وقال الحافظ في تلخيص الحبير (1/45) تابعه عند البزار هشام بن عروة، عن أبيه، عن حمران. اهـ
ولم أطلع على إسناده لأرى من رواه عن هشام.
وقد رواه الزهري، كما في البخاري (160)، ومسلم (227).
ومالك، كما في الموطأ (1/30) وابن حبان (1041).
وسفيان بن عيينة، كما في سنن البيهقي (1/62) وصحيح ابن خزيمة (2).
ويحيى بن سعيد القطان، كما في مسند أحمد (1/57)، وصحيح ابن خزيمة (2).
وجرير عند مسلم (227).
وابن جريج عند عبدالرزاق (141).
وحماد بن سلمة كما في مسند الطيالسي (76).
ووكيع كما في مصنف ابن أبي شيبة (2/161).
وأبو أسامة كما عند مسلم (227)، وابن خزيمة (2)، تسعتهم رووه عن هشام، عن عروة، عن حمران، ولم يذكروا أن مسح الرأس ثلاث، كما في رواية البزار التي أشار إليها الحافظ، فإن كان الراوي ثقة، فهي رواية شاذة؛ لمخالفته الأئمة، وإن كان ضعيفًا، فهي زيادة منكرة، والله أعلم.
وذكر الحافظ متابعًا آخر عند البزار أيضًا من طريق عبدالكريم بن أبي المخارق، عن حمران، وعبدالكريم قال النسائي: متروك. وقال أيوب: ليس بثقة. وانظر أطراف مسند أحمد (4/304)، تحفة (9796) إتحاف المهرة (13645) و(13647).
[20] سنن الدارقطني (1/92). وأخرجه عبدالله بن أحمد في زوائد المسند (1/123) حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا مسهر بن عبدالملك به. وذكر من صفة الوضوء إلى قوله: وغسل ذراعه الأيسر ثلاثًا، فقال: هذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأخرجه النسائي في الكبرى (161) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبا مسهر بن عبدالملك به. وذكر مسح الرأس ولم يقل: ثلاثًا.
[21] وفي إسناده مسهر بن عبدالملك بن سلع: ذكره ابن أبي حاتم، فلم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً. الجرح والتعديل (8/401).
وقال البخاري: فيه بعض النظر. التاريخ الأوسط (2/274)، الكامل (6/457).
قال النسائي: ليس بالقوي. تهذيب التهذيب (10/135). وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ ويهم (9/197).
وسئل عنه أبو داود، فقال: أما الحسن بن علي الخلال، فرأيته يحسن الثناء عليه، وأما أصحابنا فرأيتهم لا يحمدونه. تهذيب التهذيب (10/135).
وقال الحسن بن حماد الوراق: مسهر ثقة. مختصر كامل ابن عدي (1937).
وعبدالملك بن سلع، ذكره ابن أبي حاتم وسكت عليه. الجرح والتعديل (5/353).
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: كان ممن يخطئ. الثقات (7/104).
وفي التقريب: صدوق.
فالإسناد ضعيف من أجل مسهر بن عبدالملك بن سلع، وقد خالفه من هو أقوى منه، فرواه أحمد (1/110) حدثنا مروان، حدثنا عبدالملك بن سلع به، في صفة الوضوء، وفيه: ثم مسح بكفيه رأسه مرة.
ومروان: هو ابن معاوية الفزاري، وثقه أحمد، وقال: كان من الحفاظ.
ووثقه ابن معين والنسائي ويعقوب بن شيبة، وفي التقريب: ثقة حافظ، وكان يدلس أسماء الشيوخ. فهذا هو المعروف من حديث عبدالملك بن سلع، وقد رواه خالد بن علقمة، عن عبد خير به، واختلف على خالد: فرواه الدارقطني (1/89) من طريق أبي يحيى الحماني، ومن طريق أبي يوسف القاضي، كلاهما عن أبي حنيفة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير به، وفيه: ومسح برأسه ثلاثًا.
وخالف أبا حنيفة جماعة من الحفاظ الثقات، منهم زائدة بن قدامة، وسفيان الثوري، وشعبة، وأبو عوانة، وشريك، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، وحازم بن إبراهيم، وحسن بن صالح، وجعفر الأحمر، فرووه كلهم عن خالد بن علقمة به، وقالوا: ومسح برأسه مرة.
