احسن محاسب من حاسب نفسه قبل غيره
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة للجميع
و أعتذر بداية أن كلامي سيكون طويلاً ، و لكن أردت أن أعطي الموضوع حقه ، لأنه يتعلق بنا نحن النساء، و يمكنني أن اختصر الكلام ، و لكني آثرت أن أكتب بشمولية أكبر، و من البداية كلامي هو ليس دفاعا عن الرجل ، بقدر ما هو رد على الموضوع المطروح ، و قبل أن أبدأ بكلامي أعرف ان بعض النساء سيتضايقن مما سأكتب ، و لكني أحب أن أرى المشكلة بكل جوانبها، و لا أحب أن أظلم أحد ،
فهذا الرجل الذي قد أظلمه قد يكون أبي، و قد يكون أخي، و قد يكون زوجي و حبيبي يوما، و قد يكون ابني يوما آخر...
و المرأة التي أتحدث عنها قد تكون والدتي أو أختي، و قد تكون أنا نفسي يوما ، و قد تكون ابنتي يوما آخر...
و أنا لست مع أحد ضد أحد ، أفضل أن أقف في النصف ، و أنظر من كلا الجانبين حتى أرى أساس المشكلة و النتيجة التي وصل إليها زوجين و محاولة معرفة الحل...
عندما قرأت عنوان الموضوع عن الألم ، شعرت أن الرجل هو سبب الألم دون أن يكون هناك سبب لهذا الألم، و من المؤكد أن الألم المذكور في الموضوع له أساس ، و لكل ألم دواء ، و لكن على أن يؤخذ الدواء ضمن الوقت المحدد للعلاج و إلا قد ينتشر المرض في كامل الجسم و قد تحتاج بعض الأعضاء للبتر ، إن لم يتعرض الجسم للتسمم كاملا والموت نهائياً... و أعني هنا الطلاق.
و سأعقب بمثل : أن الطبيب يخشى أن يأكل أي ثمرة دون غسلها جيداً و لن يرضى بغسلها عشوائياً ، هذا لأنه يعرف ما هو الضرر الذي قد ينتج عن أكل الثمرة دون غسيل من ميكروبات و التهابات و ما إلى ذلك من الأمراض التي قد تحدث بأكل الثمرة قبل غسيلها ، و قصدي هنا لأنه يعرف سبب المرض الذي قد يحث فإنه يتقيه من البداية ، و يحاول أن يبتعد عن مسببات المشكلة المرضية التي قد تطرأ عليه... هذا لأنه يدرك تماماً النتيجة السلبية قبل بدايتها ، و هو ما قد لا يعرفه أو يدركه أناس عاديون أو آخرون....
و رأيي قبل أن يتزوج الرجل يجب ان يكون جاهزاً لكل ما قد ينتج عن هذا الزواج و جاهزا لأن يتحمل و يتنازل و يضحي ضمن استطاعته طبعاً ، و قبل أن تتزوج المرأة يجب أن تكون قد تحضرت لكل ما يمكن أن تقابله في حياتها المستقبلية و تقدم بعض التنازلات و تعرف كيف تتدارك الأمور في وقتها ، في النهاية الزواج هو مؤسسة ، و كل مؤسسة عرضة للنجاح أو الفشل أن إستطاع الإداريون فيها إدارتها جيداً و الزوجان هم المديران الموكلان بإدارة هذه المؤسسة حتى يصبح لهذه المؤسسة أفرع ناجحة وهي الأولاد ان شاءالله ...
عذرا لأني تحدثت ببعض الأمثال عن الألم والمرض و المؤسسة ... و لكن لتقريب وجهات النظر ان شاءالله...
فالجميع متفق معي أن لكل مشكلة أساس و لن تأتي المشكلة دون سبب..
لقد تابعت هذا الموضوع من البداية ، و كنت أقرأ الإجابات و شعرت بألم كل من كتبت ، و سأشعر بهذا الألم لو كان هذا حال أمي أو أختي أو حالي ، طبعاً سأتألم و سأبكي على حالي ، و لكن حتى دموعي ستكون نتيجة لخطأ أنا شاركت فيه من البداية ، و أعتقد أن الكثير من النساء يحاولن تسمية ما حصل ألما متناسين الأسباب حتى يخففوا وطأ هذا الأمر عليهم ، لأنهم لو فندوا أساس سبب المشكلة فلن يكون الألم منفردا بل ربما سيكون مشتركاً بين الزوجين... و كأن الموضوع المطروح يجعلنا نشعر أن الرجل هو السبب الوحيد في ذلك...
