عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-10-2021, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,730
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المقدرة على التراجع



مع نبيِّنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم: ونتعلم في مدرسته تربية النفسِ على ثنائي الشجاعة والتواضع، وأخذها بعيدًا عن العجب والكبر، وفوق الضعف وخوف اللائمة، كما نتعلَّم منه صلى الله عليه وسلم إظهار علةِ التراجع ما استطعنا:
1- التراجع عن فكر أو عمل خير بعد العزم والشروع: فمِن رحمته تعالى أن أرسل المصطفى صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا إن كنا نُحبُّه ونقتدي به حقًّا كيف نُتقِن التراجع العملي في أشد الحالات دقةً وصعوبة، بأن يكون ما تتراجع عنه غير سيِّئ، بل أكثر من ذلك هو خير رجَوْتَه بإخلاص لنفسك ولمَن حولك، وهذا قد يبدو عجيبًا، لكنَّه تهذيبٌ للنفس، فلا نَعتد بصلاح عملِنا، ولا نُصِر إذا تبيَّنَّا خيرًا منه، قال صلى الله عليه وسلم:((إني لا أحلف على يمينٍ أرى غيرَها خيرًا منها، إلا أتيتُ الذي هو خير))؛صحيح مسلم.

فحتى لو أقسمتَ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمك أن تتراجع، والمناط درجةُ الخيرية؛ أي: أن تجد خيرًا مما أقسمتَ عليه، وهذا اختبارٌ للإخلاص لا تُنكِر صعوبته؛ كما ستبين الأمثلة (لا سيما بغلبة الغرور اليوم، وطلب رضا الناس).

2- التراجع عن عمل انقضَى ولو منذ زمن: ما نفعُ ذلك التراجع؟ إن نفعَه مستقبليٌ، خاصة إذا واجَهَك عينُ الموقف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو استقبلتُ مِن أمري ما استدبرتُ، ما سُقْتُ الهَدْي، ولحلَلْتُ مع الناس حين حلُّوا))؛ صحيح البخاري، كتاب التمني.
واستقبلت الشيء: واجهته، فهو مستقبَل بالفتح (اسم مفعول).
ولو استقبلت مِن أمري ما استدبرت؛ أي: لو ظهر لي أولًا ما ظهر لي آخرًا.

وفي شرح سنن أبي داود: "والمعنى: لو ظهر لي هذا الرأي الذي رأيتُه الآن، لأمرتُكم به في أول أمري وابتداءِ خروجي"[6]، ويُبيِّن الحبيبُ علةَ هذا التراجع ونفعه في التوسعة والتخفيف على صحابته وعلى المسلمين حتى قيام الساعة[7].

3- التراجع عن الهمِّ بالعمل: ويتمُّ بالامتناع عما هَمَمْنا به، لكن الشجاعةَ أن نُبيِّنه للآخرين، سواء للإفادة والخبرة، أو للتربية والقدوة، رغم أنه لم يتجاوز خاطرَنا للسانٍ أو قلمٍ، ناهيك عن العمل، كما علَّمنا الحبيبُ صلى الله عليه وسلم؛ ففي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لقد هَمَمْتُ أن أنهَى عن الغِيلَة، حتى ذكرتُ أن الروم وفارس يصنعون ذلك، فلا يضرُّ أولادهم))، والغِيلةُ، قيل هي: وطء الزوجة المُرضِع، وقيل: هي إرضاعُ الحامل لطفلِها، وقد بيَّن لنا صلى الله عليه وسلم علَّة التراجع عن "الهمِّ"، والأعجبُ أن تراجعه وهو المُرسَل رحمةً للعالمين، بُني هنا على خبرات غير المسلمين! وعلى الهامش، فقد ثبت علميًّا اليوم أن المُرضِع إن حملت تتابع إرضاع طفلها بأمانٍ بوجود غذاء متوازن حتى بلوغ حملها الشهرَ السابع، ودون ضرر عليها ولا على أي من الرضيع والجنين؛ كما كان يظن تقليديًّا!