وسبق الكلام على طرق الحديث وتخريجها، فارجع إليه إن شئت.
[22] سنن البيهقي (1/63).
[23] قال أحمد بن حنبل: في حديث ابن وهب عن ابن جريج شيء. قال أبو عوانة: صدق؛ لأنه يأتي عنه بأشياء لا يأتي بها غيره.
وقد قال البيهقي (1/63): وقال فيه حجاج، عن ابن جريج: ومسح برأسه مرة.
وحجاج هو ابن محمد المصيصي من رجال الجماعة، وهي أرجح من رواية ابن وهب؛ لسببين: الأول: التكلم في رواية ابن جريج عن ابن وهب.
السبب الثاني: أن هذه الرواية موافقة للأحاديث الصحيحة عن علي وغيره في كون المسح مرة واحدة.
وروى الطبراني في مسند الشاميين (1336) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبدالعزيز بن عبيدالله، عن عمير بن سعيد النخعي، عن علي أنه قال: ألا أريكم وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلنا: بلى. فأتي بطست من ماء فغسل كفيه، وغسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاثًا، ومسح رأسه ثلاثًا بماء واحد، ومضمض واستنشق ثلاثًا بماء واحد، وغسل رجليه ثلاثًا.
وفي إسناده عبدالعزيز بن عبيدالله.
قال يحيى بن معين: ضعيف، لم يحدث عنه إلا إسماعيل بن عياش. الكامل (5/284)، الضعفاء للعقيلي (3/21).
وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث، واهي الحديث. تهذيب الكمال (18/171).
وقال أبو حاتم: يروي عن أهل الكوفة وأهل المدينة، لم يرو عنه أحد غير إسماعيل بن عياش، وهو عندي عجيب ضعيف منكر الحديث، يكتب حديثه، يروي أحاديث مناكير ويروي أحاديث حسانًا. تهذيب التهذيب (6/311).
وقال أبو داود: ليس بشيء. المرجع السابق.
وقال النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. المرجع السابق.
وضعف إسناده الحافظ في التلخيص بعبدالعزيز بن عبيدالله هذا.
[24] مجمع البحرين (407).
[25] في إسناده يزيد بن عبدالملك:
قال أحمد: عند يزيد بن عبدالملك مناكير. الجرح والتعديل (9/278).
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا. المرجع السابق.
وسئل عنه أبو زرعة، فقال: منكر الحديث. المرجع السابق.
وقال يحيى بن معين في رواية ابن أبي خيثمة عنه: ضعيف الحديث. المرجع السابق.
وقال عثمان الدارمي عن يحيى بن معين: ما كان به بأس. الكامل (7/260).
وقال النسائي: متروك الحديث. الضعفاء والمتروكين (645)، والكامل (7/260).
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. المرجع السابق.
وقال أحمد بن صالح المصري: ليس حديثه بشيء. تهذيب التهذيب (11/304).
وقال البخاري: أحاديثه شبه لا شيء، وضعفه جدًّا. المرجع السابق.
وفي إسناده أبو موسى: عيسى بن أبي عيسى الحناط، ويقال: الخياط:
قال عمرو بن علي وأبو داود والنسائي والدارقطني: متروك الحديث.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، مضطرب الحديث. وفي التقريب: متروك. انظر التاريخ الكبير (6/405)، معرفة الثقات (2/199)، الكامل (5/245)، الضعفاء الكبير (3/392)، تهذيب التهذيب (8/201)، تهذيب الكمال (23/15)، بحر الدم (806).
فالحديث ضعيف جدًّا.
والمعروف من حديث أنس - رضي الله عنه - ذكر المسح مرة واحدة.
فقد أخرج الطبراني - كما في مجمع البحرين (409) - حدثنا إبراهيم، ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، ثنا بكار بن سقير، حدثني راشد أبو محمد الحماني، قال: رأيت أنس بن مالك بالزاوية، فقلت له: أخبرني عن وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف كان؟ فإنه بلغني أنك كنت توضئه. قال: نعم، فدعا بوضوء، فأتي بطست وبقدح نحت كما نحت في أرضه، فوضع بين يديه، فأكفأ على يديه من الماء، فأنعم غسل كفيه، ثم تمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، ثم أخرج يده اليمنى، فغسلها ثلاثًا، ثم غسل اليسرى ثلاثًا، ثم مسح برأسه مرة واحدة، غير أنه أمرها على أذنيه، فمسح عليهما، ثم أدخل كفيه جميعًا في الماء، فذكر الحديث.
