عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-12-2021, 03:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,405
الدولة : Egypt
افتراضي من لم يقدمه عزمه أخره عجزه

من لم يقدمه عزمه أخره عجزه



قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

تأملْ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى لرسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدَ أمْرِهِ بالاسْتِشَارَةِ: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}، ولِمَ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بالْمُضِيِّ في الأمرِ بعد الْعَزْمِ عليه؟

الْعَزْمُ هُوَ التَّصْمِيمُ عَلَى الْفِعْلِ بعد الرَّوِيَّةِ فِيهِ، وَقيلَ: الْعَزْمُ التأهب قبلَ الأمرِ والحزمُ المضيُّ فيه، فإذا ظل المرءُ مترددًا بَعْدَ الرَّوِيَّةِ وَالاسْتِشَارَةِ في الْعَزْمِ على الفِعْلِ، كانَ ذلك دليلًا على فَسَادِ الرَّأي، وضَعْفِ العقلِ، وقلةِ اليقين، وسوءِ التدبيرِ.

وما أحسنَ قَولِ القَائِلِ:
إِذَا كُنْتَ ذَا رَأيٍ فَكُنْ ذَا عَزِيْمَةٍ *** فَإِنَّ فَسَادَ الرَّأي أَنْ تَتَرَدَّدَا
وَإِنْ كُنْتَ ذَا عَزْمٍ فَانْفُذُهُ عَاجِلًا *** فَإِنَّ فَسَادَ العَزْمِ أَنْ يتقيّدَا

فَإِذَا عَزَمْتَ بَعْدَ الرَّوِيَّةِ وَالشُّورَى وَتَبَيَّنَ لَكَ وَجْهُ السَّدَادِ فِيمَا عَزَمْتَ عَلَيهِ فَلَا تَتَرَدَّد فِيهِ، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، فإنَّ مَنْ لَمْ يُقَدِّمْهُ عَزْمُهُ أَخَّرَهُ عَجْزُهُ.

وقالوا: الحزمُ انتهازُ الفرصةِ عند تَمَكُنِ القدرةِ، وتركُ التَّوانِي فيما يخافُ فيه الفَوتَ.

وقيلَ:

ما الْعَزْمُ أن تَشْتَهِي شيئًا وتَترْكَهُ *** حَقِيقَةُ الْعَزْمِ منك الجدُّ والطلـــــــــبُ

كم سوفتْ خِدَعُ الآمــالِ ذَا أربٍ *** حَتَّى انقَضَى قبلَ أَنْ يَنْقَضِي لَهُ الأربُ

اللهُمَّ إِنَّا أنَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ.
منقول











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.72 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.09%)]