد [صلى الله عليه وسلم] (6) . . ولا ريب أنهم أفضل المصطفين من هذه الأمة التي قال الله فيها: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير - جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير - وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور - الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} [سورة فاطر: 32 - 35] (7) ، فأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - هم (8) .

(1) أعظم: ساقطة من (ن) فقط
(2) للكذب: ساقطة من (ن) ، (م)
(3) ن: الشيع
(4) ن: وغير ذلك
(5) الطوائف: ساقطة من (أ) ، (ب)
(6) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) . وذكره الطبري في تفسيره (20/3) عن سفيان الثوري
(7) ن، م: بإذن الله. . إلى قوله: ولا يمسنا فيها لغوب
(8) هم: ساقطة من (أ) ، (ب)

*******************

الذين أورثوا الكتاب بعد الأمتين قبلهم: اليهود والنصارى، وقد أخبر الله أنهم الذين اصطفى.

وتواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " «خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» " (1) \ 156. ومحمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه هم المصطفون من المصطفين من عباد الله.

(1) يذكر ابن تيمية هذا الحديث بهذا اللفظ الذي يبدأ بعبارة: وخير القرون قرني. . أو " خير القرون القرن. . إلخ في كثير من كتبه. وقد بحثت عن هذه الرواية بهذه الألفاظ طويلا فلم أجدها. وقد جاء الحديث عن عدد كبير من الصحابة منهم: أبو هريرة وعبد الله بن مسعود وعمران بن حصين وعائشة والنعمان بن بشير وبريدة الأسلمي - رضي الله عنهم. وجاء بألفاظ مختلفة منها: خيركم قرني، خير الناس قرني، خير أمتي القرن. . خير هذه الأمة القرن الذي بعثت أنا فيهم. بعثت في خير قرون بني آدم، أي الناس خير؟ قال أنا والذين معي. انظر: البخاري: 3/171 (كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد) 5 - 3، 3 (كتاب فضائل أصحاب النبي، باب فضائل أصحاب النبي ومن صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو رآه. .) ، 8/91 (كتاب الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا) ، 8/134 (كتاب الأيمان والنذور، باب إذا قال أشهد بالله. . .) ، 8/141 - 142 (كتاب الأيمان والنذور، باب إثم من لا يفي) ; مسلم 4/1962 - 1965 (كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم. . .) ; سنن النسائي (بشرح السيوطي) 7/17 (كتاب الأيمان والنذور، باب الوفاء بالنذر) ; سنن الترمذي (بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان) 3/339 - 340 (كتاب الفتن، باب ما جاء في القرن الثالث) ، 3/376 (كتاب الشهادات) ، 5/357 (كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى النبي. .) ; سنن أبي داود 4/297 (كتاب السنة، باب في فضل أصحاب رسول الله. .) ; سنن ابن ماجه 2/791 (كتاب الأحكام، باب كراهية الشهادة لمن لم يستشهد) ; ترتيب مسند أبي داود الطيالسي، تحقيق الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا (ط. المنيرية بالأزهر، 1353/1934 2/198 - 199 (كتاب الفضائل، باب ما جاء في فضل القرون الأولى) ; المسند (ط. المعارف) 5/209، 6/29، 86، 116، 12/90، 15/106، المسند (ط. الحلبي) 2/340، 373، 410، 416، 417، 479، 4/267، 276، 277، 278، 426، 427، 436، 440، 5/350، 357، 6

***************

قال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} [سورة الفتح: 29] (1) .

وقال تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} [سورة النور: 55] . فقد وعد الله الذين آمنوا [وعملوا الصالحات] (2) . بالاستخلاف، كما وعدهم في تلك الآية مغفرة وأجرا عظيما، والله لا يخلف الميعاد، فدل ذلك على أن الذين استخلفهم كما استخلف الذين من قبلهم ومكن لهم دين الإسلام، وهو الدين الذي ارتضاه لهم، كما قال تعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينا}

(1) في (أ) ، (ب) كتب جزء من الآية إلى قوله تعالى: رحماء بينهم، وبعدها: إلى آخر السورة، والمثبت عن (ن)
(2) وعملوا الصالحات: ساقط من (ن)


*********************

[سورة المائدة: 3] ، وبدلهم من بعد خوفهم أمنا، لهم منه المغفرة (1) . والأجر العظيم.