♦ مدرسة الصحابة والتابعين والصالحين: قد يقال: لسنا أنبياء, وهذا حقٌّ، لكننا نتبع هَدْيَهم وننتفع، وقد مر بنا تراجُعُ الصدِّيق في حادثة الإفك، وهذا عمر ليس بنبيٍّ، وله نفسٌ أبيَّة، وإمكانيات يستحيل أن يكون عليها أحدُنا، ولا يحب نفسه، ويعتدُّ برأيه! وهل أكثر مِن نزول الوحي موافقًا له في أكثر من أمر! ولكن انظر كيف ربَّى الإسلام فيه المقدرةَ على التراجع، فطبَّقه بقوة إيمان؛ إذ كان له في الحديبيةِ موقفٌ رأى فيه أن توقيع الصلح تنازلٌ لا ينبغي[8]، ليس إلا لأنه مسلمٌ مُعتَدٌّ بالإسلام، ورغم البِشارات التي حفَلت بها سورةُ الفتح لمن حضر الحديبية من الصحابة، أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم وأرضاهم، فإن عمر يقول عن موقفه ذاك: (وما زلتُ أتصدَّق وأصوم وأصلي، وأُعتِق؛ مِن الذي صنعت يومئذٍ، مخافةَ كلامي الذي تكلَّمت به حين رجوت أن يكون خيرًا))، فأي تطبيق عملي راقٍ للتراجع.

وقال الشوكاني عن التاج السبكي: "إنه كان في غاية الإنصاف، والرجوع إلى الحق في المباحث، ولو على لسان أحد الطلبة".

مدرسة عموم الناس:
مثال من المجتمع المسلم: التراجع عن عمل السوء بجهالة وعن الزلل: وهو أمرٌ وارد بالنسبة لأي إنسان، لذلك خصَّص دينُنا مساحةً طيِّبة لمن قد يقع في مثل ذلك؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنعام: 54].

المهم أن يَملِكَ المرءُ المقدرةَ على التراجع، وانظر رحابةَ رحمتِه تعالى ومغفرته؛ إذ أمر رسولَه صلى الله عليه وسلم أن يُبلِّغنا بها بعد السلام علينا، وليس أنه تعالى يرحمنا وحسب، ويغفر لمن تاب وأصلح، بل إنه كتب على نفسِه الرحمة لمن تراجع وأناب، وألزَم نفسه بها سبحانه؛ وفعلُ السوء بجهالة يشملُ أشياء كثيرةً في حياتنا، تَفاقُمُها يُبَلِّغُها درجةَ التظالم وظلم النفس، والتراجع عودةٌ عن الظلم إلى الرحمة والتراحم، فلا نكون أقماعًا ولا مُصرِّين.

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ارحموا تُرحَموا، واغفِروا يَغفِرِ الله لكم، ويلٌ لأقماع القول، ويل للمُصرِّين الذين يُصِرُّون على ما فعلوا وهم يعلمون))؛ أخرجه أحمد في مسنده.

وأقماع القول الذين ينقلون ما يسمعون دون فَهمٍ وإدراك، والمصرون هم الذين يصرون على المعاصي رغم علمهم بإثمِها لا يتراجعون، وقد نُبِّهوا وذُكِّروا.
وفي هذه المدرسة نتعلم أن مناط التراجع ليس الكثرةَ، وإنما من الأصلح والأقوم، وكيف الاعتدال في القول والعمل!
ورحِم الله الفضيل بن عياض؛ حيث قال: "اسلُكْ سبيلَ الهدى، ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغترَّ بكثرة الهالكين".

مدرسة حضارة العلم والمال قديمها وحديثها: التراجع هنا يحدُّ مِن صراعات المختلِّفين على علم، والذي قد يكون سببًا في تدميرهم بأيديهم؛ كحال أمم بادَتْ كما يتبيَّن لنا في كتاب الله؛ قال تعالى: ﴿فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [الجاثية: 17]، وما أعجب هذا؛ فالعلم مَظِنَّة رفع الخلاف، ولكن الآية دقيقة ﴿بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾، فعندما يَشُوبُ العلمَ بغيٌ أو تعاملٌ مع الباغين، يفقد أهل العلم عدالتهم[9].

ولا يَندُر اليوم أن يُوجِّه العلمُ للتجهيل والإضلال بتحويره أو كتمان بعضه! سواء لتدخل الربح المادي، أو سيطرة الهوى والأنا، والأسوأ أن يُطوَّع العلم في العالَم المُتقدِّم علميًّا لأغراض لا إنسانية ولا أخلاقية، فتغدو الخلافات مُدمِّرة؛ وإن الغرورَ بالعلم - وهو مِن آفات هذا العصر - يدعو أهله لتجاوُزِ الحقِّ، بدعوى اتِّباع العقل، ثم يَنسُبون الحقَّ لأنفسهم ليَسُودُوا، وقد يَنجُمُ صراعٌ مع مخالفيهم، مُجرياتُه أبعد ما تكون عن العقل، فلنتواضَعْ ونتراجعْ في الوقت المناسب، مهما بلغنا من العلم ومِن سداد الرأي.

