عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 16-10-2021, 03:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محاور الغربة والاغتراب في ديوان نقوش إسلامية




مضيِّعون فلا أهلَ ولا وطن

مقيَّدون فلا كف ولا عُنقُ[19]










إنه يشعر بما يشعر به الغريب ويتعذَّب لمأساته، وكيف لا؟ وهما في الهم والغربة سواء، إنه لا يحس مثله للماء بنكهة، ويتذكر أيامه الخوالي على أرض وطنه، ويستغرق في هذه الذكريات حتى يبدَّد الواقع المرير حلاوة تلك الذكريات:





مرَّت على كبدينا ألف أُغنية

فما تضوَّع ريحان ولا حَبَقُ




ونشرب الماء لا ندري بنَكهته

وما شربناه إلا غالَنا شرقُ




ونحن كنا شبابًا زانه أدبٌ

وللطموح على هاماتهم ألقُ




ونحن كنا وأرض الغار مَنبتنا

وليس إلا سيوف الحق نَمتشقُ[20]











ثم يدلف في هذا الحلم الجميل الذي يعاود الغريب بين لحظة وأخرى، مفجِّرًا في نهايته قنبلةً من الحزن:





فكم جَرَينا وللساحات جَلجلة

وكم سرَينا ونجم الظلمة الحدقُ




تشدُّنا طرق عزَّت مسالكها

وتَستبينا إلى تلك الذرى طرقُ




فكم شدَونا فصار الحرف ملحمةً

وكم ضربنا فكاد الصخر يَنفلقُ




وكم رتَقنا فتوقًا في فعالهم

وغيرنا ما رأوا فتقًا ولا رتَقوا




وكم حملنا سحابًا والثرى لهبُ

وكم سقيناه أشواقًا وهم حرَقوا[21]










يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]