عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21-01-2022, 10:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,786
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروح الدينية عند أبي فراس الحمداني

الروح الدينية عند أبي فراس الحمداني
صدقي البيك


أخلاقه:
وأما سلوكه وأخلاقه فهي الأخلاق الإسلامية التي يدعو إليها الدين ويحث عليها، فهو بعيد عن ظنون الناس السيئة، ويعلم أن الله مطلع عليه في خلوته، فلا يمكن أن يخالف أوامره ونواهيه:
والذي يردعه عن السوء هو تقواه وعفته وعقله، وهذه الأمور كأنها ضرائر للنساء القريبات منه:
ويا عفتي ما لي وما لك؟ كلما
هممت بأمر همّ لي منك زاجرُ

كأن الحجا والصون والعقل والتقى
لديّ لربات الخدور ضرائرُ


ولن يخرجه عن وقاره وتقواه كل ما يمكن أن يتعرض له من مواقف الصبوة والغزل:
أنا الذي إن صبا أو شفه غزل
فللعفاف وللتقوى مآزره


وكما يحرص على تقواه وعفافه وأخلاقه يحرص أيضاً على احتشام أهله وطهارتهن، وتحلّيهن بالأخلاق الإسلامية؛ فهو لا ينسى أن يطلب من ابنته الحفاظ على هذه الأخلاق والالتزام بالحجاب الإسلامي، ولو كان على فراش الموت:
أبنيتي لا تجزعي
كل الأنام إلى ذهاب

نوحي عليَّ بحسرة
من خلف سترك والحجاب



وهو كذلك حريص على أن تكون أمه صابرة محتسبة طالبة للأجر من الله، وأن تتأسى بمن سبقها من المؤمنات الصابرات من أمثال أسماء بنت أبي بكر (ذات النطاقين) عندما قالت للحجاج وهي أمام ابنها عبدالله بن الزبير:"أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟!" وصفية بنت عبدالمطلب عمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصبرها على مقتل أخيها حمزة - رضي الله عنه - فيقول:
مصابي جليل والعزاء جميلُ
وظني بأن الله سوف يديلُ

فيا أمتا لا تعدمي الصبر إنه
إلى الخير والنجح القريب رسولُ

ويا أمتا لا تخطئي الأجر إنه
على قَدَر الصبر الجميل جزيلُ

أما لك في ذات النطاقين أسوة
فقد غال هذا الناس بعدك غولُ

وكوني كما كانت بأحْد صفية
ولم يُشفَ منها بالبكاء غليلُ


وهذه القصيدة زاخرة بالمعاني الإسلامية السامية من إرادة الله الغالبة، وعونه وحمايته ونصره وإرشاده:
ومن لم يوقّ الله فهو ممزق
ومن لم يعزّ الله فهو ذليلُ

وما لم يرده الله في الأمر كله
فليس لمخلوق إليه سبيلُ




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]