و أنا مع العزيزة أم نور و ما قالته الأخت و سام و ما تفضل به جميع الأخوات والأخوة ، و لن أدخل في المداخلات الأخيرة عن الزوجة الثانية فهنا الموضوع يصبح أوسع و له ملامح أبعد من الألم المذكور هنا...
و قبل ان نتحدث عن حالة الألم المذكورة أعلاه ، علينا أن نرفع يدينا ملوحين بالتحية لعدد كبير من الأزواج الذي عاشوا حياتهم الطويلة بحب و حنان و مودة و تفاهم و احترام دون أن تشوبها شائبة بهذا الخصوص و دون أن يتعرض أحدهما لهذا الموقف ، لأن الحياة كانت أبسط ، و لأن المشغوليات للزوجين كانت أقل ، و لأن الضغط الحياتي كان أقل ، فهما مكملان لبعضهما و يشكلان سوياً ثنائياً رائعاً و قد يصبحان قدوة حولهما
و في المقابل نجد أن حالات لن أسميها خيانة ، سأتدرج بها
نظر الزوج لغير زوجته، تعلقه بغيرها، إعجابه بغيرها، وجود الراحة بالحديث و التواجد مع غيرها، وجود مكان دافئ حنون في غير بيت الزوجية و عندها قد ينتقل إلى بيت زوجية آخر، بإختصار يبحث عما ينقصه...
لهذا الأمر سببان ، السبب الأسهل أن بعض الرجال و هم قلة نادرة هذا الأمر في طبيعتهم و هم غير مقدرين لمعنى الزواج الحقيقي ، و حتى لو كانت الزوجة كما ورد في النقاشات (مضوية أصابعها.... )
و يبقى السبب الآخر و هو السبب الأكثر انتشاراً و أكثر شمولية ، ما الذي أوصل الأمر إلى هنا لنتطرق للأسباب قبل توجيه اللوم على أي من الزوجين ، فكلاهما مسؤول، و إذا عرفنا السبب و بعد ذلك النتيجة يمكننا أن نقيم الأمر ان كان خيانة أم ...........
مشكلتنا أننا نحن النساء نتحدث بعواطفنا ، فإذا سمعنا أن أحدا عرف أحدا غير زوجته أو أن فلانا قد تزوج زوجة ثانية غير زوجته تبادر إلى ذهننا ، أن هذا الزوج جاحد ، أن هذا الزوج ظالم ، أن هذا الزوج على قول أحد المقولات في الموضوع (عينه فارغة) ، أن هذا الزوج مش مكفيه بيته ، و يا حرام عنده زوجة ممتازة و مع هذا تزوج من غيرها ، كل هذه أمور عاطفية نتحدث بها ، أو لنخفف عن أنفسنا نحن النساء حتى لا نتعرض لموقف مماثل ، أو لأننا جميعنا عرضة لأن يحدث معنا هذا ، و دون أن نتحدث مع الزوجة عن السبب الذي أوصلها إلى هنا ، فالمكان الذي وصلته في معظم الأحيان برأي طبعاً هي السبب الرئيسي فيه ، فإن لم تستطع أن تحافظ على بيتها و مملكتها ، فالملامة عليها أولاً ....
أعرف أن بعض النساء بدأن يتضايقن من كلامي ....
ماذا لو تركت المرأة جوهرة ثمينة تملكها أمام الناس على الطاولة ، و بعد أن سرقت منها بدأت تتحسر على خسارتها دون أن تقول أنها السبب في تركها للناس ، و برأيي بعد الزواج يصبح الزوج أثمن ما لدى المرأة لأنها بزوجها و رضاه و طاعته تدخل الجنة ، لأنه يصبح المسؤول عنها ، لأنه أب أولادها ، و لأنه شريك حياتها و نصفها الأخر ، فيجب أن تحافظ عليه من أي يأخذه منها أي أحد أو أي امرأة أخرى ....
عندما يفكر الرجل بالزواج، يكون هذا ليكمل دينه، و ليستقر و ليشعر براحة و بتأسيس عائلة و وجود نصفه الآخر التي تشاركه كل شيء في حياته و سعادته و مشاكله و همومه و كل ما سيعانيه في حياته المستقبلية
إذا من البداية هو يريدها شريكة له في حياته ، و يتمنى أن يجد كل راحة وسعادة في بيته و ليس خارجه...
و لن يترك الرجل شريكة حياته و يفكر في أخرى إلا لتعويض ما ينقصه في داخل هذه المؤسسة الحلال.
سأكمل الموضوع كصفحة ثانية لأنه لم يتسنَ لي وضعه هنا مرة واحدة فعذرا....
|