خلاصة البنود العملية للتراجع نستقيها مما سبق:
مارِسِ التراجعَ بينك وبين نفسك مع كل خطأ محدود، وقد يلزم أن تُعْلِم به البعض فانتقِهِم بعنايةٍ.

لا ضرورةَ للإعلان عن كل تراجع، خاصة في زمننا، فبعض الحالاتِ الإعلانُ عنها يُضِرُّ أكثر مما ينفعُ، وفي المقابل هناك مواقفُ يتحتَّمُ إعلان التراجع عنها في نفس الظروف وبنفس القوة التي نُشِر فيها الموقف الخاطئ.

ليس هناك ما يَحجُبُك عن الله تعالى، فالجَأْ إليه - بقلبك وقولك وعملك - في كل مرة تَجد صعوبةً في التراجع، وسينشرح صدرُك له.

استَشِرْ واستشفعْ، واستفِدْ مِن القدماء، ومَن حولك مِن حكماء زمانك ومَن استشارهم، واقتدِ بتواضعهم وتراجعهم، ففي علم الحديث مثلًا يُسمَّى الذي إن نوقش تراجع: الرَّجَّاع، وقالوا: "يفوزُ الرجَّاع بالثناءِ الحسن والثقةِ بدينهِ وعقلهِ").

متى:
تراجع كلما برزت ضرورة مما ذُكِر، وبالذات متعلقة بالضرورات الخمس: الدين، والنفس، والعِرض، والمال، والعقل.

وتحرَّ التراجعَ المُبكِّر، والأمرُ يُشبِه ضمان الشفاء بالتبكير بعلاج المرض قبل تفاقُمِه وانتشاره وإنهاكه للجسم؛ قال تعالى: ﴿المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف: 1، 2]، والخطاب للحبيبِ صلى الله عليه وسلم، لكن نتعلَّم منه, فكثيرون اليوم يجدون حرجًا مِن بعض آيات القرآن؛ كأنها تهمةٌ! ليس في صدورهم فحَسْب، بل في أفعالهم وأقوالهم وكتاباتهم، ومجردُ الحرج إن سارعت وتراجعت عنه سلِمْتَ، فالخطورة أن تركَنَ إليه وإلى مُروِّجيه، بينما يَغْدُو التراجعُ عسيرًا بتحوُّل الحرج إلى تكذيب، ليأتي الأسوأُ وهو الطبعُ على القلب؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ﴾ [الأعراف: 101]! ذلك هو بلاءُ التكذيب لمن يصدع بالحق، للمُرسَل، للمُصلِح، للمتبين يُبين لك!

بلاءُ عدمِ التراجع عنه يقودُ إلى بلاءٍ أعظمَ، هو الطبع على القلب، ثم الفشل التام عن التراجع! وكأنها حَلْقة مفرغة، غفر الله لنا!

التراجع ليس - بالضرورة - العودةَ لموقف أو لفكرٍ قديم سابق، ولا للفكر الأحدث، ولكن لما هو أفضل وأعدل، بما يُحقق وسطيَّتنا[10].
وقد مَرَرْنا بخطواتِه العامة، وأهم عناصرها: الإصلاح والتبيين.

عندما يتراجَعُ الأشخاص المُؤثِّرون لتصحيح مسارٍ عامٍّ، فَهُمْ غالبًا لا يُترَكون وشأنَهم، فهنالك مَن يُحارِبُ التراجع؛ لأنه مستفيدٌ مِن استمرار الأخطاء وعواقبها.

وفي الختام:
فإن التراجع اليوم بالنسبة للمتلقي:
تراجعٌ إيجابي ولازم، ومُثابٌ فاعلُه، ومؤاخذ تاركُه؛ كما أسلفنا.
بينما هو عملٌ آثم للتكفير والتشويش، ممَّن يؤمنون وجه النهار ويكفرون آخره؛ قال تعالى - يفضح خطة أسلافهم - في آل عمران: ﴿وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [آل عمران: 72].

وهذا وذاك مِن الوسائل المعروفة للإعلام المعاصر، ومُكوِّن مُهم للحرب الإعلامية بين الحق والباطل؛ مما يضع كلًّا منا على ثَغْرٍ في التعلم والتمحيص، والحذر قبل الإقدام، والتراجع, والنشر، وتلقِّي ما ينشر، ومسؤولية الناقل في التراجع لا تقل أهميةً!