وهذا إسناد أرجو أن يكون حسنًا، فشيخ الطبراني: إبراهيم بن هاشم البغوي، وثقه الدارقطني كما في تاريخ بغداد (6/203).
وإبراهيم بن الحجاج ذكره ابن أبي حاتم وسكت عليه. الجرح والتعديل (2/93).
وذكره ابن حبان في الثقات (8/78)، وأخرج له في صحيحه، والحاكم في المستدرك، ووثقه الدارقطني كما في تهذيب التهذيب (1/98).
وفي التقريب: ثقة يهم قليلاً.
وبكار بن سقير البصري المازني، قال البخاري: أثنى عليه عبدالرحمن بن المبارك خيرًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان من العباد. التاريخ الكبير (2/122)، الثقات (6/107).
وراشد الحماني، قال أبو حاتم: صالح الحديث. الجرح والتعديل (3/484).
وذكره ابن حبان في الثقات (4/234)، وقال: ربما أخطأ.
وفي التقريب: صدوق ربما أخطأ.
فالإسناد حسن إن شاء الله - تعالى -، وهو صحيح لغيره؛ لكثرة شواهده التي ذكرناها في أدلة القول الأول، والله أعلم.
[26] نيل الأوطار (1/340).
[27] سبق تخريجه، انظر حديث (873).
[28] المصنف (1/16).
[29] الوجه الأول: قول سفيان كما في رواية النسائي (99) عن عبدالله بن زيد: وهو الذي أُري النداء.
والذي أري النداء هو عبدالله بن زيد بن عبدربه، وهذا عبدالله بن زيد بن عاصم.
وقد خطَّأ جماعةٌ ابن عيينة، منهم البخاري في صحيحه، كما في باب تحويل الرداء في الاستسقاء، والنسائي في السنن (3/155)، والدارقطني في السنن (1/81).
قال الحافظ: وقد اتفقا في الاسم، واسم الأب، والنسبة إلى الأنصار، ثم الخزرج، والصحبة، والرواية، وافترقا في الجد والبطن الذي من الخزرج؛ لأن حفيد عاصم من مازن، وحفيد عبدربه من بلحارث من الخزرج (2/581).
الخطأ الثاني: قوله: إنه مسح برأسه مرتين، وقد رواه جماعة عن عمرو بن يحيى ولم يقولوا ما قاله سفيان، منهم:
الأول: مالك، كما في رواية البخاري (185)، ومسلم (235)، والموطأ (1/18)، ومصنف عبدالرزاق (5)، وأحمد (4/38)، والترمذي (32)، والنسائي (98)، وابن ماجه (434)، وابن حبان (1084).
الثاني: وهيب بن خالد، كما في صحيح البخاري (186)، ومسلم (235)، والبيهقي (1/150)، وابن حبان (1077).
الثالث: خالد بن عبدالله الطحان، كما في رواية البخاري (191)، ومسلم (235)، وأبي داود (119)، والترمذي (28).
الرابع: عبدالعزيز بن أبي سلمة بن أبي الماجشون، كما في صحيح البخاري (197)، وأبي داود (100)، وابن ماجه (471)، وابن حبان (1093).
الخامس: سليمان بن بلال، كما في صحيح البخاري (199)، ومسلم (235).
السادس: محمد بن فليح، كما في سنن الدارقطني (1/82)، فهؤلاء ستة رواة جلهم في الصحيحين خالفوا سفيان في قوله: ومسح برأسه مرتين، ولم أستقصِ البحث، ولعلهم أكثر من ذلك بكثير، وكلهم اتفقوا على لفظ: ثم مسح برأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه.
