
12-11-2021, 06:13 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,635
الدولة :
|
|
رد: الدعوة مسؤولية الجميع
وفي (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قدم الطُّفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إنَّ دوسًا عصتْ وأَبَتْ، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوسٌ.
فقال: ((اللهم اهدِ دوسًا وأْتِ بهم))[16].
4 - الصبر على الأذى:
مَن قام بواجب الدعوة إلى الله، والتزم بأوامر الله، قد يَسْخَرُ منه القريب والبعيد، والعدوُّ والصديق، فليصبر؛ قال تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 35].
فصَبَرَ صلى الله عليه وسلم حتى إنَّه حوصر في شِعْب أبي طالب ثلاثَ سنواتٍ؛ حتى أكل أوراق الشجر صابرًا محتسبًا، حتى جعل الله له فرجًا.
وكذلك صَبَرَ الصحابة رضوان الله عليهم على الأذى في سبيل الله، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].
وفي (الصحيحين) عن أبي هريرة مرفوعًا: ((ما يصيبُ المسلمَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حزنٍ، ولا أذى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كَفَّر الله بها من خطاياه))[17].
وقال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].
ففي هذه الآية الكريمة يبيِّن ربُّنا: أنَّ المسلم الذي يريد أن ينجوَ من الخسران، عليه بأمورٍ أربعةٍ:
1 - الإيمان الصادق: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾.
2 - العمل الصالح: ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾.
3 - الدعوة إلى الله: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ﴾.
4 - الصبر على الأذى: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾.
5 - التواضع وخفض الجناح:
ينبغي للداعية أن يكون متواضعًا لإخوانه المسلمين، ولمَن يدعوهم إلى الله تبارك وتعالى؛ قال تعالى للداعية الأوَّل: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54].
روى مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ((ما تواضع أحدٌ لله إلا رَفَعَه الله))[18].
مِن تواضعه صلى الله عليه وسلم:
ما رواه البخاري ومسلمٌ عن أنس رضي الله عنه أنه مرَّ بصبيان فسلَّم عليهم وقال: (كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يفعله)[19].
والتسليم على الصبيان الصغار له فوائد منها:
1 - يُشعر الصبيَّ بالرجولة.
2 - يُشعِر الصغار باهتمام الكبار بهم.
3 - محبةُ الصغار للكبار.
4 - تعويدُ الصغار على الآداب الإسلاميَّة، ومنها: السلام.
5 - تنمية روحِ الانتماء إلى الأُمَّة الإسلامية لدى الصغار.
6 - تعويد الصغار على الجرأة والشجاعة ومخاطبة الكبار.
فالداعية المتواضعُ يحبُّه الكبير والصغير، والغنيُّ والفقير.
6 - الصدقُ:
من أخصِّ صفات الداعية إلى الله الصدقُ؛ فالداعية لا يستدلُّ بآيةٍ إلا وهو يحفظها جيدًا، ولا ينسبُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثًا إلا وهو على يقينٍ مِن صحَّته، ولا ينسبُ إلى عالِمٍ قولًا إلا وهو على يقينٍ مِن نسبته.
والداعية لا يكذب ليؤيِّد دعوته، ولا يفتري على العلماء أقوالًا لم يقولوها ليحتجَّ بها في تبليغ دعوته.
وفي (الصحيحين) عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الصدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنة، وإنَّ الرجل ليصدق؛ حتى يكتب عند الله صدِّيقًا))[20].
7 - احترام إخوانه الدعاة إلى الله:
الداعية يحترمُ العلماء، ويوقِّرهم، ويدعو لهم؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].
ولو أخطأ عالمٌ، ردَّ خطأه بلُطْفٍ، ولين، مع التماس الأعذار له.
[1] صحيح: أخرجه مسلم (49)، وأبو داود (1140)، والترمذي (2172)، وابن ماجه (1275)، وأحمد في (المسند) (3/ 10، 20، 49، 52)، وابن حبان في (صحيحه) (306، 307)، والبيهقي (10/ 90).
