
19-01-2022, 06:47 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,040
الدولة :
|
|
رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (84)
صـ 26 إلى صـ 32
وأهل العلم يعلمون أن فيه (1) . أنزل الله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا - ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما - وينصرك الله نصرا عزيزا} [سورة الفتح: 1 - 3] (2) ، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله! هذا لك فما لنا [يا رسول الله] ؟ (3) ; فأنزل الله تعالى: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} [سورة الفتح: 4] .وهذه الآية نص في تفضيل المنفقين المقاتلين قبل الفتح على المنفقين المقاتلين (4) بعده، ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أن السابقين في قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار} [سورة التوبة: 100] هم هؤلاء الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، وأهل بيعة الرضوان كلهم منهم، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة.
وقد ذهب بعضهم إلى أن السابقين الأولين (5) . هم من صلى [إلى] (6) .
(1) ن، م: وقد اتفق الناس على أن فيه
(2) لم ترد الآية الثالثة من سورة الفتح في (ن) ، (م)
(3) يا رسول الله: زيادة في (أ) ، (ب) .
(4) المقاتلين: ساقطة من (أ) ، (ب)
(5) ن: السابقين من الأولين
(6) إلى: ساقطة من (ن) ، (م)
*******************************
القبلتين، وهذا ضعيف، فإن الصلاة إلى القبلة المنسوخة ليس بمجرده فضيلة ; ولأن النسخ ليس من فعلهم الذي يفضلون به ; ولأن التفضيل بالصلاة إلى القبلتين لم يدل عليه دليل شرعي، كما دل على التفضيل بالسبق إلى الإنفاق والجهاد والمبايعة تحت الشجرة، ولكن فيه سبق الذين أدركوا ذلك على (1) . من لم يدركه (2) ، كما أن الذين أسلموا قبل أن تفرض الصلوات الخمس، هم سابقون على من تأخر إسلامه عنهم (3) ، والذين أسلموا قبل أن تجعل صلاة الحضر أربع ركعات هم سابقون على من تأخر إسلامه عنهم (4) ، والذين أسلموا قبل أن يؤذن في الجهاد، أو قبل أن يفرض، هم سابقون على من أسلم بعدهم، والذين أسلموا قبل أن يفرض صيام شهر رمضان، هم سابقون على من أسلم بعدهم، والذين أسلموا قبل أن يفرض (5) . الحج، هم سابقون على من تأخر عنهم، [والذين أسلموا قبل تحريم الخمر هم سابقون على من أسلم بعدهم] (6) ، والذين أسلموا قبل تحريم الربا كذلك، فشرائع الإسلام من الإيجاب والتحريم كانت تنزل شيئا فشيئا، وكل من أسلم قبل أن تشرع شريعة (7) . فهو سابق على من تأخر عنه، وله بذلك فضيلة، ففضيلة من أسلم قبل نسخ القبلة على من أسلم بعده (8) . هي من هذا الباب.
(1) ن، م: وعلى، وهو خطأ
(2) انظر وجوه تأويل الآية في تفسير الطبري 14/434 - 439 (ط. المعارف)
(3) ن: منهم
(4) ن، م: تأخر إسلامهم
(5) ن، م: قبل فرض
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)
(7) ن، م: قبل أن يفرض الحج، وهو تحريف
(8) ن، م، أ: بعدها
*******************************
وليس مثل هذا مما (1) . يتميز به السابقون الأولون عن التابعين، إذ ليس بعض هذه الشرائع بأولى بجعله (2) . خيرا من بعض ; ولأن القرآن والسنة قد دلا على تقديم (3) . أهل الحديبية، فوجب أن تفسر هذه الآية بما يوافق سائر النصوص.
وقد علم بالاضطرار أنه كان في هؤلاء السابقين الأولين أبو بكر وعمر وعلي (4) . وطلحة والزبير، وبايع النبي - صلى الله عليه وسلم -[بيده] (5) . عن عثمان ; لأنه كان (6) . غائبا قد أرسله إلى أهل مكة ليبلغهم رسالته، وبسببه بايع [النبي - صلى الله عليه وسلم] (7) . الناس لما بلغه أنهم قتلوه.
وقد ثبت في صحيح مسلم عن جابر [بن عبد الله] (8) . - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (9) : " «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة» . (10) ".
(1) أ، ب: ما
(2) أ: أولى ممن يجعله، ب: أولى بمن يجعله
(3) ن، م: تفضيل
(4) ب: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وفي (أ) : أبا بكر وعمر. . . إلخ. والصواب ما أثبته وهو الذي في (ن) ، (م)
(5) بيده: ساقطة من (ن) ، (م)
(6) أ، ب: لأنه قد كان
(7) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)
(8) بن عبد الله: زيادة في (أ) ، (ب)
(9) أ، ب: أنه قال
(10) الحديث بهذه الألفاظ في: المسند (ط. الحلبي) 3/350 إلا أن فيه: أحد ممن بايع، وجاء الحديث عن أم مبشر - رضي الله عنها - في: مسلم 4/1942 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة) ونصه: عن جابر، أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند حفصة: " لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها ". قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة: (وإن منكم إلا واردها) ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: " قد قال الله عز وجل: (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) . وجاء الحديث أيضا عن حفصة في: سنن ابن ماجه 2/1431 (كتاب الزهد، باب ذكر البعث) . وذكر أحمد رواية مسلم في مسنده (ط. الحلبي) 6/420. وذكر روايتين أخريين بألفاظ مقاربة (وفيهما: لا يدخل النار أحد - وفي رواية: رجل - شهد بدرا والحديبية) : 3/396، 6/285 - 362.
***************************
وقال تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم} [سورة التوبة: 117] (1) ، فجمع بينهم وبين الرسول في التوبة.