قال ابن عبدالبر في التمهيد (3/216): أما الموضع الثاني الذي وهم فيه ابن عيينة، فإنه ذكر فيه مسح الرأس مرتين، ولم يذكر فيه أحد مرتين غير ابن عيينة، وأظنه - والله أعلم - تأول الحديث قوله: "فمسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر"، وما ذكرنا عن ابن عيينة من رواية مسدد، ومحمد بن منصور، وأبي بكر بن أبي شيبة، كلهم ذكروا عن ابن عيينة ما حكينا عنه، وأما الحميدي فإنه ميز ذلك فلم يذكره، أو حفظ عن ابن عيينة أنه رجع عنه، فذكر فيه عن ابن عيينة: "ومسح رأسه، وغسل رجليه"، فلم يصف المسح، ولا قال: مرتين، وقال في الإسناد: عن عبدالله بن زيد، لم يزد، ولم يقل: ابن عاصم ولا ابن عبدربه، فتخلص. ا. هـ
وقد أشار أحمد في مسنده أنه سمع الحديث من ابن عيينة ثلاث مرات، قال مرة: ومسح برأسه مرة. وقال مرتين: ومسح برأسه مرتين، وهذا الاختلاف من سفيان يدل إما على رجوعه، أو على عدم ضبطه لهذا الحديث، أو على روايته للحديث بالمعنى ولم يوفق، والله أعلم.
كما رواه ابن خزيمة في صحيحه (156) من طريق سعيد بن عبدالرحمن المخزومي، عن سفيان بن عيينة به، بلفظ: "ثم مسح برأسه، بدأ بالمقدم، ثم غسل رجليه" ولم يقل: مرتين.
كما رواه الدارقطني (1/82) من طريق سعيد بن منصور، عن سفيان به، ولم يذكر مسح الرأس.
[تخريج الحديث]:
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة كما نقلته عنه في المتن، وأخرجه أحمد (4/40).
وأخرجه النسائي (99) والدارقطني (1/852) عن محمد بن منصور.
وأخرجه الترمذي 47) حدثنا ابن أبي عمر.
وأخرجه الدارقطني (1/82) من طريق العباس بن يزيد وسعيد بن منصور.
وأخرجه البيهقي (1/63) من طريق محمد بن حماد، كلهم رووه عن سفيان بن عيينة به. وانظر إتحاف المهرة (7135)، أطراف المسند (3/21)، تحفة الأشراف (5308).
[30] البخاري (157).
وأما ما رواه ابن ماجه (419) من طريق عبدالرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر قال: توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدة واحدة، فقال: ((هذا وضوء من لا يقبل الله منه صلاة إلا به))، ثم توضأ ثنتين ثنتين فقال: ((هذا وضوء القدر من الوضوء))، وتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: ((هذا أسبغ الوضوء، وهو وضوئي ووضوء خليل الله إبراهيم، ومن توضأ هكذا ثم قال عند فراغه: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فتح له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء)).
فالحديث ضعيف جدًّا، فيه عبدالرحيم بن زيد العمي، وأبو زيد العمي ضعيفان، وسبق أن تكلمت على هذا الحديث وبينت الاختلاف في إسناده، وتكلمت على رجاله في حديث رقم (790)، فأغنى عن إعادته هنا، فلله الحمد.
وأما ما رواه الترمذي (46) من طريق وكيع، عن ثابت بن أبي صفية، قال: قلت لأبي جعفر: حدثك جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرة مرة؟ قال: نعم.
ورواه الترمذي (45)، وابن ماجه (410) والدارقطني (1/81) من طريق شريك عن ثابت به، وزاد: ومرتين مرتين، وثلاثًا ثلاثًا؟ قال: نعم.
قال أبو عيسى: وهذا أصح من حديث شريك (يعني: لفظ وكيع)، قال: لأنه قد روي من غير وجه هذا عن ثابت نحو رواية وكيع، وشريك كثير الغلط. ا. هـ
وكلمة أصح لا تعني الصحة المطلقة، وإنما مقارنة بلفظ شريك، والحديث بطريقيه ضعيف؛ لأن مدار الإسنادين على ثابت بن أبي صفية، وهو رافضي ضعيف، على أن ابن أبي شيبة رواه عن شريك في المصنف بلفظ وكيع (66).
وروى أبو نعيم في الحلية (7/232) من طريق مسعر، عن أبي حمزة (ثابت بن أبي صفية) به بلفظ وكيع.
وروى الطبراني في الأوسط (6542) من طريق الحارث بن عمران الجعفري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة مرة.
قال الطبراني: لم يرو هذا عن جعفر إلا الحارث بن عمران. ا. هـ. والحارث ضعيف، ورماه ابن حبان بالوضع.
وروى الطبراني في الأوسط (911) والدارقطني (1/81) من طريق الدراوردي، حدثنا عمر بن أبي عمر، عن عبدالله بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبي رافع، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه، وغسل رجليه ثلاثًا، ورأيته مرة أخرى توضأ مرة مرة.
