عرض مشاركة واحدة
  #80  
قديم 19-01-2022, 06:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الاول
الحلقة (80)
صـ 557 إلى صـ 563



وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة [رضي الله عنه] (1) ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات، مات ميتة جاهلية، ومن قتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة (2) فقتل فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي (* يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده (3) فليس مني *) (4) ولست منه» " (5) . فذم الخروج عن الطاعة ومفارقة الجماعة وجعل ذلك ميتة جاهلية؛ لأن أهل الجاهلية لم يكن لهم رأس يجمعهم.والنبي - صلى الله عليه وسلم - دائما يأمر بإقامة رأس، حتى أمر بذلك في السفر إذا كانوا ثلاثة، فأمر بالإمارة في أقل عدد وأقصر اجتماع.

وفي صحيح مسلم، «عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا (6) الله بهذا الخير، فهل بعد

(1) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) ن، م: يغضب لعصبية أو ينصر للعصبة؛ أ: تعصب لعصبية أو ينصر للعصبية.
(3) ن، أ: ولا يفي لذي عهدها.
(4) ما بين النجمتين ساقط من (م) فقط.
(5) سبق هذا الحديث مختصرا، ص 112. والحديث بهذه الألفاظ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في مسلم 3/1476 - 1477 (كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين. . .) ؛ سنن النسائي 7/122 - 113 (كتاب تحريم الدم، باب التغليظ فيمن قاتل تحت راية عمية) ؛ المسند (ط. المعارف) 15/87 - 89، 201، (ط. الحلبي) 2/488. وجاء الحديث مختصرا في سنن ابن ماجه 2/1302 (كتاب الفتن، باب العصبية) .
(6) ن، م: وقد جاءنا.
********************

هذا الخير من شر؟ قال: " نعم ". قلت: (1) فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: " نعم، وفيه دخن ". قلت: وما دخنه؟ قال: " قوم يستنون بغير سنتي (2) ، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ". فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: " نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ". فقلت: يا رسول الله صفهم لنا. " قال نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ". قلت: يا رسول الله، فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ". قلت: فإن لم يكن [لهم] (3) جماعة ولا إمام؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك» " (4) .


وفي لفظ [آخر] (5) «قلت: [وهل] (6) وراء ذلك الخير من (7) شر؟ قال:

(1) ن، م: قال:
(2) ن، م: بسنتي.
(3) لهم: ساقطة من (ن) ، (م) .
(4) الحديث عن أبي حذيفة - رضي الله عنه - في صحيح مسلم 3/1475 - 1476، وفيه: ويهدون بغير هديي (وفي شرح النووي 12/236: يهتدون) ، والحديث أيضا في البخاري 4/199 - 200 (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام) ، 9/51 - 52 (كتاب الفتن، باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة) ؛ سنن ابن ماجه 2/1317 (كتاب الفتن، باب العزلة) وجاء مختصرا. والدخن (شرح النووي 12/236 - 237) : " قال أبو عبيدة وغيره. . .: أصله أن تكون في لون الدابة كدورة إلى سواد. قالوا: والمراد هنا أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض، ولا يزول خبثها، ولا ترجع إلى ما كانت عليه من الصفاء ".
(5) آخر: زيادة في (أ) ، (ب) .
(6) وهل: ساقطة من (ن) ، (م) .
(7) من: ساقطة من (أ) ، (ب) .
*****************************

" نعم ". قلت: كيف؟ قال: " يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس " (1) . قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: " تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع» " (2) .


وهذا جاء مفسرا في حديث آخر عن حذيفة؛ قال عن الخير الثاني: " «صلح على دخن، وجماعة على أقذاء فيها، وقلوب لا ترجع إلى ما كانت عليه» (3) ".

فكان الخير الأول النبوة (4) وخلافة النبوة التي لا فتنة فيها، وكان الشر ما حصل من الفتنة بقتل عثمان وتفرق الناس، حتى صار حالهم شبيها بحال الجاهلية يقتل بعضهم بعضا.

