[نور]

هنا علينا أن نفند الأمور حتى نجد لها حلولا جذرية لكل من يحصل معه هذا
و قد تطرق الأخوة إلى بعضها و سأضيف
يجب على المرأة أن تنظر إلى نفسها أولاً ، ما هو الأمر الذي جعل زوجها يبتعد عنها ، ينفر منها ، ينظر إلى غيرها ، يفكر في غيرها ، ما الذي ينقصه معها ، ما الذي كانت تؤمنه له ، و بدأت تحرمه منه مع الوقت ، بدل أن تزيد اهتمامها به مع الوقت ، قد يصبح الزوج من اهتماماتها الثانوية ....
أكيد بداية الأسباب منها، فعليها أن تنتبه إلى الأسباب و هي أقدر من يعرفها، فإن عرفتها و بدأت بحلها و عالجتها، و فعلت ما يرضى و يحب و بالتالي تحاول أن تصلح في نفسها ما بدأ زوجها يجده عند غيرها...

دائما نعرف ان المرأة بعد إنجاب الأولاد تعطي معظم وقتها للأولاد و يصبح زوجها اهتمامها بعد الأولاد ، و تنسى أن أولادها ما كانوا لولا وجود هذا الزوج الحبيب الأب ، و اهتمامها به هو أساس اهتمامها و محافظتها على بيتها و أولادها ، لأن ابتعاد الرجل عن زوجته سيرافقه ابتعاده عن بيته و أولاده و سيقل اهتمامه بأمورهم لأنه أصبح لا يجد راحته التي يريدها في بيته و يبحث عنها خارجه، و هنا تصبح المشكلة مزدوجة ابتعاد عن الزوجة وعن البيت و الأولاد وبالتالي ان ينتج مشاكل عائلية عند الأولاد ترافقهم في حياتهم...
الزوجة مع تقدم سنوات الزواج ، و انشغالها بالأولاد ، و إزدياد مسؤولياتها المنزلية تبدأ بإهمال نفسها و قد تنسى أنوثتها و تذكر فقط انها امرأة و أم و ليست أنثى والفرق معروف ، و تبتعد عن ما يحبه زوجها و يرضيه ، و لا أتكلم هنا فقط عن الحميمية في العلاقة ، و قد ينبه الزوج زوجته إلى أنها يحتاجها ليس فقط زوجة ، يحتاجها صديقته و يحتاجها أمه و يحتاجها حبيبته ، و ليس فقط زوجة ، عبارة عن روتين الحياة بمشاكلها و متطلباتها حتى تصبح الثنائية بينهما معدومة...

امرأ آخر ، أن الزوج يعمل طوال النهار ، و يتعرض لمشاكل و مشاحنات في العمل و ضغوطات العمل لا تخفى على أحد ، و التعامل مع نوعيات مختلفة من البشر في مجال العمل قد تشكل توتراً لدى الزوج طوال النهار ، و يكون بانتظار أن ينتهي دوام عمله حتى يهرع إلى بيته حتى يأنس بوجه زوجته الباسم و لمسة حنان و نظرة دفء كل ما يتمناه أي زوج متعب و بعيدا عن المشاكل لبعض الوقت ، فالتوقيت مهم جدا عند الرجل و يجب ان تراعي المرأة ذلك ، و للأسف هذه مشكلة لدى نسائنا ، يعني لو في مشكلة من الأولاد أو أي متطلبات منزلية أو ما شابه ، تسارع إلى إخباره عنها و تطالبه بحلها ، و قد يكون هذا في وقت غداءه مجرد عودته من المنزل ، و دون أن تنتبه لدقة توقيت اختيار المواضيع... و أنه بحاجة لراحة بعد عناء يوم طويل من العمل... هذه نقاط من نقاط كثيرة ...

انه زوجها و حبيب عمرها و رفيق حياتها و أولادهما فلذة أكبادهما و جزء من كليهما ، أنه يستحق الكثير ، يعني مش كتير مهم الرجل يلاقي زوجته جهزت له الطعام و ثيابه و كل مستلزماته المادية ، متناسية البسمة و المودة و المداعبة و المؤانسة بينهما ، بالعكس قد يساعدها هو في أمور كثيرة في البيت على ان تتفرغ له لبعض الوقت حتى لا ينسيا أنهما فلان و فلانة و ليسا فقط أبو و أم فلان ... فقد تنسى الزوجة أن تنادي زوجها بأسمه و تناديه فقط بالكنية الأبوية ، وهو قد يريد من الجميع أن ينادوه كذلك الا زوجته لأن هذا خاص بينهما...

أعرف ان كل ما كتبته يعرفه الجميع و لكن هذا أحد أسباب المشاكل التي قد تؤدي إلى الألم الذي ما بعده ألم و الذي هو عنوان المقال ، والذي بدا بكلام يتهم فيه الرجل بكل السيئات متناسين أسباب النتيجة التي وصلت إليها الزوجة.

