عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-12-2021, 01:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي وكان أمره فرطاً

وكان أمره فرطاً


أحمد قوشتي عبد الرحيم



{ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}

من العقوبات الشديدة أن يصير أمر العبد فرطا ، وتمر الأيام والليالي وهو على هذه الحال المؤلمة ، فلا يتغير ، ولا يعتبر .

وقد تنوعت عبارات المفسرين في معنى هذه اللفظة ، فقيل فرطا : أي ضياعا ، وقيل : ندما ، وقيل هلاكا ، وقيل سرفا ، وقيل مجاوزة للحد ، وهي معان متلازمة أو متقاربة .

ومن المعاني اللطيفة التي فسرت بها الآية " وكان أمره فرطا " أي ضيع عمره وعطل أيامه ، وكانت مصالح دينه ودنياه {فُرُطًا} أي: ضائعة معطلة .

وهكذا ترى البعض منا غارقا في تلك الحال المؤسفة حيث تنفرط الأعمار ، ويتعاقب الليل والنهار ، والمحصلة لا شيء ، وإنما انشغال بما لا يفيد ، وغفلة عن المقصود النافع ، وتخبط وعبثية ، وقلة بركة في الوقت والعمر ، وانعدام للثمرة أو النفع سواء لنفسه أو لغيره ، وفي مصالح دينه ودنياه .

وفي الآية إشارة إلى أن من أسباب وصوله لتلك الحال : الغفلة عن ذكر الله بمعناه الواسع ، واتباع الهوى ، ومن ثم تكون النتيجة ذلك الضياع والفرط {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}


فاللهم ارزقنا اليقظة من الغفلة ، واشغلنا بما يرضيك عنا ، وبارك لنا في الأوقات والأعمار ، وأعذنا من شتات الأمر ، وضيق الصدر ، وقلة البركة ، وضياع الأوقات .
















__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.28%)]