وقال [تعالى] (2) .: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا} [سورة الأنفال: 72] (3) . إلى قوله: {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} [سورة الأنفال: 75] ، فأثبت الموالاة (4) . بينهم.
وقال للمؤمنين:
(1) عبارة " إنه بهم رءوف رحيم " لم ترد في (ن)
(2) تعالى: زيادة في (أ) ، (ب)
(3) في (ن) : لم يرد قوله تعالى: (والذين آمنوا ولم يهاجروا) . ويوجد سقط في (م) بعد قوله تعالى: (. . . أولياء بعض) حتى قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله. . .)
(4) ن: الولاية
**********************************
{ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [سورة المائدة: 51] إلى قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون - ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} [المائدة: 55 - 56] (1) ، وقال: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [سورة التوبة: 71] ، فأثبت الموالاة بينهم، وأمر بموالاتهم، والرافضة تتبرأ (2) . منهم، ولا تتولاهم (3) ، وأصل الموالاة المحبة، وأصل المعاداة البغض، وهم يبغضونهم ولا يحبونهم.
وقد وضع بعض الكذابين حديثا مفترى أن هذه الآية نزلت في علي لما تصدق بخاتمه في الصلاة (4) ، وهذا كذب (5) . بإجماع أهل العلم [بالنقل] (6) ، وكذبه بين (7) ، من وجوه كثيرة:
منها: أن قوله (الذين) صيغة جمع، وعلي واحد.
ومنها: أن (الواو) (8) . ليست واو الحال، إذ لو كان كذلك لكان
(1) في (ن) : ومن يتولهم منكم. . إنما وليكم الله ورسوله. . إلخ
(2) أ، ب: تبين
(3) ن: تواليهم ; م: تتوالهم
(4) الآية المقصودة هنا هي قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [سورة المائدة: 55] ، والحديث الموضوع المشار إليه ذكره ابن المطهر بتمامه في " منهاج الكرامة " ونقله ابن تيمية في " منهاج السنة " ورد عليه تفصيلا: انظر: منهاج السنة (بولاق) 4 - 9
(5) م: وهو كذب
(6) بالنقل: ساقطة من (ن) ، (م)
(7) ن، م: يتبين
(8) وهي الواو في قوله تعالى: (وهم راكعون)
*******************************
لا يسوغ (1) . أن يتولى إلا من أعطى الزكاة في حال الركوع، فلا يتولى سائر الصحابة والقرابة (2) \ 5.
ومنها: أن المدح إنما يكون بعمل واجب أو مستحب (3) ، وإيتاء (4) . الزكاة في نفس الصلاة ليس واجبا ولا مستحبا [باتفاق علماء الملة] (5) . فإن في الصلاة شغلا.
ومنها: أنه لو كان إيتاؤها في الصلاة حسنا، لم يكن فرق بين حال الركوع وغير حال الركوع، بل إيتاؤها في القيام والقعود أمكن.
ومنها: أن عليا لم يكن عليه زكاة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم.
(* ومنها: أنه لم يكن له أيضا خاتم، ولا كانوا يلبسون الخواتم، حتى كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابا إلى كسرى، فقيل له: إنهم لا يقبلون كتابا إلا مختوما، فاتخذ خاتما من ورق ونقش فيها: محمد رسول الله *) (6) .
ومنها: أن إيتاء غير الخاتم في الزكاة خير من إيتاء الخاتم، فإن أكثر الفقهاء يقولون: لا يجزئ (7) . إخراج الخاتم في الزكاة.
ومنها: أن هذا الحديث فيه أنه أعطاه السائل (8) ، والمدح في الزكاة أن
(1) ن، م: لو كان كذلك لا يشرع
(2) انظر تفصيل هذه النقطة في (ب)
(3) ن، م: واجب ومستحب
(4) ن، م: وأما
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)
(6) ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب)
(7) ن، م: لا يجوز
(8) أي أنه أعطى الخاتم للسائل
************************************
يخرجها ابتداء ويخرجها على الفور، لا ينتظر أن يسأله سائل.
ومنها: أن الكلام في سياق النهي عن موالاة الكفار، والأمر بموالاة المؤمنين، كما يدل عليه سياق الكلام.
وسيجيء إن شاء الله تمام الكلام على هذه الآية، فإن الرافضة لا يكادون يحتجون بحجة إلا كانت [حجة] (1) . عليهم لا لهم، كاحتجاجهم بهذه الآية على الولاية التي هي الإمارة، وإنما هي في الولاية التي هي ضد العداوة، والرافضة مخالفون لها. (2)
والإسماعيلية (3) والنصيرية ونحوهم يوالون الكفار من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين، ويعادون المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين (4) . . اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين، وهذا أمر مشهور فيهم (5) ، يعادون خيار عباد الله المؤمنين، ويوالون اليهود والنصارى والمشركين من الترك وغيرهم.
وقال تعالى: {ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} [سورة الأنفال: 64] ، أي: [الله] كافيك (6) . وكافي من اتبعك (7) . من المؤمنين. والصحابة أفضل من اتبعه من المؤمنين وأولهم (8) .
(1) حجة: ساقطة من (ن) فقط
(2) انظر تفصيل هذا الكلام في (ب) 4 (الوجه السادس عشر)
(3) ن، (م) : كالإسماعيلية، وسبق الكلام على الإسماعيلية والنصيرية، انظر: 1/10
(4) ن، م: والأنصار الذين
(5) فيهم: ساقطة من (أ) ، (ب)
(6) ن، م: أي كافيك
(7) أ، ب: كافيك ومن اتبعك
(8) ن: ووالاهم، م: وأولاهم
*****************************
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|