ومما يذهلني وجود مختصين في بعض الأمور ينشرون موادَّ فيها أخطاءٌ مُموهة أو واضحة مع الأسف، وعندما يُعاتَبون يقولون: لم أجد وقتًا لسماعه كاملًا، ولا يقول عنه سوءًا: لم أكن متأكدًا، ولم أصدق نصفَ ما فيه!
إذًا لماذا تنشره؟! ثم هلَّا تراجعت مُبيٍّنًا ذلك لمن أرسلتَه لهم؟!
غفر الله لنا، وجعلنا من أهل الهمة للتبيُّن والتبيين، والشجاعة للتراجع عن الأسوأ لما هو أحسن[11]!

ولله الحمد والفضل



[1] كنت تناولتُه أولَ مرة في كتابي المنشور (الثابت والمتغير)، وهو فصل مِن بحث لي: تدبر في أدب الخلاف (مخطوط غير منشور).

[2] كتاب الثابت والمتغير؛ د. غنية عبدالرحمن النحلاوي - د ار الفكر، دمشق، ص 37.

[3] قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ﴾؛ يعني: علماء اليهود؛ قاله القرطبي، وابن كثير، وغيرهما من المفسرين، ووجدت القرطبي تدبَّره وأسقطه على المسلمين؛ حيث قال: "وهذه الآية وإن كانت في الأخبار، فإنها تتناول مِن المسلمين مَن كتم الحق مختارًا لذلك بسبب دنيا يُصِيبُها".

[4] حديث الذي قتل 99 شخصًا: رواه مسلم، وأحمد في مسنده، وابن ماجه، وصححه الألباني (صحيح الجامع الصغير رقم 2072، ص 203 المجلد الثاني).

[5] د. غنية عبدالرحمن النحلاوي، مقال الاعتذار، مجلة النور، بيت التمويل الكويتي، وانظر مقال: (كليم الله موسى: شجاعة الكلمة وسكينة الرحمن): http://www.alukah.net/sharia/0/78254/#ixzz4z4TlDv9

[6] المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (عن ملتقى أهل الحديث)، والحديث له دلالة فقهية، ولكن أورده لمناسبة البحث: "ما وجدت شرح هذا الحديث إلا في كتب اللغة ".

[7] وبعد أن كتبتُه وجدتُ هذه الزيادة: "ولقيه سراقة وهو يرمي جمرة العقبة، فقال: يا رسول الله، ألنا هذه خاصة؟ قال: ((لا، بل لأبدٍ))"؛ في موقع" جامع السنة وشروحها" فسُرِرتُ بها، الحمد لله


[8] ويُرْوَى أنه قال للصديق رضي الله عنهما: "يا أبا بكر، أليس رسولَ الله؟ قال: بلى، قال: أَوَلَسْنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أَوَلَيسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلامَ نعطي الدنيَّة في ديننا؟!"، وفي بعض الروايات أن الفاروق ناقش الرسول صلى الله عليه وسلم أولًا، ثم أبا بكر)، فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يُضيعني))؛ وانظر: سيرة ابن هشام أو تهذيبها لعبدالسلام هارون - دار الفكر.

[9] وقرأت في تفسيرها: "حصول العلم يوجب ارتفاع الخلاف، وها هنا صار مجيءُ العلم سببًا لحصول الاختلاف؛ وذلك لأنهم لم يكن مقصودُهم من العلم نفسَ العلم، وإنما المقصود منه طلب الرياسة والتقدم"، وفي العلم في القرآن قولانِ كما نعلم.

[10] قال الشيخ السعدي: "أمة وسطًا؛ أي: عدلًا خيارًا، وما عدا الوسط فأطراف داخلة تحت الخطر"، وانظر مقال: كلمات في وسطية الفرد والأمة؛ د. غُنْية عبدالرحمن النحلاوي، موقع مداد.

[11] مِن أحكم وأجمع ما قرأتُ - ولا أعرف قائلَه -: "الوقوع في الخطأ فطرةٌ، والاعتراف به فضيلة، والإصرار عليه حُمق، والرجوع عنه حكمة، والتحريض عليه سفاهة"، وهذا ليس سفاهةً، بل خبث؛ لأنه تحريض على تراجع عن صواب بهدف التضليل.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.36 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.24%)]