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي رافع إلا بهذا الإسناد، تفرد به الدراوردي. ا. هـ.
وعلته عمر بن أبي عمر الكلاعي، وهو ضعيف.
وروى النسائي في سننه (113) من طريق أبي جعفر المدني قال: سمعت ابن عثمان بن حنيف يعني عمارة قال:
حدثني القيسي أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأتي بماء، فقال على يديه من الإناء فغسلهما مرة، وغسل وجهه وذراعيه مرة مرة، وغسل رجليه بيمينه كلتاهما.
وسنده ضعيف، فيه عمارة بن عثمان بن حنيف، قال الذهبي: لا يعرف.
وفي التقريب: مقبول.
وروى أحمد (2/28)، وأبو يعلى الموصلي (5777) من طريق المطلب بن عبدالله بن حنطب: كان ابن عمر يتوضأ ثلاثًا، يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ابن عباس يتوضأ مرة مرة، يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والمطلب بن عبدالله بن حنطب لم يثبت سماعه من ابن عمر ولا من ابن عباس، قال البخاري فيما نقله العلائي في جامع التحصيل (774): لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصحابة سماعًا، وقال أبو حاتم: عامة أحاديثه مراسيل، لم يدرك أحدًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا سهل بن سعد، وأنسًا، وسلمة بن الأكوع، أو من كان قريبًا منهم".
وقال في المراسيل (ص: 164): لا ندري أنه سمع منهما أم لا؟ (يعني: ابن عمر وابن عباس).
وأخرجه الإمام أحمد (2/8) وابن ماجه (414) عن الوليد بن مسلم.
وأخرجه النسائي (81) وفي الكبرى (88)، وابن حبان (1092) من طريق عبدالله بن المبارك، كلاهما عن الأوزاعي به، من مسند ابن عمر وحده.
وأخرجه الطيالسي في مسنده (2760) عن عبدالله بن المبارك.
وأخرجه أحمد (1/219) حدثنا الوليد بن مسلم، كلاهما عن الأوزاعي به، من مسند ابن عباس وحده.
وقد ثبت الحديث من مسند ابن عباس عند البخاري (17) وسبق ذكره، انظر حديث (898).
[31] المائدة: 6.
[32] البخاري (158).
[33] المصنف (1/18).
[34] ومن طريق زيد بن الحباب أخرجه أحمد (2/288) وأبو داود (136)، والترمذي (43)، وابن حبان (1049)، والحاكم (1/150) والبيهقي (1/79).
ورواه ابن الجارود في المنتقى (71) حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبدالله بن صالح بن مسلم العجلي، قال: حدثنا عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان به، بلفظ: ربما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ مثنى مثنى.
وعبدالرحمن بن ثوبان فيه ضعف من قبل حفظه، جاء في ترجمته:
عن أحمد: أحاديثه مناكير. الجرح والتعديل (5/219).
وقال مرة: لم يكن بالقوي في الحديث. تهذيب التهذيب (6/152) ضعفاء العقيلي (2/326)، المغني في الضعفاء (2/377)
وقال ابن معين: صالح الحديث. الجرح والتعديل (5/219).
وقال مرة: ضعيف وأبوه ثقة. الكامل (4/281).
وقال أيضًا: ضعيف يكتب حديثه على ضعفه، وكان رجلاً صالحًا. المرجع السابق.
وقال ابن معين في رواية عباس: ليس به بأس. المرجع السابق.
وقال النسائي: ليس بالقوي. المرجع السابق.
وقال العجلي: شامي لا بأس به. معرفة الثقات (2/73).
وذكره ابن حبان في الثقات (7/92).
وقال يعقوب بن شيبة: اختلف أصحابنا فيه، فأما يحيى بن معين فكان يضعفه، وأما علي بن المديني فكان حسن الرأي فيه. تهذيب الكمال (17/15).
وفي التقريب: صدوق يخطئ ورمي بالقدر، وتغير بآخره. ا. هـ.
ولم أقف على من ميز حديثه قبل وبعد تغيره.
انظر طرق الحديث: إتحاف المهرة (19103)، أطراف المسند (7/367)، تحفة الأشراف (13940).
[35] البخاري (185)، ومسلم (235).
[36] الأحزاب: 21.