عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-10-2021, 06:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,031
الدولة : Egypt
افتراضي عندها فقط نسعد في الدنيا ونفوز في الآخرة

عندها فقط نسعد في الدنيا ونفوز في الآخرة
سعيد مصطفى دياب



قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 149].

تأمل ذلك الخبر الذي لا أوثق منه؛ لأنه من الله تعالى، ومن أصدق من الله قيلًا؟ ومن أصدق من الله حديثًا؟
﴿ إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾، مقدمةٌ ونتيجةٌ حتميةٌ لا تتخلف، طاعة المؤمنين للكفارِ عاقبتها الخسران المبين.

والطاعة هنا مطلقة لا قيد لها، فليس المرادُ بها الطاعة في الدين فقط، ولا في السياسة فقط، ولا في الاقتصاد فقط، بل أي طاعة فمآلها إلى الخسران، ومصيرها إلى البوار.

وقد دلت نصوص الشرع على الخسران الأخروي لمن أطاع الكفار؛ كما قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴾ [الأحزاب: 67].

كما قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29].

ودلَّت الشواهد على الخسران الدنيوي، فما تخلف المسلمون عن ركب الحضارة، وأصبحوا في ذيل الأمم إلا حين أسلموا قيادهم لأعدائهم، وخضعوا لهم غاية الخضوع، وأطلعوهم على بواطن أمورهم، وكشفوا لهم أسرارهم، وغفلوا عن تحذير الله تعالى لهم، وتناسوا نهيه عن موالاتهم؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 118].


حتى بات واضحًا غاية الوضوح منع المسلمين من امتلاك أسباب القوة والتقدم.

ولا رجاء لنا في النهوض من كبوتنا، إلا بالخروج من فلك التبعية لغيرنا، ولا أمل لنا في الخروج من تلك التبيعة إلا بامتثال أمر ربنا، وعندها فقط نسعد في الدنيا ونفوز في الآخرة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.05%)]