[2] صحيح: أخرجه أبو داود (494)، والترمذي (407)، وأحمد في (المسند) (3/ 404)، والدارمي (1431)؛ كلهم من طريق سبرة عن أبيه عن جَدِّه، وصحَّحه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع) (5867)، وفي الباب عن ابن عمرو أخرجه أبو داود (495)، وأحمد في (المسند) (2/ 180)، والحاكم في (المستدرك) (1/ 197)، والبيهقي (3/ 84) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
[3] ابن كثير (3/ 300).
[4] صحيح: أخرجه مسلم (720، 1006)، وأبو داود (1285، 286).
[5] صحيح: أخرجه مسلم (2674)، وأبو داود (4609)، والترمذي (2674)، وابن ماجه (206)، وأحمد في (المسند) (2/ 397)، والدارمي (513)، وابن حبان في (صحيحه) (112).
[6] صحيح لغيره: أخرجه ابن عدي في (الكامل) (3/ 1044)، والبزار (133)، وصححه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع)، (5883)، وفي (الصحيحة) (1852)، ويشهد له الحديث الذي بعده عن أبي أمامة رضي الله عنه.
[7] صحيح: أخرجه الترمذي (2685)، وقال: حسن صحيح، والدارمي (289)، والطبراني في (الكبير) (7912)، والخطيب في (الفقيه والمتفقِّه) (63)، وصحَّحه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع) (1838، 4213).
[8] صحيح: أخرجه الترمذي (2657)، وابن ماجه (232)، وأحمد في (المسند) (1/ 437)، وابن حبان في (صحيحه) (66، 69).
وفي الباب عن زيد بن ثابت أخرجه أبو داود (3660)، والترمذي (2656)، وابن ماجه (230)، وأحمد في (المسند) (5/ 183) والدارمي (229)، والطبراني في (الكبير) (4890، 4891، 4994)، وابن حبان في (صحيحه) (67).
وفي الباب أيضًا عن أنس بن مالك وجبير بن مطعم، وصححه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع) (6764، 6765).
[9] صحيح: أخرجه البخاري (2942)، ومسلم (2406)، وأبو داود (3661)، وأحمد في (المسند) (5/ 333)، وابن حبان في (صحيحه) (6932).
[10] انظر: (صحيح وصايا الرسول) (3/ 436).
[11] صحيح: أخرجه أبو داود (4338)، والترمذي (2168)، وابن ماجه (4005)، وأحمد في (المسند) (1/ 5، 7)، والحميدي في (مسنده) (3)، وابن حِبَّان في (صحيحه) (304، 305)، والبيهقي (10/ 91)، وصحَّحه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع) (1974)، وفي (الصحيحة) (1671).
[12] (موطأ مالك) (1/ 991).
[13] حسن: أخرجه الترمذي (2169)، وأحمد في (المسند) (5/ 389)، وحسَّنه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع) (7070).
[14] صحيح: أخرجه مسلم (2594)، وأحمد في (المسند) (6/ 58، 125).
[15] صحيح: أخرجه الترمذي (2488)، وأحمد في (المسند) (1/ 415)، والطبراني في (الكبير) (10562)، وابن حبان (469)، والبغوي في (شرح السنة) (3505)، وفي الباب عن جابر، وقال الترمذي: حسن غريب، وصحَّحه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع) (2609).
[16] صحيح: أخرجه البخاري (2937)، ومسلم (2524)، وأحمد في (المسند) (2/ 243، 448، 502)، وابن حبان في (صحيحه) (979، 980).
[17] صحيح: أخرجه البخاري (5641)، ومسلم (2573)، والترمذي (966)، وأحمد في (المسند) (2/ 335، 303، 402).
[18] صحيح: أخرجه مسلم (2588)، والترمذي (2029)، وأحمد في (المسند) (2/ 235، 386، 438)، والدارمي (1676)، وابن خزيمة (2438)، وابن حبان في (صحيحه) (3248)، والبيهقي (4/ 187).
[19] صحيح: أخرجه البخاري (6247)، ومسلم (2168)، وأبو داود (5202، 5203)، والترمذي (2696)، وابن ماجه (3700)، والدارمي (2636).
[20] صحيح: أخرجه البخاري (6094)، ومسلم (2607)، وابن حبان في (صحيحه) (273)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (10/ 243).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|