عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 22-11-2021, 03:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,889
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مظاهر لغة شعر باكثير في المرحلة اليمنية

قد صيَّروا الدين جسرًا يعبرون به
إلى المطامعِ من مالٍ ومن خَولِ[21]


ومفهوم (الجديد) الذي يتبناه، يحدِّده قولُه مخاطبًا السيد أحمد المشهور الحداد:
إني ليعجبُني نزوعُك للعلا
وطُموحُ نفسك للمقام الأغلبِ

ولئن تعشَّقت (الجديد) فإنما
ذاك الجديدُ هو الذي عرف (النبي)

أوليس دينُ الله دينَ حضارة
وسعادةٍ وتقدُّمٍ وتغلُّبِ[22]



إن فكرة الإصلاح - التجديد - تعني عند الشاعر العودةَ إلى الأصل، وتحمل في مراميها رغبتَه في التحرر الاجتماعي من مواضعات اجتماعية وسلوكية تلبَّست بالدين في نظره، فارتبطت فكرةُ الإصلاح في شِعره بفكرة استحضارِ النقاء الأول، أو تكراره تجديدًا بصفاته التاريخية، بوصف العمق التاريخي يحملُ جوهر التجديد الذي يجدر أن يكونَ في الحاضر، مما يجعل البُعد المضموني والفكري للتجديد يحافظ تلقائيًّا على المستوى التقليدي للغة، بل إنه كلما ألحت فكرةُ التجديد من حيث المضامين الدينية برز ذلك في اللغة نفسِها كحالة من حالات التلازم والتوافق ظاهريًّا بين الدلالات وأشكالها، بوصفها بِنيةً واحدة، فظلت لغةُ الشاعر في عمومها تسير في اتجاهٍ واحد يمكن وصفُه بالتقليدي، ما دام أدرك ناحية واحدة من تجديده فقط، هي الناحية الفكرية دون الناحية الأسلوبية أو الشكلية العامة، وظل شعرُه لذلك يؤدي رسالتَه الاجتماعية الإصلاحية الفكرية بصورة أكبرَ، ولم يستطع بسبب ذلك أن يتفرَّغ لبناء نفسه إنشائيًّا بحيث تدخل تلك الموضوعاتُ أو القضايا التجديدية فنيًّا في صُلْب نظامه الأدبي، أو تنصهرُ في حركة لغتِه الفنية في تلك المرحلة المبكرة من تجربته الأدبية، وإنما انسجمت بوصفها فكرًا وموقفًا مع اللغة بوصفها نظامًا توصيليًّا وإيحائيًّا مباشرًا يتماشى مع طبيعة تلك الموضوعات التي يتماثل فيها بُعد الكلمات وقُربها، أو تقريرُها وإيحاؤها لصالح وضوح الدلالة طبعًا، بناءً على علاقات اللغة التي سَرعان ما تنجذب إلى أحداث الواقع المنظور إليها من وحي الفكر الإصلاحي ذاته، يقول:
ماذا (بنجدٍ) و(الحجاز) وكيف مُلكهم المشهر؟
ماذا ترقرق من دمٍ للعُرب في الصحراء يهدر؟
سحبٌ تلبَّد في السماء وتحتها نارٌ تسعَّر
ما عن (لابن رفادة) هل شاقه تاجٌ ومنبَر؟
أم ضاق ذرعًا بالحياة فخارٌ ورد الموت أحمَر
**********
(عبدالعزيز) بسيفِه سيحرِّر الحرم المطهَّر
سيصونُه من معتدٍ ويحوطه من كل منكَر
وسيطرد الأعداءَ منه بعسكرٍ من خَلْف عسكَر
************
(عبدالعزيز) الفارسُ المغوار والملك المظفَّر
جئت (الحجاز) فصنتَه ممن يعيث به ويفجُر
وأقمت فيه الدِّينَ من أوهام سطرها مؤجر
فبدا هدى (المختار) وضاء كنورِ البدر أزهَر
إن ينهد الباغي إليك فإن سيفَك لم يكسر
أدِّبْه واعرف من زجَّاه فقد بدا مهما تستَّر[23]

ويقول:
فارت تنانيرُ الثُّبور
وبدت خفياتُ الأمور

وتفلق الإصباحُ عن
قتلى وصرعَى في (عسير)

هذا يئنُّ من الجرا
ح وذاك موصولُ الزفير

وعلى رُبَاها رُبَّ حُرٍّ
يلفظ النفس الأخير

تلك الدماء اليَعْرُبية
أُهرقت فوق الصخور


(عبدالعزيز) مجدِّد ال
آمال في الزمن الأخير

ومطهِّرُ الحرمين من
بدعٍ تناستها العصور


يا (فيصل الدرويش) يا (ابن
رفادة) يا (ابن الأمير)


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.97 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]