ولهذا قال الزهري (5) : وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله

(1) ب: الإنس، وما أثبته هو الذي في نسختي صحيح مسلم وشرح النووي.
(2) صحيح مسلم 3/1476. وفيه وفي شرح النووي 12/238: لا يهتدون بهداي.
(3) الحديث مع اختلاف في الألفاظ في سنن أبي داود 4/135 - 137 (كتاب الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها) ؛ المسند (ط. الحلبي) 5/386 - 387، 403. وفي اللسان: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في فتنة ذكرها: هدنة على دخن وجماعة على أقذاء؛ الأقذاء: جمع قذى، والقذى: جمع قذاة، وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب، أو تبن أو وسخ أو غير ذلك، أراد أن اجتماعهم على فساد من قلوبهم فشبهه بقذى العين والماء والشراب.
(4) ن، م: وكان الخير الأول للنبوة.
(5) ن، م: الأزهري، وهو تحريف، وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، أبو بكر المدني، أحد الأئمة الأعلام، وعالم الحجاز والشام؛ حدث عن ابن عمر وأنس وابن المسيب وغيرهم، توفي سنة 124 وقيل: سنة 125. ترجمته في تهذيب التهذيب 9/445 - 451؛ الخلاصة للخزرجي، ص 306 - 307.
************************

- صلى الله عليه وسلم - متوافرون، فأجمعوا أن كل دم أو مال أو فرج أصيب بتأويل القرآن فهو هدر، أنزلوهم منزلة الجاهلية. فبين أنهم جعلوا هذا غير مضمون، كما أن ما يصيبه أهل الجاهلية بعضهم من بعض غير مضمون؛ لأن الضمان إنما يكون مع العلم بالتحريم، فأما مع الجهل بالتحريم، كحال الكفار والمرتدين والمتأولين من أهل القبلة، فالضمان منتف.


ولهذا لم يضمن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد (1) دم المقتول الذي قتله متأولا، مع قوله: " «أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله» ؟ " (2) ولهذا لا تقام الحدود إلا على من علم التحريم (3) .

والخير الثاني اجتماع الناس لما اصطلح الحسن ومعاوية، لكن كان (4) صلحا على دخن، وجماعة على أقذاء، فكان في النفوس

(1) بن زيد: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(2) الحديث عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - في موضعين في مسلم 1/96 - 97 (كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله) . وهو في سنن أبي داود 3/61 (كتاب الجهاد، باب على ما يقاتل المشركون) . وجاء في حديث آخر بنفس المعنى عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - في سنن ابن ماجه 2/1296 (كتاب الفتن، باب الكف عمن قال لا إله إلا الله) ؛ المسند (ط. الحلبي) 4/438 - 439.
(3) ن (فقط) : الحدود.
(4) ن، م: وكان ذلك.
******************************

ما فيها، أخبر [رسول الله] (1) - صلى الله عليه وسلم - بما هو الواقع.


وحذيفة حدث (2) بهذا في خلافة عمر وعثمان قبل الفتنة، فإنه لما بلغه مقتل عثمان علم أن الفتنة قد جاءت، فمات بعد ذلك بأربعين يوما قبل الاقتتال (3) .

وهو - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر أنه بعد ذلك يقوم أئمة لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته، وبقيام رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان الإنس، وأمر مع هذا بالسمع والطاعة للأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فتبين (4) أن الإمام الذي يطاع هو من [كان] (5) له سلطان، سواء كان عادلا أو ظالما.

وكذلك في الصحيح حديث ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " «من خلع يدا من طاعة [إمام] (6) لقي الله يوم القيام لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، لكنه لا يطاع أحد في معصية الله» " (7) .

