مقدمة ديوان "لحن الجراح"
د. أحمد الخاني
أراد الشاعر أن يكتب مقدمة نثرية بعنوان:
(هذا الديوان)
فجاءت هذه القصيدة:
هذا الديوان
هو لحن جرح
قد تعطر
بل جراحْ
هو آه أنات
الروابي والبطاح
ناعورة العاصي
يهيجني النواح
أوَ لم يسوموا شعبنا
الكفر البواح
بلدي
حماة الجرح
علمتِ الكفاح
في الخافقين
وأنت علمت السلاح
معنى البطولة والعلا
في كل ساح
بلدي
حماة الجرح
يا بلد العطاء
كم تألمين وتألمين!
دعي البكاء
لم يرتو النذل الدنيء
من الدماءْ
وكذاك دأب المارقين
الأدعياء
أرضعتنا يا أمنا
نبل الوفاء
أرضعتنا
معنى الكرامة والإباء
أرضعتنا يا أمنا
معنى الفداء
♦ ♦ ♦
بلدي
حماةُ مدينتي
يا لهفَ نفسي
يغتالك اللؤم الخسيس
بيوم بؤس
وجه الزنادقة الحثالة
وجه نحس
طعنوا بهاء النور
في لؤم وخَلس
يا شعب سوريا
يهب بصبح أمس
ليرى الضياء
يباد في قتل ودعس
فغدا الدعي مع اليهود
بيوم عرس
♦ ♦ ♦
من ذا يصدق
أن هولاكو التتار
قد عاد يعطي
ألف ضعف
من دمار؟
من ذا يصدق
أن فرعون الشنار
قد جاء بالجزار
يكوي كل دار؟
وعتاده للشعب
كفر في بوار
وطعامه للشعب
بارود ونار
قد أطفؤوا القنديل
عن ذات الخمار
♦ ♦ ♦
هذي جراحات بقلبي
حرَّقتني
رنات ثكلى في الحمى
قد جرَّحتني
أنات أم الشبل تهمي
آلمتني
ودموع أيتام الضحايا
مزقتني
ودماء إخواني وصحبي
عطرتني
هذي المعاني في النوى
قد ألهمتني
ذا لحن جرح
بل جراح
ألهبتني