وهذا يستدل به من وجهين: يستدل به (2) . على أن المستخلفين مؤمنون عملوا الصالحات (3) . ; لأن الوعد لهم لا لغيرهم، ويستدل به على أن هؤلاء مغفور لهم، ولهم مغفرة وأجر (4) . عظيم ; لأنهم آمنوا وعملوا الصالحات فتناولتهم الآيتان: آية النور وآية الفتح.

ومن المعلوم أن هذه النعوت منطبقة على الصحابة على زمن أبي بكر وعمر وعثمان، فإنه إذ ذاك حصل الاستخلاف، وتمكن الدين والأمن بعد الخوف، لما قهروا فارس والروم، وفتحوا الشام والعراق ومصر وخراسان وإفريقية، ولما قتل عثمان وحصلت الفتنة لم يفتحوا شيئا من بلاد الكفار، بل طمع فيهم الكفار بالشام وخراسان، وكان بعضهم يخاف بعضا.

وحينئذ فقد دل القرآن على إيمان أبي بكر وعمر وعثمان، ومن كان معهم في زمن الاستخلاف والتمكين والأمن. والذين كانوا في زمن الاستخلاف والتمكين والأمن، وأدركوا زمن الفتنة - كعلي وطلحة والزبير وأبي موسى [الأشعري] (5) . ومعاوية وعمرو بن العاص - دخلوا في الآية ; لأنهم استخلفوا ومكنوا وأمنوا.

(1) أ، ب: وبدلهم بعد خوفهم آمنا لهم المغفرة (في أ: لهم من المغفرة)
(2) يستدل به: ساقطة من (أ) ، (ب)
(3) ن، م: عملوا عملا صالحا
(4) أ، ب: ولهم أجر
(5) الأشعري: ليست في (ن)


**************************

وأما من (1) . حدث في زمن الفتنة، كالرافضة الذين حدثوا في الإسلام في زمن الفتنة والافتراق، وكالخوارج المارقين (2) . فهؤلاء لم يتناولهم النص، فلم يدخلوا فيمن وصف بالإيمان والعمل الصالح المذكورين في هذه الآية ; لأنهم: أولا: ليسوا من الصحابة المخاطبين بهذا، ولم يحصل لهم من الاستخلاف والتمكين والأمن بعد الخوف ما حصل للصحابة، بل لا يزالون خائفين مقلقلين (3) . غير ممكنين.

فإن قيل: لم قال: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم} [سورة الفتح: 29] ، ولم يقل: وعدهم كلهم؟ قيل: كما قال: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} [سورة النور: 55] ، ولم يقل: وعدكم (4) .

و " من " تكون لبيان الجنس، فلا يقتضي أن يكون قد بقي من المجرور بها شيء خارج عن ذلك الجنس، كما في قوله [تعالى] (5) .: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} [سورة الحج: 30] ، فإنه لا يقتضي أن يكون من الأوثان ما ليس برجس.

وإذا قلت: ثوب من حرير، فهو كقولك: ثوب حرير. وكذلك قولك: باب من حديد، كقولك: باب حديد، وذلك لا يقتضي أن يكون هناك حرير وحديد غير المضاف إليه، وإن كان الذي يتصوره كليا،

(1) ن: فأما من ; م: فأما ما
(2) ن، م: والمارقين
(3) ن، م: معتقلين
(4) ن، م، أ: ولم يقل: منهم، وهو تحريف
(5) تعالى: زيادة في (أ) ، (ب)

***************

فإن الجنس الكلي هو ما لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه، وإن لم يكن مشتركا فيه في الوجود، فإذا كانت " من " لبيان الجنس (* كان التقدير: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا} من هذا الجنس، وإن كان الجنس كلهم مؤمنين *) (1) . مصلحين (2) .
وكذلك إذا قال: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات} من هذا الجنس والصنف {مغفرة وأجرا عظيما} لم يمنع ذلك أن يكون جميع هذا الجنس مؤمنين صالحين (3) .
ولما قال لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما} [سورة الأحزاب: 31] (4) ، لم يمنع أن يكون كل منهن تقنت لله ورسوله وتعمل صالحا.
ولما قال تعالى: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم} [سورة الأنعام: 54] ، لم يمنع هذا (5) . أن يكون كل منهم متصفا بهذه الصفة، ويجوز أن يقال: إنهم لو عملوا سوءا بجهالة ثم تابوا من بعده وأصلحوا لم يغفر إلا لبعضهم.

(1) ما بين النجمتين ساقط من (م)
(2) ب (فقط) : صالحين
(3) م: مصلحين.
(4) عبارة " وأعتدنا لها رزقا كريما ": ليست في (ن) ، (م)
(5) هذا: ساقطة من (أ) ، (ب)


*******************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.12%)]