الزوج يحتاج إلى الاسترخاء و الزوجة تحتاج إلى الاسترخاء و الحياة مشاركة بينهما في كل شيء
و برأيي ما من زوج يريد أن ينظر لغير زوجته إلا لو كانت هي أحد هذه الأسباب تدفعه إلى ذلك بطريقة غير مباشرة ، و ما من رجل يبحث عن شيء خارج مؤسسة الزواج ، إلا لشيء فقده داخل هذه المؤسسة ، و الزوج أيضا له مشاعره و عواطفه و قدرة على التحمل ، صحيح ان المرأة أكثر عاطفية و تحب أن تستظل بالرجل ، و لكن أيضا الرجل لديه قلب ينبض بالحب و يحنو لمن يعطيه الدفء و الحنان...
لكل زوجة ، أرجو منك أن تنظري في نفسك ، كما تنظرين في مرآتك ، أنظري لمرآة داخلك ، و تصرفاتك ، أجلسي مع نفسك، انظري ما هي النقاط اللي مقصرة فيها تجاه زوجك و بيتك ، و تشوفي شو هي الأمور التي يحتاجها زوجك و كان يجدها معك و انت حرمته منها ، حتى تستطيعي أن تحافظي عليه و تسترجعيه ، فهو ان وجد عندك ما يحتاجه فلن يبحث عنه بعيدا عنك بل سيتعلق بك أكثر و أكثر لأنك شريكة حياته ، و افعلي ذلك قبل فوات الأوان حتى لا تجدي نفسك يوما عرضة للشفقة عليك من أحد ، و أن تحزني و تتألمي من نفسك...
و حاذري أن تواجهيه بالمشكلة قبل معرفة كيفية حلها من نفسك أولاً ، فإن لم يكن لديك الحل و واجهتيه بالمشكلة و أنك تعرفين أنه مع غيرك ، قد تكون هذه فرصة له للبعد عنك أكثر ، كوني قوية خلال حل المشكلة ، و ناقشيها من منطلق قوة بعد أن تحلي كل الأسباب منك أو منه ، عندها سيعود إليك زوجا و حبيباً و صديقاً و شريكةً له في كل شيء....
و إن كان غير ذلك، عندها لن يلومك أحد، و الأهم أنك لن تلومي نفسك، و عندها يكون هو لا يستحقك، و لا يستحق تضحياتك، لأنك بهذا رضيت عن نفسك و أرضيته...

و أرجو الملاحظة أن كل ما كتبت هو ليس فقط للمرأة ، و الرجل عليه ان يهتم بزوجته في كل ما ذكرت ، و لديه واجبات كثيرة تجاه زوجته و بيته يتناساها مع الروتين اليومي و المشاكل
و لكن كل ما قلت كان ردا على الألم الذي كان موضوع النقاش هنا ، فأيضا عندي تحفظات كثيرة على الرجل ، و لكن أنا أعتقد ان الزوجة هي أقدر على تنظيم أمور بيتها و المحافظة عليه و على زوجها لأنه مملكتها

خلاصة كلامي أن تعرف الزوجة انها ممكن أن تكون هي سبب الداء ، و أنها بإذن المولى عز و جل ستكون سبب الدواء ، حتى لا تجد نفسها وان الأمر قد تطور إلى زواج زوجها من أخرى ، و هنا تصبح حل المشكلة أكبر ، لأنها ستدخل في منافسة أكبر ، تحاول استرجاع قلب و مشاعر زوجها ، و تحاول التفرد من جديد و قد تقول حينها (لات الساعة ساعة مندم)...
عذرا لإطالتي في الموضوع ولو كانت مطلوبة ، و لكن شعرت أن كل رجل تتحدثون عنه ممكن أن يكون قريباً مني و قد يكون يوما زوجي ، و كل امرأة تتحدثون عنها قد تكون قريبتي أو أنا نفسي ، و ما أرضاه لنفسي أرضاه لغيري...
و ليس العيب في أن نخطأ ، و لكن العيب أن نستمر في الخطأ بعد أن عرفناه
و أحسن محاسب من حاسب نفسه قبل غيره

وعذرا لو اعتبر البعض اني أخطأت في حق أحد ، و استمحيه عذرا سلفاً ...
و فق الله الجميع ان شاءالله و أسعد كل زوجين و رزقهما الحب الحلال و الحياة الحلال
اللهم اهدنا في من هديت، و عافنا في من عافيت....
و لكم مني كل التحية للتفاعل في هذا الموضوع ، و أرجو الله أن يزيل كل ألم من قلب كل انسان و يبدله حباً و سعادة ان شاءالله ، و يكرمنا براحة البال و النفس و الطمأنينة ان شاءالله...

هذه الوردة أهديها لكل زوجين عرفا حقوقهما و و اجباتهما....
و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله.
أختكم في الله / نهى