(1) رسول الله: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) حدث: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(3) ن، م: الافتتان: وفي الإصابة لابن حجر 1/316 - 317 في ترجمة حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: " قال العجلي: استعمله عمر على المدائن، فلم يزل بها حتى مات بعد قتل عثمان، وبعد بيعة علي بأربعين يوما. قلت: وذلك في سنة ست وثلاثين ".
(4) أ، ب: فبين.
(5) كان: ساقطة من (ن) ، (م) .
(6) إمام: ساقطة من (ن) ، (م) .
(7) ورد هذا الحديث من قبل (ص [0 - 9] 10 ت [0 - 9] ) بدون الجملة الأخيرة. وانظر الحديث (مختصرا ومطولا عن ابن عمر - رضي الله عنهما - في المسند (ط. المعارف) الأرقام: 5386، 5551، 5676، 5718، 5897.
*********************************

كما في الصحيح عن علي - رضي الله عنه - (1) - قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية، واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، فأغضبوه في شيء، فقال: اجمعوا لي حطبا، فجمعوا. ثم قال: أوقدوا نارا، فأوقدوا نارا (2) . ثم قال: ألم يأمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: بلى. قال: فادخلوها. فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النار، فكانوا كذلك، وسكن غضبه وطفئت النار. فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف» (3) ". وفي لفظ: " «لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف» " (4)


وكذلك في الصحيحين (5) عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

(1) ن، م: علي - عليه السلام -.
(2) نارا: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(3) الحديث عن علي - رضي الله عنه - في البخاري 5/161 (كتاب المغازي، باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي. . .) ، 9/63 (كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية) ؛ مسلم 3/1469 (كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية) ؛ المسند (ط. المعارف) ج [0 - 9] رقم 622، 1018.
(4) الحديث بهذا اللفظ جاء عن علي - رضي الله عنه - في البخاري 9/88 (كتاب أخبار الآحاد، الباب الأول) ؛ مسلم 3/469 (الكتاب والباب السابقين في التعليق السابق) ؛ سنن أبي داود 3 - 56 (كتاب الجهاد، باب في الطاعة) ؛ سنن النسائي 7/142 (كتاب البيعة، باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع) ؛ المسند (ط. المعارف) 2/98. .
(5) ن، م: في الصحيح.
****************************

أنه قال: " «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» (1) ".


وعن كعب بن عجرة قال: «خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن معه تسعة: خمسة وأربعة، أحد العددين من العرب، والآخر من العجم، فقال: " اسمعوا، هل سمعتم أنه سيكون بعدي (2) أمراء، من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، وليس يرد علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، وسيرد علي الحوض» " رواه أحمد، والنسائي وهذا لفظه، والترمذي وقال: حديث صحيح غريب (3) .

وفي الصحيحين (4) «عن عبادة [بن الصامت] (5) قال: دعانا النبي

(1) سبق ورود هذا الحديث والكلام عليه. انظر: ص 119 ت [0 - 9] .
(2) بعدي: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(3) الحديث بهذه الألفاظ في سنن النسائي (بشرح السيوطي، ط. القاهرة، 1383/1964) 7/143 (كتاب البيعة، باب من لم يعن أميرا على الظلم) عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه -. وهو في سنن الترمذي 3/358 (كتاب الفتن، باب حدثنا هارون بن إسحاق الهمذاني) وفيه: وهو وارد على الحوض. وقال الترمذي تعقيبا عليه: " هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث مسعر إلا من هذا الوجه. . وفي الباب عن حذيفة وابن عمر ". وورد الحديث بألفاظ أخرى في باب " ما ذكر في فضل الصلاة " من كتاب الجمعة في صحيح الترمذي 2/61 - 62. وانظر أيضا جامع الأصول لابن الأثير 4/460 - 461، وانظر المسند (ط. الحلبي) 3/321، 4/243، 5/384.
(4) ن: وفي الصحيح.
(5) بن الصامت: زيادة في (أ) ، (ب) .
**********************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.66 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.14%)]